وجهة نظر :
وشوشة في أذن البطرك يوحنا اليازجي...
"مرٌ مذاقتُه كطعم العلقم.."
زهير سالم*
ستون عاما نُقتَلُ باسمك وتباركون.. ولم نعلن الحداد على الكنيسة..كما أعلنتم الحداد على حكومتنا الموقرة المأمولة، عند اول مطب على الطريق؟؟!!
نعم نحن السوريين جميعا حكومة وشعبا وعلماء دين ورجال فكر ومربين مع عامة المواطنين، مسؤولون عما جرى في كنيسة مار الياس سحابة يوم الأحد 22/ حزيران…2025
ونحن جميعا- يا غبطة البطرك- أولياءُ دم، لا نضيعه، وأصحاب مصاب، ومحل عزاء..ومن أراد أن يثبت حضوره في الديوان الوطني اليوم، فلا شك يسأل عن غياباته الطويلة يوم غاب…!!
وكل سوري باسمه أو فئته لم يتقدم لنفسه بالعزاء عند كل مصاب..هو شريك في الجرم أو في الإثم.. ومن أي محطة شئتم نبدأ بالعد يا غبطة البطرك!!
وهكذا ما زلنا نقول يا -غبطة البطرك- منذ ستين عاما مرت بهذا الوطن سوداء حمراء إلا على الذين دهنوا أو داهنوا..
منذ ستين سنة هكذا كنا نقول، وسنظل نقول ذلك إلى أبد الآبدين.. ألا تبت يدا القتلة المجرمين، ومن والاهم وسكت عليهم، وقال بقولهم مهما كانت هوية القاتل وهوية المقتول: إلى أبد الآبدين..آمين.
إن الذين ظلوا يعتذرون لأنفسهم أنهم أضعف من أن يرسلوا بطاقة عزاء، أو طاقة زهر سوداء على مدى ستة عقود، وفي مجازر غطوا عليها ببصمتهم أو بصمتهم.. لا نظنهم اليوم قادرين على إعلان عزاء بالحكومة الموقرة الجديدة، وقد جد بها الجد، في تتبع الحدث، والوصول إلى فاعليه..والقبض عليهم قبل أن يدور أحد على أحد، يتخلف عن موعظته الواعظون!! ألا حكمةً.. ألا ريثاً .. وبعض الشر أهونُ من بعض!!
في مدنيّتنا السورية بعمر عشرة آلاف عام. يا غبطة البطرك، والتي كان من مؤسسيها ومن معلميها إبراهيم وإسحق وإسماعيل وموسى وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين؛ تعودنا أن نقول: الملافظ سعد..
الملافظ سعد، ولا برء لما جرح اللسان..
يوحنا المعمدان كما ابن مريم القديسة طالما حدثونا وحذرونا من الأنبياء الكذبة…بأبناء الأفاعي وسموهم!!
قال لنا عيسى سلام ربنا وصلواته عليه وعلى أمه القديسة سيدة نساء العالمين: "ترى القشة في عين أخيك ولا ترى الخشبة في عينك"؟؟
كم وزيراً.. وكم مسؤولا هُرعوا إلى مكان الحادث!!
وأنت الذي تزعم…
لم يُهرعوا لإرضاء من لا يرضى!! لم يُهرعوا لتسجيل موقف!! حتى الوزيرة هند مشكورة، هرعت بوصفها وزيرة، وليس بوصفها ابنة حارتنا!!
كم هي أعداد التعازي والتحايا صدرت عن أصحابها ، ممن تصرون على اعتبارهم أعداء، ويصرون على أن يرتلوا في حضوركم (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)
وأقول لكل أبناء وطني من السوريين مصيبتنا فيما جرى كنيسة مار الياس واحدة، حرصنا على التلافي وعلى أن نقطع رأس الفتنة، ونجفف ماء نمائها واحد، وعزاؤنا في كل ما جرى علينا طوال ستة عقود واحد.. وسورية لأهلها جميعا.، وللعاهر الحجر..
لندن: 28/ ذو الحجة/ 1446
25/ 6/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي