الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : في طرح الرؤى السياسية على الساحة السورية!!

وجهة نظر : في طرح الرؤى السياسية على الساحة السورية!!

28.03.2024
زهير سالم




وجهة نظر :
في طرح الرؤى السياسية على الساحة السورية!!

زهير سالم*
أعتقد أن المشهد السوري قد أتخم بكثرة طروحات الرؤى السياسية. با ختصار شديد هذه الرؤى نضجت واحترقت، كما يقول سلفنا رحمهم الله.
أنا شخصيا وهذا كلام يخصني وحدي، ومن حقك أن توافقني أو تخالفني؛ حين أتابع تظاهرات الشباب الثوري، في جميع الساحات العامة، يؤكد على تمسكه بأهداف ثورته، واستعداده للتضحية من أجلها، تمتلئ نفسي بالثقة والأمل، وتنتعش روحي، وأكون كأنني والنصر رأي عين..
ولكن، وما أقسى ولكن..
حين انظر إلى المتصدرين المصادرين لأمر هده الثورة، في الداخل والخارج، وأنظر إلى أدائهم، وأساليبهم، وأفكاوهم ورؤاهم، يخبو أو ينطفئ في نفسي كل ما ألهمته الجماهير.
لأقرر في منتصف هده الليلة من رمضان، إذا لم تستطع هذه الجماهير الثورية، أن تدفع إلى الواجهة قيادات وطنية جديرة وصادقة، فإن سيرورة المشهد السوري لا يبشر بما نحب جميعا.
وسأظل أطالب بقيادة وطنية لمشروع وطني، يشمل جميع السوريين.
ولا يجوز أن يتخوف من ذلك الفريق الذي يظل يصارع على الألفاظ، فالعبرة في كل ما نقول في المعاني وليس في الألفاظ والمباني. فنحن حين ندعو إلى الحق ندعو إلى الإسلام، وحين ندعو إلى العدل، ندعو إلى الإسلام، وحين ندعو إلى الحرية ندعو إلى الإسلام، وحين ندعو إلى المساواة بين الناس في مجتمع أسنان المشط ندعو إلى الإسلام، وأذكركم كيف جلس سيدنا علي رضي الله عنه، ويهودي في مجلس القضاء حين اختلفا على درع خصمين متساويبن، يرفض سيدنا أبو الحسن أن يمتاز بكتيته فيه.
وحين ندعو إلى الديمقراطية ندعو إلى الإسلام، ولا يخدعنكم الحرفيون أو اللفظيون، فالديمقراطية في حقيقتها هي "خيار السواد العام"، وانظروا كيف أن أدعياء الديمقراطية أشد خوفا منها، وهم دائما يتمسكون بعنوان "مواد فوق دستورية" ليصادروا خياركم الديمقراطي. الديمقراطية خيار الصندوق وحشوة الصندوق بأيدي سواد الناس أي أكثريتهم، أنا لا أنحدث عن أكثرية طائفية، وإنما عن أكثرية وطنية، مفتوحة عابرة للطوائف والاثنيات، وإنه من ترف القول، أن نشغل أنفسنا في اللعب على الألفاظ، ويجب أن أنوه في هذا المقام أن خيارنا الديمقراطي يجب أن يكون دائما وطنيا، وأن نتأكد ونؤكد أننا خرجنا لدفع الظلم عن أنفسنا لا نظلم، وأننا لا نريد ظلما ولا علوا في الأرض ولا فسادا ولا استئصالا ولا إقصاء، وستنبع كل خياراتنا من رؤية سمحة ظلت ترافق تاريخنا المجيد..
وأعود وأقول ولا أبالي وحين أتابع أداء المتسيدين على الأرض التي توصف "باالمحررة" مع ما يصلنا كل يوم من أخبار الانتهاكات والمظالم، لا يمكنني أن أستبشر كما أفعل حين أسمع هدير الثوار في الساحات. وكذا حين أتابع أداء المتصدرين السياسيين، يخالجني الشعور بالخيبة نفسها. لا دستورية تقنع، ولا تفاوضية تنفع؛ ولست في معركة مع هيئات أو أفراد.
لا يخدعنّ أحد نفسه بأن نظل نردد لن نقبل، ولن نوافق، ولن.. ولن،، فصخرة الثورة العظيمة إذا ظلت تتدحرج كما هي عليه، فهي تتدحرج إلى مستقر مقدر معلوم..
وجلمود الصخر إذا حطته القوة المتنفذة أو المتسيدة من علُ فمستقره- لا قدر الله- قرارة الوادي، أو حضن الأسد، بكل ما فيه من عقارب وثعابين.
أرأيتم الطريقة التي انسحبنا بها انسحابنا الأول من القصير ثم من حمص ثم من القلمون ثم من حلب ثم من الغوطة،،، لم ينفع أبا عبد الله الصغير ذرف الدمع على غرناطة حين بكى..تحفظون ما قالته له أمه؛ لن أكرره على مسامعنا أبدا. هذا الطريق الذي الناس عليه مصيره حيث نحذر ونكره ونرفض؛ ولكن ولات..كما تقول العرب.
قطارنا هذا محطته الأخيرة حيث نكره جميعا، وهذا تنبيه وتحذير وليس تخديرا على طريقة أطباء التخدير.
كيف نستدرك؟ نستدرك بالاتفاق على الجوامع والمشتركات الكبرى.
من يستدرك؟؟ يستدرك شباب من الشباب الأشداء القائمين على الأرض، الذين يملكون الرؤية والخبرة والقدرة، ولن يملكوا القدرة حتى يلتف حولهم الأكثرون..
أول خطوة: تحرير القرار السوري..
والخطوة الثانية: امتلاك وسائل وأدوات الضغط بتفكير ثوري منهجي، يفكر بعقل الثورة، ويمتلك أدواتها ويفرض نفسه على المعادلة: إرادة مستقلة، وقوة فاعلة، يبقى مناط قوتها من دمشق وغوطتها، وحمص وحماة وحلب..
بالإبرة سوف نزيح جبل الفساد والاستبداد عن صدر شعبنا، ولو جربتم مرة فلن تندموا أبدا..
طرزوا قطعة واحدة بشغل إبرتكم حيث لا مانح ولا ماتح ولا داعم، واجعلوا الجميع يسأل من ؟؟
وبين الوشوشة والوسوسة ثلاث نقاط..وهذه وشوشة على الهواء
ألهمنا الله رشدنا معشر السوريين.
لندن: -١٤ رمضان/ ١٤٤٥
٢٤/ ٣/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي