هيئة علماء المسلمين تدعو إلى نصرة الشعب السوري وإعادة قضيته إلى الواجهة

أصدرت هيئة علماء المسلمين، بيانا يتعلق بحملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام السوري والاحتلال الروسي ضد الشعب السوري في المناطق السورية المحررة ، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1382) المتعلق بالأحداث الخطيرة وجرائم الإبادة الجماعية في المناطق السورية المحررة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
     فمع إقبال الناس على ربهم في العشر الأواخر من رمضان أقبل العالم الإسلامي على حملات دموية تصطفي من الأمة شبابها وشيبها ونساءها وأطفالها، وفيما كانت الأيدي ترتفع في جنبات المساجد في كل أنحاء العالم طلبًا للمغفرة وسعيًا للتوبة وأملًا في إنهاء الضيم والجور والقتل عن المسلمين في أصقاع الأرض؛ كانت أرواح كثيرة ترتقي إلى بارئها وهي تشكو ظلم بعض خلقه وجبروتهم ونكايتهم بالمسلمين من عتاة الأرض وجباريها، في مشارق الأرض ومغاربها ولاسيما في المناطق المحررة من بلاد الشام العزيزة، التي صال عليها أعداء الإنسانية ممن لا يرقبون في الله وعباده إلًّا ولا ذمة؛ فاستهدفوا مدنها وقراها المقاوِمة؛ بمختلف الأسلحة وحتى المحرم منها دوليا، وتسابق النظام المتحكم برقاب الشعب السوري والاحتلال الروسي على صب حقدهم الأسود وفسفورهم الأبيض على رؤوس الصائمين في خواتيم شرٍ أرادوها في نهاية هذا الشهر الفضيل.
     وبين العدو والمعتدَى عليه والقاتل والمقتول، كان قادة المسلمين وزعماء العرب لاهين بين هذه الجزئية وتلك المسألة وذلك الوهم؛ تاركين أبناء إدلب وما حولها يخوضون في دمائهم وكأن شيئا لم يكن، وكأن هناك توافقًا سكوتيًا بينهم.
     ونحن في هيئة علماء المسلمين إذ نبين هذا الواقع المر والمأساة المستمرة، فإننا نحيّي إخواننا في سوريا جميعًا على صبرهم ومصابرتهم، ونغبطهم على رباطهم العظيم وتوكلهم الصادق على الله وعنادهم المبارك في سبيل قضيتهم ونيل حريتهم وتحقيق مطالبهم، ونقول لهم: إن كان الزعماء والرؤساء والحكام والأمراء والسلاطين قد نسوكم أو تناسوكم؛ فإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم، وقلوب أبناء الأمة وعواطفها ودعواتها وكل ما تستطيعه معكم، فلا تحزنوا وأنتم الأعلون بعون الله، والعاقبة للمتقين الصابرين المجاهدين.
     ونهيب في الهيئة بكل الجهات والفعاليات والمؤسسات المجتمعية في عالمنا الإسلامي وخارجه ولاسيما الشرعية منها؛ القيام بواجبها وإظهار تضامنها مع إخوانهم في سوريا، والعمل على إعادة قضيتهم إلى المشهد بعد أن تخلى عنها القريب والبعيد. وحسبنا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الأمانة العامة

29رمضان1440هـ
3/6/2019م