وجهة نظر :
الحريق الذي يأكلنا... ونستغيث بلطف اللطيف
زهير سالم*
وحرائق الغابات في أشهر الصيف، واحدة من إنذارات الكوارث العالمية، التي تهدد كل دول العالم، والتي يصعب على أرقى الدول أو أعتى الدول في كثير من الأحيان أن تحيط منفردة بها....
وتدخل حرائق الغابات في سلك الكوارث الطبيعية التي يصعب الإحاطة بها مثل الزلازل والفيضانات..
وغالبا ما تتداعى الدول القريبة والبعيدة لتقديم يد العون للإحاطة بمثل هذه الكوارث..
المصيبة التي حلت في ديارنا كبيرة، وما زال هذا الحريق المندلع منذ أكثر من خمسة أيام يتمادى..
ومع تثبيت شكرنا وتقديرنا للجهود التي تبذلها الوزارة المعنية، في سبيل الإحاطة بهذه الحرائق بامتداداتها. وتثبيت شكرنا للعون الذي تقدمت به الشقيقتان الجمهورية التركية، والمملكة الأردنية…إلا أننا نجد أنفسنا أمام تحد خطير، وهو أكبر من مغامرة للبحث عن مجد..
لا بأس ونحن على طريق بناء سورية الجديدة، أن تبادر الحكومة السورية، أن تعلن عن الحريق المتمادي في إبادة الشجيرة السورية. يتحدثون عن مليون شجرة، فيتحدثون عن كارثة عارمة عامة، وعن منطقة منكوبة، تشمل ملايين الدونمات من الأرض المزروعة..
ونرى..
وأن تطالب حكومتنا الرشيدة، من المؤسسات المختصة على مستوى الأمم المتحدة، المساعدة على المستويين الفني واللوجستي..لا يقدح ولا يضير ولا يقلل من مكانة، كما قد يحتسبه البعض!! وكل ذلك لا يعيبنا، لا يقلل من قيمتنا، ولا يضعف من مكانتنا.
وقف الكارثة، والإحاطة بالحريق، وإن كان ثمة دور للقوى الشعبية فليكن..
رسائل التطمين الإعلامية جميلة على طريقة قولنا للناس: لن تُراعوا، ولكن أخذ الأمر بالجدية المناسبة، أمر أكثر من ضروري. والأولوية اليوم ليست لجميل السمعة، وللثبات في معركة تحقيق الذات، الأولوية لوقف الحريق، والإحاطة بالكارثة..
إن إلقاء بعض اللوم على "مخلفات الحرب" مهرب غير لائق، فامتداد تلك الغابات لم يكن كما علمنا ساحة حرب من قبل!!
ندعو إلى مبادرة جادة على مستوى نطاقنا العربي والإسلامي للمساعدة، على الإحاطة بالحريق بخطة جادة محكمة…وتعاون عملي فعال..
وبوصفنا شعبا مسلما ومؤمنا نتداعي جميعا إلى رفع أكف الضراعة للعلي القدير فندعو: اللهم أطفئ عنا لهب هذه النار الموقدة بلطفك وقدرتك. واشمل أرضنا وديارنا بالأمن والأمان، وعمنا باللطف يا ذا الجلال والإكرام…
لندن: 12/ محرم/ 1446
7/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي