هذان البيتان..
ذكرهما المبرد صاحب الكامل. ويعنون بعضهم الكتاب بقوله: الكامل في اللغة والأدب، تمييزا عن كتاب الكامل في التاريخ، لابن الأثير..
واعتبر العرب، الكَمَلةَ من الرجال، أربعة بني زياد من أمهم فاطمة بنت خرشب الأنمارية، والكملة هم الربيعُ بن زياد ويلقب بالحافظ، وأخوه عمارةُ الوهاب، ثم قيس الحافظ أيضا، وأنس الفوارس..
وأعود إلى كتاب الكامل والبيتين اللذين ذكرهما الإمام أبو العباس المبرد هما
أَشدُد حيازَيمكَ لِلمَو
تِ فَإِنَّ المَوتَ لاقيكا
وَلا تَجزع مِنَ المَوتِ
إِذا حَلَّ بِواديكا
وهنا توقف أبو العباس..
ونسب البيتين لسيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب..
وقالوا: إنه عندما أحس بالمؤامرة تضج من حوله، بانقلاب الخوارج عليه، كان يكثر من التمثل بهذين البيتين..
ويكثر من القول: أين الذي سيخضب هذه من هذه ويشير إلى عنقه ولحيته، والسؤال عن قاتله..
أما المبرد فقد أول البيت الأول في قوله: حيازيمَك.. على حذف فعل سابق تقديره: اشدد حيازيمَك للموت أي كن مستعدا له…
وبينما اكتفى أبو العباس المبرد بالبيتين الأولين إلا أن جامع الديوان أضاف إليهما بيتين آخرين اللهم أعلم بهما، فجاءت الرواية في الديوان هكذا:
أَشدُد حيازَيمكَ لِلمَو
تِ فَإِنَّ المَوتَ لاقيكا
وَلا تَجزع مِنَ المَوتِ
إِذا حَلَّ بِواديكا
فَإِنَّ الدِرعَ وَالبيَض
ةَ يَومَ الرَوعِ يَكفيكا
كَما أَضحكَ الدَهرُ
كَذاكَ الدَهرُ يُبكيكا
فَقَد أَعرِفُ أَقواماً
وَإِن كانوا صَعاليكا
مَساريعٌ إِلى النَجدَ
ةِ لِلغَيِّ مَتاريكا
حضرني المعني فأحببته مشاركته…
لعل أحدا يطرب له كما طرب غيره!!
7/11/2025