الرئيسة \  مشاركات  \  هكذا هو الأمر.. ببساطة !

هكذا هو الأمر.. ببساطة !

24.03.2018
عبدالله عيسى السلامة




السوريون ، الذين يطالبون تركيا ، بأن تحارب العالم عنهم : روسيا ، وإيران ، وأمريكا ، ونظام الأسد .. ثمّ أن تخوض تركيا ، صراعاتها السياسية والعسكرية ، مع هذه الدول ، وغيرها ، بالطريقة التي يريدها هؤلاء السوريون ..غافلين ، أو متغافلين ، عن أن الجيش التركي ، لم يكن ليستطيع دخول سورية ، ويتخذ لنفسه ، مناطق سيطرة فيها ، لوْ لمْ تنسّق دولته ، مع بعض الدول ، المحتلة لسوريا ، مثل: روسيا وإيران ..! وغافلين ، عن أن رجلاً متمرّسا ، مخلصاً ، لوطنه وشعبه ، وأمته وأهدافه..مثل أردوغان ، يمكن أن يغيّر وسائله وأساليبه ، كلها ، إذا أدرك ، أنها لاتوصله إلى هدفه ، لكنه لايتخلى عن هدفه ، أبداً ؛ بل يمكن أن يجزئه ، إلى أهداف مرحلية صغيرة ، توصله إلى هدفه الكبير..! وهو مضطرّ ، في غضون ذلك ، إلى أن يجامل أعداء ، له ، ويسايرهم ، ويناور، في تعامله معهم .. ويلعب معهم ، لعبة شطرنج معقدة .. وكل منهم يتربّص ، بالآخر، الدوائر ! لأنهم، ببساطة ، أعداء متشاكسون ، مختلفون (إيديولوجياً) و(إستراتيجياً).. ومتفقون (تكتيكياً) حول مسائل مرحلية معيّنة ، لتحقيق مصالح معيّنة ، لكلّ منهم !
هؤلاء ، الذين يطالبون أردوغان ، بمحاربة العالم ، لحمايتهم ، فوراً ، من كل أذى ، دون أن يتنبّهوا، إلى واقعهم ، هم : واقع شعبهم وثورتهم ..وواقع تركيا ، نفسها ، التي يتآمر عليها شياطين الأرض، من  داخلها وخارجها .. إنما يطبّقون ، على أنفسهم ، قول الشاعر:
 أريدُ مِن زمَني ، ذا، أن يُبَلّغنيْ = ماليس يَبلغُهُ ، مِن نفْسِه، الزمَنُ!
هكذا هو الأمر.. ببساطة !
وسبحان القائل : ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً