الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : في فقه الدعاء.. والطاعة .. والولاء

وجهة نظر : في فقه الدعاء.. والطاعة .. والولاء

20.09.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
في فقه الدعاء.. والطاعة .. والولاء

زهير سالم*
نحن العامة من أهل حلب عندنا نظرية في استجابة الدعاء… لعل بعض أهل العلم يجد لها وجها شرعيا..
نحن نعتقد أن الدعاء على المجرم الظالم الأصلي مثل نتنياهو وحافط الأسد وبشار الأسد وأكابر المجرمين حول العالم قد يتمادى، لأن الله يمدهم بمدد الإمهال (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) فلا يغرنّ أحد أن يقول دعوتم على حافظ الأسد وبشار الأسد نصف قرن وبالكاد استجاب الله لكم… !!
ونعتقد أن الدعاء على الإنسان- امرأ كان أو امراة- فيه شيء من الصلاح إن ظلم، سيكون أقرب وأسرع للاستجابة.
ويستشهد من يعلم منا بحديث البخاري: مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ خامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ ورَقُهُ مِن حَيْثُ أتَتْها الرِّيحُ تُكَفِّئُها، فإذا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وكَذلكَ المُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بالبَلاءِ، ومَثَلُ الكافِرِ كَمَثَلِ الأرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حتَّى يَقْصِمَها اللَّهُ إذا شاءَ.
صحيح أننا نحن المظلومين من المعدومين والمعذبين في سجون الظالمين، والمهجرين في بلاد البعداء، والملتجئين إلى حوائط من لا يحق لنا اللجوء إليه؛ إلا على ضرورة وكره، حيث نعيش محرومين من الجمع والجماعات، ومن مقولة السلام عليكم نتلاقها ونبذلها إذا سعينا في الأسواق…ولكن الله سبحانه وتعالى جلت حكمته وقدرته؛ إنما حلم على عدونا الأول، لأمر قدره..
وشهداؤنا وأيتامنا وأراملنا على مدى نصف قرن ما كان الله ليضيع إيمانهم، وإن جحد حقوقنا وحقوقهم بعض المدعين..!!
ونعتقد أن الدعاء على الرجل أو الفئة فيها بقية من الخير الصلاح والرشد أسرع إلى النفاد وأقرب..فاحذروا ونحذر..
كنت مرة في مجلس بحضرة عامل مكين ؛ فبغى عليّ بخضرته أخ لنا، فبادرته بالقول: شكوتك إلى الله!! فتغير وجه العالم المعلم واربد، وصبر عليّ حتى تأكد أني هدأت فقال لي: اسحب شكواك على أخيك!! قلت سيدي هو ادعى عليّ ظلما وأنا شكوته لعليم حكيم عدل.
أعاد عليّ بلغة أشد حسما اسحب دعواك على أخيك، احتمالنا لبعضنا أوسع لنا..
أكتب هذه الكلمات في وقت السحر، في الوقت الذي تعودت فيه أن أطلق السهام على حافظ الأسد وابنه بشار من بعده..وفي فمي حنظل وعلقم وأريد أن أقول اللهم..
فأكمل اللهم ارحم شهداءنا على مدى نصف قرن، اللهم تقبلهم وارفعهم، اللهم تقبل من معتقلينا ومعذبينا ومشردينا، اللهم تقبل منا هجرتنا إليك، ومرابطتنا في سبيلك، ودفاعنا عن دينك وشريعتك.. في وجه القوم الظالمين
اللهم تقبل من قوم سبقوا إليك، وصابروا في سبيلك
اللهم إن الألى وقد بغوا علينا، وقد بغوا علينا وقد بغوا علينا… إن حاولوا فتنة أبينا أبينا أبينا..
اللهم ومن مالأ علينا عدوا من أعدائك، واستطعم بصلواتنا وبجهادنا وبصبرنا وبمصابرتنا وبآلامنا وبعذاباتنا.. ف… ف… ف…
فألهمه رشده، وأعذه من شر نفسه، وادفع عنه وسوسة شياطين الإنس والجن…ولا تجعله للخائنين خصيما، ولا على أوليائك معينا…
أيها الناس: لا تخلطوها جدباء مهزولة فالله يعلم المفسد من المصلح، لا تركبوا الهوجاء ولا العوجاء فتضل بكم أو تضلون بها…
يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، وإليك نلجأ، وبباك نقف، وعليك نتوكل..
نعوذ بك من شر الأشرار، ومكر الماكرين. اللهم إنا قد نزل بنا من البلاء ما قد ترى فارفعه عنا بما ترى، أصلحهم وأصلحنا معهم يا مصلح الصالحين..
تبنا إليك ورجعنا إليك وعزمنا أننا لا نعصي الله ولا رسوله أبدا…
وختم ما نحن فيه صلاتنا وسلامنا على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين…
وسمعنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خِيارُ أئمَّتِكُمُ الَّذينَ تحبُّونَهُم ويحبُّونَكُم وتُصلُّونَ علَيهِم ويصلُّونَ علَيكُم، وشرارُ أئمَّتِكُمُ الَّذينَ تبغَضونَهُم ويبغَضونَكُم وتَلعنونَهُم ويَلعنونَكُم ..
ونشهدك أننا نؤدي ما علينا فيهم…حبا وولاء ودعاء ورجاء حتى تقضي بيننا أمرا كان مفعولا..
 
لندن سحر الجمعة: 25/ ربيع الأول/ 1447
19/ 9/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي