وجهة نظر :
مواقف بعضها من بعض
زهير سالم*
ندين الاحتلال الصهيوني المتمادي على أرضنا..
ندين الاجتراء على الدولة السورية الواحدة الموحدة.. الدولة السورية قصبة الشام الكبير..
كل الدم السوري، كل العرض السوري، كل المال السوري على السوري عندنا حرام إلا بحقه..
ندين الاعتداء على دماء شبابنا في قوات الدفاع الوطني، كما ندين أي عدوان يطال حياة المدنيين، فيسفكها تحت أي عنوان..نترحم على شهدائنا، نعزي أنفسنا، نسأل الله أن يلطف بنا جميعا، وأن يلهمنا جميعا رشدنا..
نقر بحقوق جميع أبناء المجتمع السوري، أن يناضلوا عن حقوقهم الدينية والمدنية والاقتصادية والمجتمعية بالمعروف، أن يناضلوا بروح الحوار الوطني، والنفس الهادئ الرصين، وفي إطار وطني، وتحت عنوان وطني…بعيدا عن أي عنوان للعصبية المدينية أو القبلية أو الطائفية أو العرقية..
وإن أجمل عنوان أبدعته القريحة العربية، يوم كان العرب قبائل تتناحر نداء أولو الرشد على بعضهم: كفوا سفهاءكم.. أحكموا أمر صبيانكم.. واجعلوا قراركم بأيدي عقالكم..
ولا سراة إذا جهالهم سادوا.
ونحن - أبناء المجتمع السوري أقصد- نحن جميعا، في حال دولة تتشكل، ولن يستقر في بناء هذه الدولة، هرم على رأسه..ولن يستقر بناء على ظلع.. ومن كان يظن أنه يمكن أن يكون في هذا الوطن هو الأول والآخر والظاهر والباطن فنقول له: ذاك هو الله أولا..
ونقول له: لقد ظن حزب البعث ذلك.. وظنه حافظ وبشار الأسد ثانيا.. ولقد جرهما هذا الاعتقاد إلى ما قد علمنا من العسف والظلم والتخبط وسفك الدماء…
وسمعنا من أشياعهم من يقول: لقد أخذنا هذا الأمر بالدبابة فدونكم.. ونرد على القول إذ فعل الله ما فعل بالقائل وحزبه: إن هذا الأمر لا يؤخذ بالدبابة، يأبى الله ورسوله وصالح المؤمنين إلا أن يكون عن رضا وتشاور.. وإذا طمح المتغلب أن يكون أمير رشد فليعط الرشد حقه، وإلا فهذا فضاء أمتنا مزروع بمن نرى..
الرشد ليس وصفة تباع عند العطار. ولم يصنعها أبدا موكب إعلام ، ولا جمهور مصفقين..
والشعب السوري اليوم كما قال عمر رضي الله عن عمر، قال عمر في خطبته الأولى: "إنما مثل العرب كمثل الجمل الأنف فلينظر صاحبه كيف يقوده.."
وعندما هاج الفحل السوري بحافظ الأسد ومن بعده ببشار الأسد، منذ ستين سنة، لم يستقم لهما أمر، ولم تجر سفينتهما إلا على يبس أو دم..
أتذكر حافظ الأسد وقد وقف أمام الجماهير يقول: وأنا مسلم أشهد أن لا إله إلا.. وأن محمدا رسول الله، ولم تقبل منه جماهير الشعب السوري قول..
والحكماء تلين جانبها لا عن خوف ولا عن ضعف.. وإنما عن حكمة وبصيرة واستشراف أفق..
وأن هذه الأوطان تتسع لكل بنيها..
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أخلاق الرجال تضيق..
لقد قام تصور حافظ وبشار الأسد على أن سورية بيضة، وأنه يستطيع وذووه أن يشربوها.. في ساعة من نهار.. وبحديقة من دم عنوانها تدمر.. كان رفعت الأسد بمثلها قد أشار..
سلاح دولتنا للذود عن حياضها حياضنا..
الاستعانة بالعدو من كبائرنا الوطنية التي لا يكفرها شيء.. أعدى أعداؤنا في هذه المرحلة التاريخية صهيوني وصفوي..
لا أتصور كيف يمكن لمواطن في جوارنا اللبناني، أن يشكل عصابة، يرفع فوقها عنوان زينب أو فلسطين، ثم يجتاز الحدود فيقتّل أبناؤنا، ويستحل أعراضنا، ثم يعود وترانا نجلس مع رئيس يمكنه ويؤويه.!!!
وكذا الإصغاء لتعليمات الخارج وإن أغرت.. منذ 1989 عقد حافظ الأسد مع الاتحاد السوفياتي اتفاقية "التعاون السوفييتي-السوري" فما أغنت عنه ولا عن ابنه من بعده من الحق شيء..
العقائد والأفكار .. ليست أشخاصا تعلق على المشانق، أو تزوى في الزنانزين..!! فكروا فيها ثلاثة أيام لعل بعض الناس يتفكرون..
خيمة أقامها محمد صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربع مائة عام، ومايزال الناس كلٌ يأخذ من أوتادها بوتد.. ثبت وتدك، ولا تنازع... فالنزاع أول الشر..
الأولويات التي تجمع أهل الرشد من أجيال هذه الأمة أكبر…
لا تعاد الناس في أوطانهم.. قلما يرعى غريب الوطن
إن إقرار قانون ظالم من الظلم. وقالوا (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ)...
ثم…
والإعلام الحربي اختصاص..
إذا أردتم أن توسدوا الأمر لوزير لأي سبب ترونه، فعلموه، أو عينوا له مستشارين يعلمونه…
وأول ما يهمنا من نشرة الأخبار الساعية، في هذه المعركة المفروضة حماقة على جمعنا، أخبارُ دمنا المسفوك ظلما على ثرى السويداء اليوم…
دماء شباب الدفاع الوطني، ودماء المدنيين الأبرياء من كل أبناء وطننا تسفكها، أو تتسبب في سفكها زعانف البغي من هنا وهناك…
مع الدولة السورية الوليدة.. نحن ولا يمكن أن نكون إلا كذلك..
مع عقل الدولة، قبل أن نكون مع سلاحها، وأمر السلاح عندنا منضبط بضابط: لا بد مما ليس منه بد..
السلاح ليس أيسر الحلول ولا أقرب الحلول ولا أهون الحلول.. وإذا حضر الرشد حول طاولة حوار قرب كل بعيد…
ومع ذلك فإن كان هناك صائل يصول على دولتنا: فيرد الصائل بما يرتد به…
سورية اليوم لكل السوريين يعني لكل السوريين..
كراسي السلطة محدودة، ومنابر الرأي لا يحتكرها إلا ظالم..
مسلمون مسلمون مسلمون
حيث كان الحق والعدل نكون…
لنا ديننا ولأصحاب الدعوة الإبراهيمية دينهم.. وفتحت همزة آبراهام إجلالا لمكانة أبينا إبراهيم عليه السلام والبركة..
العهد المعروض على كل السوريين اليوم، حكامهم ومحكوميهم: لا نطيع فيكم أحدا ولا تطيعون…
لندن: 20/ محرم/ 1447
16/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي