الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : وأقلب كفي.. وأخاطب نفسي

وجهة نظر : وأقلب كفي.. وأخاطب نفسي

20.05.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
وأقلب كفي.. وأخاطب نفسي

زهير سالم*
وتحسبونها كلمات هينات، وقد وصف بها قبل سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب..رضي الله عنه.
وأصف بها نفسي بيانا لضعفي وقلة حيلتي، وترددي، وموازنتي بين الجميل والأجمل، والصالح والأصلح…
وعلق منذ الأمس صديق على ما كتبته بحق الإخبارية السورية، فكتب إليّ ناصحا: لو أنك لم تسخر، فدوشني، ومع أنني لم أرد معنى السخرية اللفظي، ولكن صديقي قد أصاب، وكنت أنا الذي أخطأت، بذكر الفضاضة والتحصين من العين…
ثم أعود هذا الصباح لنفسي، أو لجردة الأخبار من حولي، فأجد نفسي محاصرا بضرورة التعليق السلبي على الأخبار السلبية، ذلك لأنني منذ ستين سنة، منذ جاءنا الأستاذ سعيد فلحوط من السويدا إلى إعدادية المعري، وأنا طالب في الثاني الإعدادي، يصدع رؤوسنا بهتاف: ثالوثكم المقدس…. وأنا معارض ممارس، لا أكاد أكف..
وأظنني بل أظن أن مجتمعنا السوري بشكل عام يحتاج إلى مرحلة لإعادة التأهيل، أعني ليكون شغوفا بالروض، بكل ما فيه، وليكون مأخوذا ببراعم الورد، وبتفتحه كما بشوك أغصانه، وبمادة السماد العضوي في أرض بستانه!!
إخوة خليون يقولون لنا: اصبروا على الإدارة القائمة قليلا، ونحن نقول لهؤلاء: وأنتم اصبروا علينا قليلا.. فنحن منذ ستين سنة، كان المقلاع فقط هو الأداة التي نرمي بها..عن دين وعن عرض وعن وطن!!
نعم نتابع بفرح أخبار الأحباب يرسلون صورهم من مرابع صباهم، هذا يذكر ستين عاما، وآخر يذكر أربعين عاما، وثالث يذكر خمسة عشر عاما..!!
يعودون وتدور بهم الدار، ويذكرون يوم غادروها وهم فتية صغار..!!
نرقبهم بقلوب كسيرة، وأعين دامعة، وننشد:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه
وعزة ممطـــــــــــول معنى غريمهـــــــــا
لهفي على عزة وعلى غريمها!!
وأتساءل وماذا جنت عزة وماذا جنى غريمها!!
ثم أفرك عيني من سمادير الحلم فأجد خياما تُطوى، ومخيمات تقوّض، ونفوس حرى ترد، فأستبشر، وأتساءل، ولا بد لي من التساؤل ومتى تعمر المدارس، ويعود العرابيد إلى تهجي الدروس..؟؟
فإذا كثرت عليّ التساؤلات تهت بين فضائي متى؟؟ وحتى!! فما كدت أخرج..
وتابعت بالأمس بغبطة المرسومين حول تشكيل الهيئتين: للكشف عن مصير المفقودين، و إنصاف المضطهدين وذراريهم على اختلاف العناوين..
وعكر عليّ الفرحة ما أثاره السيد رائد الصالح رئيس منظمة الخوذ البيضاء، حيث اعتبر المرسومين خطوة للوراء… ولا أعلم كيف أعلق ولكن التفاهم يجب أن يكون سيد الموقف..
أحب أن أضع جهدا متواضعا لأناس مغمورين تحت أسنة النورج..
فقد كان لنا في مركز الشرق العربي، بالشراكة مع اللجنة السورية لحقوق الإنسان، منذ مطلع القرن إحصاء عملي موثق لسبعة عشر ألف مفقود، ولا أدري إذا كان أولئك المفقودون مشمولين بالقانون المرحب به بين الناس.
ومما أعجبني في أخبار هذا الصباح، التوجه لمتابعة شؤون المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني.
وسيعجبني كذلك لو أن الخارجية السورية توجهت بشكر خاص لجميع الشرائح اللبنانية التي جهدت وجاهدت لتدعم اللاجئين السوريين في لبناننا، فأنا لا أحب اللغمطة، وتضييع الحقوق..
ومما رابني يوم أمس،؟خبر عن محاضرة ألقاها السفير الأمريكي السابق عن سوريتنا، وذكر فيها أمورا يهولني أن أتحدث عنها..
ورابني كذلك خبر قادم من وراء الحدود يتحدث بالتفصيل عن سرقة ملف كوهين، من إرشيفنا الوطني!!!!! أرسم نقاط التعجب، وأزعم أن شعبنا يحتاج إلى تفصيل، وأهمه هل سرق الأصلي أو المنسوخ؟؟ مع أنهم يتحدثون عن خصوصيات أكثر من الأوراق!! وتبقى الأسئلة: مَن؟؟ ومتى؟؟ وكيف؟؟
في الأخبار التي أو اللتيا هذه الصدامات والتفجرات والتحركات مقترنة بظرف جديد، ولنا على ترددات علم الدلالة أكثر من سؤال وجواب…
لست معارضا ولا متربصا ولا شانئا ولكنني متواص بحق وبصبر وداع بهدى ورشاد!'
 
لندن: 21/ ذو القعدة/ 1446
19/ 5/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي