اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ هل إعداد القوّة المستطاعة ، ورباط الخيل الذي يرهِب العدوّ فيردعه.. مقصوران على الصراع المسلح !؟
هل إعداد القوّة المستطاعة ، ورباط الخيل الذي يرهِب العدوّ فيردعه.. مقصوران على الصراع المسلح !؟
07.12.2017
عبدالله عيسى السلامة
لابدّ ، من طرح هذا السؤال، بين يدَي كل نوع ، من أنواع الصراعات، غير المسلّحة ! ( أمّا الصراعات المسلّحة ، الواجب فيها ردع العدوّ ، بإظهار القوّة له، كيلا تحدّثه نفسه بالعدوان..أمّا هذه الصراعات ، فأمرها واضح معروف ! وقياس الصراعات الأخرى ، في هذا السياق ، إنّما يكون على هذه الأنواع من الصراعات!).
فإذا كان الجواب على هذا السؤال ، بالإيجاب .. صحّت نظريّة (المرعوبين) الذين يتحاشَون كل حوار فكري ، أو عقَدي ، جادّ ، أو ساخن .. مخافةَ أن يَجرّ إلى مشكلات ، فردية أو جماعية ، سياسية أو عقَدية ، أو فلسفية ، داخلية أو خارجية ! متذرّعين بذرائع شتّى ، منها على سبيل المثال :
*) ابعدْ عن الشرّ وغنّ له ! ( حتى لو كان الشرّ يحاصِر القائل داخلَ بيته، وليس ثمّة مجال للابتعاد عنه ، قيدَ أنملة !). وهذا المنطق نابع من رعب عميق ، واضح أو غامض ، كامن في أعماق صاحب المنطق ! وهو سمّ قاتل ، يسري في النفس البشرية ، فيشلّ قدرتها عن التفكير، لاعن مجرّد الحركة والفعل ! وأخطر ما في هذا المنطق ، هو أن يكون قائله ، صاحبَ قرار، في هيئة اجتماعية أو سياسية ، أو في قبيلة ..! أو يكون مجرّد صاحب رأي مسموع في محيطه ! (وليس الشرّ المقصود هنا ، مقصوراً على القتل والقتال ، بل هو شامل لسائر أنواع الشرّ، بما فيها الكلام !).
*) ادّعاء الحكمة : كأن يقول القائل : ليس من الحكمة فتح جبهة مع هذه الجهة الآن ! أو: لا مصلحة لنا ( فردية.. أو جماعية ) في إثارة مشكلة جديدة نحن في غنى عنها ! أو : إن مهاجمة هذه الجهة الآن ، تفتّ في عضد الأمّة ، وتضعفها ، ونحن بحاجة إلى جمع الكلمة ، ووحدة صفّ الأمّة ! ومعلوم ، بالطبع ، أن الحكمة هي وضع الأمور في مواضعها ، وهذا يقتضي معرفة (الأمور) ذاتِها ، ومعرفة حقائقها ، كما يقتضي معرفة (مواضعها) التي توضع فيها ! وهذي وتلك لا تتحصّلان إلاّ بالدراسة الجادّة المتعمّقة ، مِن قِبل عقول مؤهّلة للدراسة ! فما كل العقول قادرة على تناول الأمور المعقّدة ، والوصول فيها إلى نتائج صحيحة، ثم اقتراح حلول، أو مواقفَ ، بناء على هذه النتائج ..! وإلاّ ، لكان كل صاحب عقل حكيماً، بالضرورة ، حتى لو كان عقله قاصراً ، أو بليداً ، أو ضعيفاً..! وبالإضافة إلى العقل ، لابدّ من التجربة والخبرة ، والتمرّس في دراسة الأمور المعروضة للدراسة ! ودون هذا كله ، يكون ادّعاء الحكمة ، مجرّد ادّعاء فارغ ، ومتاجَرة بحكمةٍ مجّانية ، لا تكلّف صاحبها شيئاً ، سوى الثرثرة ، بلسان رشيق ، أو ثقيل ، أو عَييّ !
