الرئيسة \  مواقف  \  وجهة نظر : إلى فضيلة الأخ الموقر المكرم المجاهد الأبي الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية

وجهة نظر : إلى فضيلة الأخ الموقر المكرم المجاهد الأبي الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية

12.07.2025
زهير سالم



وجهة نظر :
إلى فضيلة الأخ الموقر المكرم المجاهد الأبي الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة

زهير سالم*
إلى الأخ الوفي الرشيد الذي ما غير ولا بدل، وظل قويا وأمينا ومستشرفا..
والجواب على ما سألتم، ما أجاب به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، يوم خاف بعضهم أو تخوفوا: بل الدم الدم.. والهدم الهدم…
ونحن أبناء الشام الكبير دمنا واحد، وعهدنا واحد، ومصيرنا واحد.. وذاك العهد الذي عاش عليه كل حر من أبناء الشام..
أيها الأخ الوفي الحبيب..
ولقد ذكّرتم بما لا ينسى، ولقد ظلت رؤيتكم دائما هي الأوضح، وكان حديثكم كالقطر يقع على قلوب أحبابكم السوريين، الذين راعهم فجور الفجار، وتغير الأغيار، الذين غيروا وبدلوا وما زالوا… يطبلون ويشككون..
أيها الأخ الكريم الأحب..
يكتب إليك مواطن سوري -ويجير على المسلمين أدناهم- ظل يكتب منذ ستة عقود: أن فرق السنين بين نكبتنا في جنوب الشام ونكبتنا في شماله خمسة عشرا عاما فقط.. خمسة عشر عاما كانت بين 1948و 1963 وما كانت النكبة الثانية، إلا للتغطية على الأولى، وقد علمنا وكم وددنا أن الناس كلهم يعلمون.
النكبة واحدة والفرق في التوقيت..
وأن تغريبة أحرار الشام الأعلى مثل تغريبة أبناء فلسطين ستة عقود أو تزيد…
أيها الأخ الأعز الأغر الأبلج الأوثق..
لقد قرأت منشورك الناضح بالصدق، والمتخوف بإشفاق وإخلاص.. وأحببت أن نتواصى بين يدي ما قرأت أو تعقيبا عليه.. وأن نحذر جميعا التهييج..
وقد سبق أن كتبت مقالي بأن نحذر التهييج، قبل أربعة وعشرين ساعة من كتابتكم لمنشوركم المتخوف تخوف الناصحين..
كتبت مقالي "احذروا التهييج" تحذيرا وليس تخديرا، وأنا أتابع فحيح أفاعي الولي الفقيه بين ظهرانينا، من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. ويخطبون على منابرنا، ويرفعون زورا وبهتانا عناوين الخوف علينا..
هم يا أخي الذين عرفناهم معا على مدى عقود، هم الذين ما أكثر ما سمعناك على منبر الجمعة تفضحهم، وتندد بهم وتكشف عوارهم..
نعم أيها الأخ الأحب
إن من شأن المسلم إذا وجد أخا له قد تقدم أن يظل يدعو له: اللهم ألهمه رشده.. اللهم ثبت قدميه، واحفظه من بين يديه ومن خلفه..وارزقه البطانة الصالحة تلهمه وتنصحه..
إن إرث ثورة السوريين الأحرار على مدى ستة عقود، قد صارت الآن عهدة بيد الرئيس "أحمد الشرع" ومن ملفاتها الأولى ملف فلسطين -من بحرها إلى نهرها- وملف القدس والأقصى.. وما يكون لنا أن نشك أو نتشكك لضوضاء يتعمد إثارتها.. عملاء نتنياهو من طرف وعملاء بشار المقاوم الممانع في الجولان وفي تل الزعتر وفي طرابلس مع عملاء مقاومي البيجر، طبقا عن طبق..من طبق آخر…
أيها الأخ الأغر.. أملنا بالله..
وثقتنا بالممارسين من قيادة هذه الثورة المنيفة: أن أمرنا كل أمرنا قد عاد إلي يد أمينة تحتاج إلى ثقتنا وإلى دعمنا وإلى تأييدنا وإلى تفهمنا وإلى صبرنا.. ومع كل ذلك تحتاج إلى حضورنا وقيامنا جميعا على قضيتنا بالحق…لا نتشكك ولا نتخون.. ولا نغفل ولا نسترسل، بل حضور واع، وحرص أكيد..
فلسطين نحن جميعا أهلها. وأكتب دائما لا يمتحن سوري حقيقي على فلسطين، لا على حيفا ولا على يافا ولا على عكا فهل يمتحن على القدس والأقصى؟؟!! لا يمتحن شامي على عقيدته ولا مشروع رسالته..
والشعب السوري بدون "تدمر ولا صيدنايا ولا فرع فلسطين.." أصبح اليوم أشد عزيمة وأكثر إصرارا.. ولكن أولياء الولي الفقيه يظلون يشككون، ويزعمون أن سورية مع فرع فلسطين كانت أوفى لفلسطين.
إن سقوط بشار الأسد كان يعني سقوط الحصن الذي صنع هزيمة الخامس من حزيران
في الخامس من حزيران أخي - وأنتم الأعلم- تحول الموقف العربي من موقع المطالبة بتحرير فلسطين، إلى شعار: الأرض مقابل السلام. ومن مثلكم يتعلم طلاب العلم هذه الحقائق.
أعود فأؤكد أخي : نحن ضد التهييج.. وضد التشكيك وكذا ضد التضييع والتفريط..
أعاننا الله جميعا على أداء الأمانة وحمل اللواء…
لندن: 14/ محرم/ 1447
10/ 7/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي