وجهة نظر :
التكملة في بكاء الأرض على الغرباء... يا إخوتي الغرباء
زهير سالم*
عن أبي العلاء الحضرمي, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الإسْلامَ بَدَأ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا, ألا لا غُرْبَةَ عَلى المُؤْمِن, ما ماتَ مُؤْمِنٌ فِي غُرْبَةٍ غَابَتْ عَنْهُ فِيهَا بَوَاكِيهِ إلا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّماءُ والأرْضُ", ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ ), ثم قال: "إنَّهُما لا يَبْكِيانِ على الكافر"
الحديث أخرجه السيوطي في الدر المنثور. وحكم عليه المحدث بالارسال. والحديث المرسل حديث رفعه التابعي إلى حبيبنا وبشيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأجمل بشرى في الحديث، قوله صلى الله عليه وسلم:
"ألا لا غربة على المؤمن"
فأبشروا أبها المؤمنون الغرباء.
أبشروا أبها السوريون المنتشرون تحت كل نجم.
سوف تحتضنكم الأرض التي أنتم فيها حضن أم، وتبكي عليكم حين تغيب البواكي، بكاء أم.
وسوف تظللكم السماء التي ستدفنون تحتها ظل أم، وتبكي عليكم بكاء أم، وإن فقدتم المشيعين من العشيرة والأهل، فسوف تشيعكم الملائكة، وتدليكم في قبوركم برقة وحنان..
وماذا على من غابت عنه بواكيه حين تبكيه السماء والأرض..
ألا لا غربة على المؤمن، هكذا بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا غربة علينا ولو عشنا وحيدين في عالم يتجهمنا فيه كل شيء.
أتذكر مالكا المجاهد وقد حضره الموت في دار هجرته يتذكر حاله ويقول:
تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا..
وأشقر محبوكا يجر عنانه
إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
نستبشر ونحن نتلقف بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا غربة علينا ما دمنا مؤمنين..
وإننا إذ تغيب عنا بواكينا سيبكينا أهل السماء والأرض..
أبشر بهذا نفسي ومن أحب أن يستبشر!!
لندن: ١٤ رمضان/ ١٤٤٥
٢٤/ ٣/ ٢٠٢٤
____________
*مدير مركز الشرق العربي