ولعلّ من المناسب ، أن نذكّر هنا ، ببيت من الشعر، يحفظه كثير، من الناس ، وفيه من الحكمة المناسِبة للسياق ، ما فيه ، من تَبصرة وغَناء :
ووضْع النَدى في مَوضعِ السيفِ بالعُلا مضِرّ ، كوضعِ السيفِ في مَوضعِ النَدى
*) نموذج صارخ : ما يمارسه صفويّو إيران ، وعملاؤهم ، وأتباع مذهبهم، في العالم الإسلامي ، مِن منكرات تشيب لها الولدان ، على مستوى الترويج الواسع ، لعقائدهم الفاسدة المنحرفة ، التي يصعب وصفها بغيرالزندقة أو الضلال .. ثم ما يمارسه هؤلاء القوم ، من تطبيق حيّ ، عملي، على الأرض ، لأحقادهم المزمنة ، ضدّ المسلمين ، في العراق وفي الأحواز.. وما يرتكبونه من فظاعات تعجز عن تخيّلها شياطين الإنس والجنّ..! كل هذه الأمور، تَجد مَن يطالب بالسكوت عنها ، وعدم الإشارة إليها ، مجرّد إشارة ! لأن هذه الإشارة تَجرح مشاعر القوم ، الصفويين..! وبالتالي ، تؤدّي إلى شقّ الصفّ الإسلامي ، وإضعاف وحدة المسلمين التي أمرنا الله بها ، وصرفِ جهود الأمّة الإسلامية ، في صراعات جانبية هامشية عبثية ! ويظلّ هؤلاء الحكماء (المجّانيون!) يثرثرون ، وينظّرون، حول وحدة الأمّة الإسلامية ، وأهميّتها ، وضرورتها ، وعدم الإشارة إلى ما يضعفها..! وتظلّ وحوش الصفوية ، تعيث فساداً في العالم الإسلامي ، من شرقه إلى غربه ، ومن شماله إلى جنوبه ، دون أن تجد من يقول لها : مَهْ ! وما يزيدها الصمت (الحكيم!) عن جرائمها ، إلاّ مزيداً من الإجرام، ظناً منها أن الناس المحجِمين عن زجرها أو نهيها ،غافلون ،أو مغفّلون، أو عاجزون، أو جبناء خائفون منها ! ولو سَمعتْ منهم ما يدلّ ، على حياة لديهم ، أو وعي ، أو تنبّه لما تفعل ، واستعداد لمقاومة فعلِها .. لكفّتْ وارتدعت ، أو لخفّفت من عبثها الإجرامي ، لأن له كلفة سوف تدفعها..! وهذا يندرج تحت قاعدة الردع ( الإرهاب) الواردة في القرآن الكريم ، إلاّ أنه إرهاب بكلام ، ضدّ عدوان بكلام ( التبشير الصفوي ) ! وهذا هو الحدّ الأدنى ، للعاجزين عن ردع العدوان الصفوي ، الفارسي الإجرامي، المتمثل بالقتل والخطف ، والتعذيب والتمثيل ، والحرق والتهجير والاغتصاب ، والعبث بالمصاحف والمساجد..!
*) ونعود إلى السؤال : إذا كانت الخيل رمزاً للقوّة المادية الرادعة ، في الصراعات المادية المسلّحة .. أفليس للصراعات الأخرى غير المسلّحة، قوى رادعة مناسبة لطبيعتها ، كالألسنة والأقلام ، في الصراعات الفكرية، والعقدية ، والسياسية ، والإعلامية ..!؟
*) وتبقى أسئلة قصيرة : في أيّة دائرة تصبّ منافع الحكمة المجّانية ، التي يصدّرها بعض حكماء الصفّ المعتدى عليه ! وكم يمكن أن يبذل العدوّ الشرس المتنمّر، من المال ، ليزرع حكيماً واحداً من هذا الطراز، في صفوف أعدائه ! وكم يمكن أن تخفّف كلمة (لا) ، الزاجرة الرادعة ، من مآسي الأبرياء ، ضحايا العقائد الفاسدة ، الذين تُنهَب عقولهم وقلوبهم، بحملات تبشيرية محمومة ! ـ إذا عجزت (لا) هذه عن إنقاذ الأجساد البشرية ، التي تقطّع في غرف الموت ، على أيدي فِرق الموت ـ !
وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً !