الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : "لا تهمزوا المشايخ همز المشائخ لا يجوز.."

وجهة نظر : "لا تهمزوا المشايخ همز المشائخ لا يجوز.."

08.07.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
"لا تهمزوا المشايخ همز المشائخ لا يجوز.."

زهير سالم*
وكبُر عليّ منذ أيام خبر أن سوريات محجبات كن يتاجرن بأعضاء أطفال المعتقلين، ويترزقن من العبث بأنسابهم..
كان زلزالا قيميا لم أسلم من تداعياته بعد…
وسمعت عالما جليلا يخاطب من حوله بالقول: لا تنتقدوا "المشايخ" فإن ذلك يوهن جنب الإسلام، فقلت نعم صدق والله، ثم رجعت إلى نفسي تحت وابل الصعقات والصدمات والارتدادات المزلزلة.. فقلت هي والله الفتتة، فدعوت: اللهم اقبضنا إليك غير مفتونين…
ومن قرأ كتب علماء الهند رآهم يجمعون الشيخ على مشائخ، وزارهم أحد كرام علماء الشام رحمه الله تعالى، فأوصاهم "لا تهمزوا المشايخ فإن همز المشايخ لا يجوز"
وخرّج الأولى على الحقيقة بالمعنى اللغوي، أي لا تدخلوا الهمزة على لفظ المشايخ، والثانية على المعنى البلاغي فيما يسميه أهل البيان "التورية" فيذهب الهمز الثاني إلى مثل قوله تعالى: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)
وسئل أعرابي: أتهمز الفار، يقصد السائل: تقول الفار أو الفأر؟؟ فأجاب الأعرابي إنما يهمزها القط…!!
شخصيا تربيت على حب المشايخ وتوقيرهم واحترامهم، وعايشت طبقة من خيارهم، وكان ذلك من فضل الله عليّ، وما زلت أؤمن بوجوب حياطتهم، بما يجب لهم، على نحو ما قال الناصح الصادق أولا… ولكن ما نعيشه من حولنا يجعلنا ننادي: الحذر.. الحذر يا عباد الله..
كثيرا ما أقرأ قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) فأؤمن على الدعاء خوفا.. ثم أقول ولا للذين آمنوا يارب، وأؤمن على ذلك إشفاقا!!
أن يقول إنسان إذا كان الإسلام على نحو ما يقول أو يفعل فلان.. أو فلان فأنا بريء من هذا الإسلام..!! والعياذ بالله تعالى من القول وقائله وموجبه..
كثير ما نستذكر ونحن نتابع أسباب تخلي أتباع الملل الأخرى عن دينهم، فساد الكهنة والكهنوت…
الفساد بكل معانيه، ودركاته من بيع صكوك الغفران، إلى الممارسات المنحطة بكل أبعادها، إلى فرض الإكراهات العلمية والفكرية على الناس…
يُقدم لنا فلاسفة وأدباء وشعراء من أمثال فولتير وفيكتور هيجو على أنهم ملاحدة، وهم لم يكونوا في حقيقتهم إلا ثوارا على فساد الكهنة..بكل صور الفساد!!
في عصر السوشيال ميديا بدأ يظهر "العُرّ وتفوح الروائح أكثر".. أحدهم في معاركه مع أقرانه، يظل يكرر: "عِمة على رمة"!!
محنة متمادية تلك التي نعيش. ويعيشها أبناء الجيل من حولنا. وأن أشرف على الثمانين، ما زلت أرتجف من مقولة مختل: النووي مبتدع!!
أقرأ اليوم بيانا لبعضهم، يتحدث في أمر أشد تعقيدا، ولا يحيط به إلا مجمع من فطاحل الفقهاء.. يختصره برواية حديث يقتطعه عرضا من سياق…!! شامنا إلى أين أيها الناس!!
زلزال نفسي يصيبني كلما عشت إخفاقا في علم السلوك والأخلاق..
النسوة المحجبات من وزيرة ومديرة.. اللواتي كن يتاجرن بأعضاء الأطفال في عهد الجريمة والظلام
ماذا يعرفن عن الله.. وعن الإسلام وعن الأخلاق.. حتى الذئبة الوالدة من عالم الحيوان تلعنهن وتلعن…
أيها المسلمون اتقوا الله.. واتقوا إسلام المظاهر والعناوين…
اللهم ألزمنا كلمة التقوى واجعلنا من أهلها والأحق بها…
لندن: 12/ محرم/ 1447
7/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي