الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هل فشل الاجتماع الروسي – التركي في موسكو؟… النظام يواصل توغله في إدلب

هل فشل الاجتماع الروسي – التركي في موسكو؟… النظام يواصل توغله في إدلب

20.02.2020
هبة محمد



القدس العربي
الاربعاء 19/2/2020
دمشق – "القدس العربي" : انتهى اجتماع آخر بين الروس والأتراك حول الشمال السوري بدون التوصل إلى معطيات مقنعة للجانبين وفق التصريحات الأولية، وخاصة على الجانب التركي، حيث أشار وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، إلى إمكانية عقد لقاء قريب بين الرئيسين التركي والروسي لبحث الملف السوري.
أما على صعيد المساحة الجغرافية التي لا تزال مصدر خلاف بين أنقرة وموسكو، فالحرب فيها تستعر أكثر وموجات النزوح تتضاعف، وأصوات أممية تناشد لوقف الحرب المكلفة جداً للمدنيين السوريين.
فروسيا التي شنت الساعات الماضية أكثر من 120 غارة جوية على مدن وبلدات الشمال السوري، عاودت مجدداً شن المزيد من الضربات الجوية التي تدفع السوريين للهرب من جحيم القصف نحو السياج الحدودي مع تركيا، وشملت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان كلاً من ريف حلب الغربي، وريف إدلب الجنوبي.
 
ترنح المفاوضات
 
وتسعى قوات النظام النظام، بعد سيطرتها على جبل الشيخ عقيل وقبتان الجبل للتقدم نحو الفوج 111 ودارة عزة في ريف حلب، للسيطرة عليها والوصول إلى جبل الشيخ بركات الاستراتيجي والواقع جنوب غرب دارة عزة، وفي حال تمكنها من ذلك فإنها سترصد نارياً عشرات المناطق الواقعة في ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي الغربي وليس ذلك فحسب بل أنها ستتمكن من رصد مدينة "الريحانية" داخل الأراضي التركية.
 
تركيا تحاول دبلوماسياً تجنب الحرب المباشرة وتصر على إخراج قوات النظام
 
وخلال الأيام الستة الماضية، شهدت المناطق الشمالية والشمال الغربية من سوريا، نزوح 148 ألف مدني جراء الحملة العسكرية السورية – الروسية على آخر مناطق خفض التصعيد في البلاد، وتوجه معظم النازحين حسب ما نقلته الأناضول عن فريق "منسقو الاستجابة"، إلى المخيمات الموجودة على الخط الحدودي مع تركيا، فيما ذهب قسم منهم نحو منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون اللتان تخضعان للسلطة التركية.
وانتهت الثلاثاء، مباحثات الوفدين التركي والروسي في العاصمة موسكو بشأن الوضع في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، واستغرق الاجتماع، الذي جرى بشكل مغلق بين الجانبين قرابة الساعتين في مقر وزارة الخارجية الروسية، وفق الأناضول، دون الإفصاح عن فحوى نتائجه، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى عدم وجود سقف مرتفع من التفاهمات خلال هذه الجولة أيضاً، ما عدا الخطوط العريضة فيه من بتطبيق مخرجات اتفاق سوتشي المعمول به روسيا وتركيا في الشمال السوري.
من جانبه، أشار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: إلى إمكانية عقد لقاء على مستوى الرئسين اردوغان وبوتين خلال الأيام المقبلة، في حين أن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمرجليك، قال وفق مصادر إعلامية: "أبلغنا الجانب الروسي بشكل واضح وصريح، أننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة من أجل إعادة النظام إلى حدوده السابقة (حدود اتفاق سوتشي) في حال لم ينسحب منها".
الخبير في العلاقات التركية- الروسية إبراهيم إدلبي، يرى من خلال الرؤية البعيد للمشهد السوري، فإن كادر أستانة وسوتشي، فمن الممكن ملاحظة أن الدول الثلاث الفاعلة فيهما متفقة على مجموعة أجزاء من الصورة العامة للاتفاقات، وجميعهم مدرك لحجم الخسارة التي ستحل بهم في حال انتهى ما يعرف باتفاق أستانة سوتشي، وأن فاتورة العسكرية ستنعكس على وضع الضامن هو نفسه بشكل سلبي.
حيث تحاول تركيا، وفق ما قاله "إدلبي" لـ "القدس العربي" بكل الطرق الدبلوماسية وقنوات التواصل ألا تشرك نفسها بحرب في سوريا مع قوات النظام السوري بشكل جدي، وذلك لكثير من الأسباب وأهمها إدراك تركيا بعدم وجود رؤية أمريكية لكيفية تقديم المساعدة ونوعها للأتراك ضمن العملية.
من جهة ثانية حلف الناتو، الذي استطاعت روسيا ان تشكل فيه شرخ كبير من خلال علاقاتها مع تركيا وصفقة إس- 400، التي حصلت عليها تركيا بعد سحب بطاريات الباتريوت سابقا من جنوب تركيا، وأسباب أخرى كثيرة معنية بسياسة تركيا في سوريا والتي يرفضها الغرب بنسبة تفوق النصف.
 
سيناريوهات مخيفة
 
كل هذه الأسباب وغيرها دفعت تركيا لكسب المزيد من الوقت على أصعدة عدة أولها نافذة الدول الثلاث والدعوى إلى التطبيق الفعلي وإقناع روسيا بوقف مشروعها العسكري شمال غربي سوريا كمرحلة أولى ثم اعادة النظام إلى ما بعد النقاط المتفق عليها، وبالتوازي مع ذلك البحث مع الشركاء الجدد لوجود خطة متفق عليها في حال فشلت المفاوضات والشروع بالعملية العسكرية.
أما في الميدان، فتركيا أرسلت إلى الآ قرابة 8 آلاف عنصر من جيشها مع آليات ثقيلة وانتشرت في 31 نقطة منها ذات مهام قتالية ومنها ذات مهام دفاعية لتضع لنفسها خطة خاصة بها وهي تعتبر الخطة الاخيرة التي لم يصرح عنها الاتراك.
في الحرب ما بين الدول أو الحلول الدبلوماسية، وفق ما قاله الخبير في العلاقات التركية – الروسية لـ "القدس العربي"، دائما ما يصرح عن عدد الاحتمالات التي ممكن ان تدرس اضافة إلى احتمال لا يصرح عنه ليكون عنصر مفاجأة، يقلب اوراق الخصوم على الطاولة
من الطبيعي جداً أن ترفض تركيا الخطة الروسية المطروحة والتي تعاكس التصريحات التركية منذ أسبوعين إلى الآن، والتي تلوح دائماً بانسحاب النظام بطرق دبلوماسية او انهم سيتخدمون العمل العسكري مع تزايد دخول القوات لتتحول في النهاية إلى صراع ذي قطبين تركي – سوري في الميدان وتركي- روسي في أروقة المفاوضات.
تسارع سقوط المناطق، حسب الخبير الدولي، في شمال غرب سوريا أمر خطير جداً ينبئ بسيناريوهين محتملين وبقوة حيث الأول احدهما أقل خطورة من الثاني.
الأول: تقدم قوات النظام وميليشيات إيران من محور جسر الشغور وجبل الزاوية ليسيطروا بشكل كامل على كل المناطق شرقي طريق إم-4 من اريحا إلى جسر الشغور، ولو لاحظنا التواجد التركي بهذه المنتطقة لوصف بالخجول من خلال نقطة شير مغير بجبل شحشبوا وهي غير محصنة، ونقطتين في ريف جسر الشغور بالقرب من اشتبرق وبداما، وليس لهم خط امداد لوجستي قريب مما يفقدهما القدرة القتالية وخاصة أنه ممنوع دخول اي نوع من انواع الطيران ضمن المجال الجوي السوري لأي سبب كان الا بموافقة قاعدة حميميم الروسية.
الثاني: وهو أشد خطورة من الأول، وهو استمرار العمليات العسكرية غربي حلب من محور الشيخ عقيل والتفافها من محيط دارة عزة ووصولاً إلى محيط اطمة لتقوم بقطع الطرق الواصلة بين ادلب وغصن الزيتون وهنا تترك المنطقة لدخول المصالحات ونقل الرافضين عبر باصات إلى مناطق اخرى لتكون المنطقة خضعت لتغير ديمغرافي.