الرئيسة \  مشاركات  \  هل الجاهل ، وحدَه ، عدوُّ نفسِه ؟

هل الجاهل ، وحدَه ، عدوُّ نفسِه ؟

15.06.2019
عبدالله عيسى السلامة




قيل : الجاهلُ عدوّ نفسه ! وقيل : الجاهل يفعل بنفسه ، ما يفعل العدوّ بعدوّه !
لكن ،  هل الجاهل ، وحدَه ، عدوّ نفسه ؟
لا..! أعداء أنفسهم كثيرون ، منهم : الجاهل ، والأحمق ، والمتكبّر، والغبيّ ، والبليد ، والتافه..! وكلّ من هؤلاء ، عدوّ لنفسه ، بطرائق تختلف ، من حالة إلى حالة .. وتختلف عن عداوات الآخرين لأنفسهم !
من مظاهر عداوة المرء لنفسه ، وهي مظاهر، تشمل كثيراً من عداوات الناس لأنفسهم ، وكلّ امرئ منهم ، بحسب حالته :
بعضهم : يحسب العدوّ صديقاً ، والصديق عدوّاً !
وقد قال أحد الشعراء ، معبّراً ، عن معنى قريب من هذا:
جزى الله الشدائدَ، كلّ خيرٍ   عرفتُ بها ، عدوّي من صديقي !
وبعضهم : ينفّر أصدقاءه منه ، ويبعدهم عنه ، لأسباب بسيطة ، دون أن يفكّر بما يفعل!
وبعضهم : يسيء الظنّ بالناس ، جميعاً ، ويتصوّرهم ، كلّهم ، أعداء له !
وبعضهم : يحسن الظن بالناس ، جميعاً ، ويحسبهم ، جميعاً ، محبّين له ، مخلصين في مساعدته ، ونصحه !
وبعضهم : يقرّب أعداءه ، الذين يكثرون التزّلف إليه ، ويثق بهم ، ويطمئنّ إليهم ، ويستشيرهم في أموره الخاصّة ، وفي بعض الأمور العامّة ، التي تتعلّق بمصالح الناس ، أو بشؤون الموقع، الذي يرأسه ؛ إذا كان من أصحاب المواقع !
وبعضهم : يبعد أصحاب الكفاءات ، المؤهّلين لإنجاح عمله ، ويسلّم بعض أعمال موقعه، لأشخاص غير مؤهّلين ؛ ممّا يؤدّي ، إلى إخفاقه في عمله .. وربّما يؤدّي هذا ، إلى تجريده ، من السلطة ، التي مُنحت له !
وبعضهم : يدفعه الكبر، أو الغرور ، إلى عدم استشارة المؤهّلين ، فيتّخذ قرارات مدمّرة ، لعمله الخاصّ ، أو العامّ ؛ وذلك مخافة ، أن يظنّ الناس ، أنه قصير النظر، ضعيف التفكير، يعتمد على عقول الآخرين !
وقد عبّر بعض الشعراء ، عن نماذج من الناس ، بقوله :
أُعيذُها نظراتٍ منكَ ، صادقةً   أنْ تحسبَ الشَحمَ ، فيمَنْ شحمُه ورَمُ !
وما انتفاعُ أخي الدنيا ، بناظرِهِ   إذا استَوتْ ، عندَه ، الأنوارُ والظُلَمُ !
وعبّر شاعر آخر، عن بعض الحالات :
يكفيكَ شرّاً ، من الدنيا ، ومَنقَصةً   ألاّ يَبينَ لكَ الهاديْ ، من الهاذي!