الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل يجبر صمود فصائل إدلب روسيا على إعادة تفعيل وقف إطلاق النار؟

هل يجبر صمود فصائل إدلب روسيا على إعادة تفعيل وقف إطلاق النار؟

22.01.2020
القدس العربي


القدس العربي
الثلاثاء 21/1/2020
أنطاكيا – "القدس العربي":فيما تتواصل المعارك في محيط إدلب، بين قوات النظام المدعومة جواً من روسيا، وبين فصائل المعارضة، تشير تقديرات المراقبين إلى احتمالية عودة الأطراف المتقاتلة إلى الامتثال للهدنة التي اتفق عليها الجانبان التركي والروسي، الأسبوع الماضي وسط أنباء عن عودة أمريكية متناغمة مع الموقف التركي شمال غربي سوريا للضغط على الموقف الروسي – السوري.
وتؤسس الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها قوات النظام والميليشيات الروسية، خلال الهجمات المباغتة التي شنتها فصائل المعارضة على جبهات شرقي إدلب، إلى جانب الأنباء المتناقلة عن تدخل أمريكي جدي في ملف إدلب على المستويين العسكري والسياسي، إلى عودة وشيكة للهدوء.
وحتى الآن، تبدو فصائل المعارضة وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام"، في موقف دفاعي جيد، ما يجعل من الرهان الروسي على مواصلة الحسم العسكري في إدلب، أمراً مكلفاً للغاية، في ظل حالة من شبه انهيار اقتصادي يعاني منها حليفها النظام السوري. ومنذ يوم الخميس الماضي، وبعد أربعة أيام من إعلان سريان الهدنة الأخيرة، وهجمات النظام البرية لا تتوقف، في محاولة لشق طريق التقدم نحو مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الشرقي.
وتمكنت المعارضة من تنفيذ هجمات خاطفة، تجاه مواقع النظام على محور قرية أبو دفنة في ريف إدلب الشرقي، وقال مصدر في "الجبهة الوطنية للتحرير" إن مقاتليها تمكنوا من قتل أكثر من 19 عنصراً لقوات النظام السوري، بينهم ضابط برتبة نقيب، وجرح نحو 5 آخرين، وإعطاب دبابة وعربة ناقلة جنود "بي إم بي" وتدمير مدفع ميداني عيار 130 ملم، واغتنام عدد من الأسلحة والذخائر.
 
أنباء عن عودة أمريكية متناغمة مع الموقف التركي شمال غربي سوريا
 
في المقابل صدت الفصائل أكثر من محاولة تقدم على محور تل مصيطف التي استعادت السيطرة عليها يوم الجمعة الماضي. وفي هذا السياق، أشار نائب رئيس الهيئة السياسية لمحافظة إدلب، الدكتور مأمون سيد عيسى، في حديث مع "القدس العربي"، إلى العديد من المتغيرات التي تصب في صالح المعارضة والفصائل في إدل وأوضح، أن تعنت روسيا والنظام السوري إزاء الحل العسكري في إدلب، أدى بتركيا إلى زيادة دعمها للمعارضة، بتشجيع أمريكي. وتابع سيد عيسى بالإشارة إلى الأنباء عن وصول أسلحة بكميات كبيرة إلى يد الفصائل، ظهرت مفاعليها في المعارك الأخيرة.
وحسب سيد عيسى، فإن الموقف التركي بدأ يبدو حاسماً بعد اللقاء الأخير الذي جمع رئيس استخباراتها هاكان فيدان، بنظيره لدى النظام علي مملوك في موسكو، موضحاً أن "تركيا لمست خلال اللقاء الأمني اقتناعاً كاملاً من جانب النظام بالحسم العسكري في إدلب، وهو ما دفعها إلى إقرار زيادة الدعم العسكري للفصائل"
وفي سياق الحديث عن معارك إدلب، قال المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة، الرائد يوسف حمود، إن "فصائل إدلب حققت نجاحات تكتيكية على مختلف محاور الجبهات في إدلب، واستطاعت تكبيد قوات النظام والقوات المعادية، خسائر كبيرة".
وعدّ لـ "القدس العربي"، أن التصدي لهجمات النظام، بأنه الطريقة الأمثل لإجبار روسيا على وقف الهجمات البرية، والعودة إلى وقف إطلاق النار. وحول خسائر قوات النظام، ذكر حمود أن العدد التقريبي للقتلى من جانب قوات النظام، خلال التصعيد الأخير يتجاوز الـ100 قتيل، من القوات المعادية.
بدوره، أشار الصحافي مصطفى محمد، إلى الأنباء التي تشير إلى احتمالية تزويد الولايات المتحدة للفصائل بالسلاح، في حال إصرار روسيا والنظام على مواصلة الهجوم العسكري، وخرق الهدنة في إدلب. وأضاف لـ"القدس العربي"، أن الموقف الأمريكي الجديد المدعوم أوروبياً، يتقاطع مع الموقف التركي المتضرر من استمرار التصعيد في إدلب، لما له من نتائج كارثية على الأمن التركي، وعلى أوروبا المتخوفة من وصول موجات جديدة من اللاجئين غير الشرعيين إلى أراضيها.
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، قالت إن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب فشل في حماية المدنيين، وأضافت أن من المفجع استمرار مقتل مدنيين يومياً في قصف صاروخي من الجو والبر.
وأشارت أيضا إلى أن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال فروا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا، عقب هجوم قوات النظام بدعم روسي على إدلب.
وأكدت المنظمة الأممية أن أكثر من 1500 مدني، بينهم أكثر من 700 من النساء والأطفال، قتلوا جراء التصعيد على إدلب بين أبريل/نيسان العام الماضي وكانون الثاني/يناير الحالي