وجهة نظر :
قبل أن تفكروا بقطع يد السارق خططوا كيف تطعمون الجائعة والجائع
زهير سالم*
سورية من حكم الكلبتوقراط إلى فضاء الاقتصاد الحر.. قفزة فوق الهاوية…
لا قلوبنا المفعمة بالإيمان ولا بنيتنا الاقتصادية المتهالكة؛ تحتمل تخبطات الذين تتجارى بهم الأهواء…
لست خبيرا اقتصاديا ولا أدعي، ولكنني أتمثل صورة الذي يتخبطه الشيطان من المس، ومن قراءتي لرواية البؤساء لهيغو، لا زلت أحفظ صورة "جان فالجان" الذي طاردته العدالة طويلا من أجل رغيف…
وتصفيق ترامب وشركاه لن يطعم الجائع..
وأقول:
إن من مهمة قيادتنا الثورية أن تعد حتى السابعة والسبعين، قبل أن تخطو خطوة استراتيجية أو تكتيكية واحدة، على طريق التأسيس للمرحلة الاقتصادية القادمة.. لن أتحدث عن اقتصاد السوق، أو الاقتصاد الحر، وهو قسيم.. ولا عن ديانة السوق كما أطلق عليها بعضهم ولا عن رأسمالية الدولة بدلا من رأسمالية الطبقة، ولا عن اقتصاد اللصوص والمافيات والمتاجرين بأعضاء أطفال مجتمعهم
ولا عن نظام الكلبتوقراط الذي كان يحكمنا، والذي يحوي في رمزيته الكثير، حيث تسود كل عناصر الفساد الاقتصادي..
ولست معنيا بالهجاء.
وربما يبدو عنوان "اقتصاد السوق الاجتماعي الموجه" قريبا ولكن لست صاحب الاختصاص الذي يزين ويجمل ويختار
فقط أريد أن أقول ولكي ننتقل من اقتصاد الفوضى والفساد والتضييع، ونخرج من الهوة في أخلاقنا الاقتصادية العدمية، إلى استراتيجياتنا الاقتصادية المأمولة.. يجب أن نفكر أكثر وأكثر وأكثر..
أعيد صياغة مطلبي يجب أن يفكر رجال الاقتصاد الأوثق والأعلم والأخبر الذين هم بين ظهرانينا بالمخرج. ولا بأس أن نستعين بخبرة الخبراء، وتجارب الناجحين. ويجب أن يكون جوع الجائعين وحاجة المحتاجين هي الأولوية التي تحمى وترعى…في عالمنا ليس حتى حين فقط، بل في كل حين.
ربما تكون الهوة التي تفصلنا عن أي طرف آمن في الاتجاه الآخر "واقوصة" عميقة وعريضة، ولذا فإن الوثبة المقدرة تحتاج إلى ريث أكثر، وتفكير أعمق..
إن الطرائق البعيدة عن الريث، التي اتخذ بها قرار حظر السيارات المستعملة بالمطلق..
ثم قرار الآجرين والمستأجرين بأبعاده؛ قد يسبب لمجتمعنا من الكوارث ما لا يستطيع تقدير أبعاده الذين هم على أرائكهم متكؤون!!
يلقب اقتصاد السوق، في الدول القوية المتمكنة باقتصاد الكراهية والبؤس والتحطيم
فأين تذهبون؟؟
لندن:13/ محرم/ 1447
9/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي