وجهة نظر :
كلمات من معين الأمل
زهير سالم*
بقينا دهرا نبرأ من قولهم: نشجب .. ونستنكر.. وندين ..
ونسخر من قولهم "نحتفظ بحق الرد!!"
وأذهبُ معي سيدي أمير المؤمنين أبي الحسن رضي الله عنه:
عَجَبـــاً لِلزَمـــــــــانِ في حالَتَيـــهِ
وَبــــــلاءٌ هربـــتُ مِنــــــهُ إِلَيــــــهِ
رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنــــــهُ فَلَّمـــا
صُرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ
وكتبت أنا زهير..
في مطلع الألفية مقالا بعنوان: "نشجب الشجب .. ونستنكر الاستنكار"
وأصبح الشجب والاستنكار مطلبا لا تستطيعه أمة المليار.. لا العاكف منها ولا الباد..
يا لك مــن قنبَرَةٍ بمَعْمَــــــــــــرِ ... خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي
وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي ... قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي
وأسأل نفسي من هو الصياد؟؟ وأجيب: لعله رحُل ولم يرحل، واسألوا إذا شئتم صورَ باهر، أو شعبا صامدا في أكناف غزة!!
اعتبرنا لزمن خطف الأفراد، وخطف الطائرات وخطف السفن.. عملا إرهابيا، وحُق لنا ذلك.. ولكننا اليوم لا نعتبر اختطاف وطن بحجم غزة وفلسطين والقدس والأقصى.. وعليهم الجولان السوري، زيادة البياع شيئا يستحق الوقوف عنده أو عليه..
التصدي الإرهابي والوقح لأسطول رسل السلام.. ليس شيئا مذكورا
يحدثوننا عن الأبراهامية والإبراهيمية.. ونتنياهو يهددنا أنه: سيقتلنا حسب وصايا كتابه المقدس..هل تعلمون ماذا في كتابه المقدس بشأننا؟؟، كتابه المقدس ليس التوارة، ليس من صحف "إبراهيم وموسى" كما يريدون أن يخدعونا!! يخدعنا اليوم من في أسمائهم ميم وحاء.. وليس وخاء!!
بالأمس ذهبت إلى المعجم العربي أبحث عن لفظ "الخطة" ذكر من معانيها فقال: هي التدبير والعزيمة والطريقة، والأمر تسعى إليه، أو يفرض عليك…
زياد بن أبيه.. لعلكم تعلمون لماذا سميناه "ابن أبيه" وكان ظالما غاشما مستبدا: يقول:
"يعجبني الرجلُ إذا سيم "خطة خسف" أن يقول: لا بملء فيه!!" فقط بتنا نشتهي أن نسمع من يقول بين ظهرانينا "لا"…
المتنبي ، ابن السقاء في فضاء الكوفة..
المتنبي يقول لكافور مصر: ويلمها خطة، ويلم قابلها..
لمثلها خرج المهرية القود
ويلمها وويلمه وويلمك وويلمي..منحوتة من قولهم: ويل لأمها .. وويل لأمه.. وويل لأمك .. وويل لأمي، وويل لأمنا أين يذهب ناس غزة!! أين تذهب الأمهات فيها، وأين يذهب الأطفال!!
وأسمع قادة ورؤساء وأمراء يتبجحون.. حكاية "صاحب الطبنجة" الحلبية شديدة البذاءة، لا يعقل أن أنزل فيها على عثمان ابن بحر أبي عمرو الجاحظ..
ولكنني لا أظنها قد وضعت، إلا لقادة دول منظمتي "التعاون الإسلامي" و"الجامعة العربية" ولا أكاد استثني..
"الطبنجة" نوع من البنادق معروف معناها في الإقليمين الشمالي والجنوبي، أيضا..
اما المهرية القود.. فيجب أن تحذف من المعجم العربي..
أكتب هذا..
أؤكد استنكار إنسان واهن لكل غطرسة نتنياهو وعجرفة ترامب، وخوض الخائضين، وصمت الصامتين ولا مبالاة اللامبالين.
أستنكر خطة الخسف التي عرضها ترامب..
وأستنكر تشاغل المتشاغلين. وتواري المتوارين..
قوى تذوب ساعة البأس كما يذوب الملح بالماء لا لزمة لها..
هي مثل القلفة تقطع وترمى. بالقدوم اختتن سيدنا إبراهيم عليه السلام، فسيروا على سنته…
وإنما يرجّى الفتى كيما يضر
"العصف المأكول" أكثر كنايات القرآن الكريم أناقة.. ولكن لو تأملت لعلمت
﴿وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ﴾
لندن: 9/ ربيع الآخر/ 1447
2/10/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي