الرئيسة \  مواقف  \  همسة مجهورة .. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

همسة مجهورة .. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

30.03.2017
زهير سالم




بسم الله الرحمن الرحيم
همسة مجهورة .. السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو

السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
تحية طيبة مباركة ، ونسأل الله للقائكم في الأردن الشقيق التوفيق إلى ما فيه خير أمتكم وأوطانكم وشعوبكم  ..
السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
لا يخفى على عاقل مبصر ، عظم التحديات التي تواجهها قمتكم ، تحديات بعضها هو بعض إصر عقود مضت ، وبعضها غارق بدماء الأبرياء النازفة في العراق وسورية واليمن ، وبعضها يتهدد بمكر ولؤم الوجود المستقبلي لهذه الأمة ، في هويتها وثقافتها ، في كل أقطارها قريبها وبعيدها ، كبيرها وصغيرها . تحديات يمثلها دعاة فتنة ولا يبالون تبعاتها وتداعياتها . في موقف ضنك حرج لا ينفع فيه غير الحكمة والعزم والحزم ، وأنتم بما تحملتم وحُملتم ، أهلٌ بتوفيق الله لكل خير ترجوه منكم أمتكم وشعوبكم ...
السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
يزيّن البعض لمؤتمركم وللقائكم سياسات التواري والمهادنة والاستسلام والتعايش مع أقانيم الشر ، ومجرمي الحرب ، في العراق وسورية واليمن ، وأنتم خير من يعلم ويقدّر أن مشروع أهل البغي والاستكبار، إن تمت مهادنته ، فلن يتوقف عند العراق وسورية واليمن ، وإنما هو مشروع ممتد ما بعده مرسوم ومقرر ومقدر؛  وما أيسر على العاقل أن يقدر بعلم ويقين ما يكون بعده ، وأي الأقطار ستتناولها الفتنة بعد العراق وسورية واليمن ؛ إن تم لأعداء الله والناس ما به يحلمون...
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
إن المقاومين الصادقين في العراق وسورية واليمن ، لا يدافعون عن قضاياهم ولاعن أوطانهم فقط ، وإنما يدافعون عن وجود أمة ، وعن هويتها ، وعن بقائها ؛ وإن انتصار هؤلاء المقاومين هو نصر لكل الأمة. وإن انكسارهم بخذلانهم ، لا قدر الله ،  سوف يعني بكل تأكيد ، أن تستعد أقطار جديدة إلى معركة خاسرة جديدة ، في قطر من أقطارها جديد ، ستدب إليه عقارب الفتنة ، وترفع رؤوسها فيه أفاعيه .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
( ما غُزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا ) حكمة ماضية يهديها إلى قمتكم  الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
لا ننهي إليكم جديدا حين نقول : إن الغلاة المتطرفين بين ظهراني هذه الأمة ، هم أدوات أصحاب المشروعات الاستئصالية الدولية والإقليمية ، هم الذين أسسوا لفكر الغلاة ، واستنبتوا تنظيماتهم ، وغذّوا وجودهم ، وما زالوا يتمسكون بهم كذريعة لاستهداف هذه الأمة بكل وسائل الحرب والتدمير . ولا بد أن يكون لهذه الأمة مشروعها المتميز في حرب الغلو وأهله . لا بد أن يكون للقمة العربية مشروعها بخصوصيته ومداخله ومخارجه ، التي تقطع الطريق على العابثين بأمن هذه الأمة ، وتهدي المضلل من شبابها سواء السبيل ..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
ما يكون لقمتكم هذه ، التي تلتقي في عصر تداعت فيه الأمم على أمتكم ، أن تمر كقمم سبقتها ..
وستبقى دماء الأبرياء المسفوكة بعدوان وظلم في العراق والشام واليمن ، تضج على مائدة لقائكم . وإن الأمة اليوم تتطلع إلى (قادة اللحظة) الذين يتحلون مع الحكمة والبصيرة بالحزم والعزم . يتلقون راية المجد بيمين ويخوضون معاركه بيقين .
نسأل الله سبحانه أن ييسركم للخير ، وأن يعزم لكم على الرشد ، وأن يجعل في لقائكم الخير والبر والمعروف ...
لندن : غرة رجب / 1438
29 / 3 / 2017
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
zuhair@asharqalarabi.org.uk