وجهة نظر :
إعلام وبيان
زهير سالم*
بيننا وبين الفجر في لندن نحو ساعة…
وأكتب هذا الإعلام..في الثلث الأخير .. حيث لا تطيش سهام الداعين
الله الخالق الرازق المقدر، سبحانه وتعالى، جلت قدرته، وتنزه اسمه، قدّر خلقي في هذا الزمن من تاريخ ابتلاء أبي آدم وأمي حواء وبنيهما وبناتهما…
خلقني مكتوبا لي عمري ورزقي وعملي وشقي أو سعيد..وما زلت ببابه منذ وعيت أنشده السعادة وأعوذ بها من الشقاوة وأهلها..
وأحمده ربي أن خلقني مسلما عربيا، فقط لكي أتذوق القرآن، وأعتبرها نعمة من النعم الأولية..
وأحمده ربي أن استعملني مع من استعملهم في الدفاع عما اعتقدنا أنها دعوته ورسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين…
رحمة للعالمين: قال القاضي عياض في كتابه الشفاء، رحمة للعالمين، رحمة لمؤمن الناس وكافرهم، وبين وفصل، ولو شئت اليوم لازددت في التفصيل..
وأحمده تعالى أن خلقني من والديّ ومن أهل الشام، ومن أهل مدينتي حلب. وأحمده على البلاء الذي ابتلاني أطيب سنوات عمري وأرجاها، وأسأله العافية فيما قدر لي مما بقي منها..
وعشت عمري منافحا عن حقي في سهمي في شأن وطني الذي أكرمني الله به. حق خلق معي وما ينازعني فيه إلا ظالم.. وطالما نازعني فيه على كره المخلوع وأبوه من قبله، ونصبت لهما وما ضعفت ولا كللت ولا توانيت…
وأكتب في وقت السحر، ليعلم الناس كل الناس، أنني لم أوكل أحدا من الخلق في التصرف عني بسهمي في شأن وطني. حقي الأولي الذي أكرمني وكلفني به ربي. الحق الذي يساويني فيه كل من ولد على أرض الشام ولا ينازعهم فيه إلا ظالم.
لم أوكل أحدا في التصرف عني، ولا في الاختيار باسمي، ولا في نسبة قول إليّ.. ولا ينازعني حقي في التعبير عن أمري هذا إلا ظالم…أكررها تكرار تأكيد..
اللهم إليك المشتكى، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك…
ما وثقه الله لا ينقضه ولا ينقصه البشر…
وإن امرأ سار سبعين حجة .. إلى مورد من ورده لقريب..
كان حلما وأملا وكانت فرحة مأمولة.. أن نلوح بأيدينا بورقة اختيار نودع بها الزمان وأهله..
وما زال المتغلبون يحكمون هذه الأمة منذ اغتيل سيدنا عمر ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا علي.. رضي الله عن الخيرة، وعن أهلها..
لندن: 27/ ربيع الأول 1447
20/ 9/ 2025
____________
*مدير مركز الشرق العربي