الرئيسة \  واحة اللقاء  \  هجوم مباغت للمعارضة بصواريخ موجهة ضد القوات السورية والروسية في إدلب

هجوم مباغت للمعارضة بصواريخ موجهة ضد القوات السورية والروسية في إدلب

21.01.2020
هبة محمد



القدس العربي
الاثنين 20/1/2020
دمشق – "القدس العربي" : في انقلاب للمعادلات السابقة، والتي كان الجيش الروسي يباغت فيها المناطق الخارجة عن سيطرة حليفه الأسد في منطقة خفض التصعيد شمالي البلاد بقصف عنيف واقتحام بري، باغتت المعارضة السورية قوات النظام وموسكو بهجمات مركزة استخدمت فيها الصواريخ الموجهة والمدفعية الثقيلة، لتنجح من خلالها بتحقيق تقدم جزئي، وتسلم زمام المبادرة، إلا أن اللافت في التطور الأخير، وفق ما قاله خبراء لـ"القدس العربي"، تزامنه مع اجتماع ثنائي جمع الرئيسين التركي والروسي على هامش مؤتمر برلين المخصص لإيجاد حل للأزمة الحادة في ليبيا.
ووفق مصادر المعارضة السورية، فقد نجحت الفصائل المهاجمة بدخول قرية "أبو دفنة" الواقعة في ريف إدلب الجنوبي- الشرقي، بعد قتل وجرح العشرات من القوات التي تتمركز فيها، عبر استهدافها بالأسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة، وأشارت المصادر إلى أن القرية التي دخلتها فصائل غرفة عمليات "ولا تهنوا" خلال الساعات الماضية ثم انسحبت منها، تُعرف بأنها نقطة تتمركز فيها مجموعات من الميليشيات الروسية غير الرسمية "فاغنر"، فيما طال القصف الخطوط الأمامية على محور بلدة جرجناز في ريف إدلب الشرقي. كما استحوذت المعارضة خلال العملية على دبابة وناقلة جند والعديد من صناديق الذخائر، إضافة إلى إعطاب دبابة أخرى للنظام السوري بعد استهدافها بصاروخ موجه، وفي الوقت الذي زاد فيه استخدام الصواريخ الموجهة "التاو الأمريكي"، لا تزال الأنباء متضاربة حول حصول تسليح جديد للمعارضة بهذه الصواريخ، وسط تكتم من قبل تشكيلات المعارضة على ذلك.
الهجوم المعاكس للمعارضة، يأتي بعد أقل من 24 ساعة من صدها لهجوم معاكس للنظام السوري، قاده "الفليق الخامس" الموالي للجيش الروسي، وكانت المعارضة السورية، قد فرضت سيطرتعا على تلتي "مصيطف وخطرة" الجمعة، واغتنمت دبابتين وعربة "بي أم بي"، وقتلت العشرات من القوات الروسية والنظام بينهم ضباط.
من جانبه، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومركزه لندن، عن مقتل 16 عنصراً من قوات النظام السوري في الهجوم الأخير بريف إدلب الشرقي، إضافة إلى 9 من عناصر المعارضة المسلحة، وكان قد أكد المرصد يوم السبت، مقتل أربعة جنود روس جراء هجوم لفصائل المعارضة السورية على أحد المواقع العسكرية التي تدير منها روسيا العمليات بريف إدلب الشرقي.
 
خبراء لـ "القدس العربي": بوادر تفاهمات تركية – أمريكية لمواجهة التمدد الروسي
 
من جهته قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الأحد، إن بلاده ستطرح مسألة إدلب السورية، خلال مباحثات مؤتمر برلين حول ليبيا، جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده قبيل توجهه إلى العاصمة الألمانية، لحضور مؤتمر برلين، استجابة لدعوة المستشارة أنجيلا ميركل. وأشار أردوغان وفق "الأناضول"، إلى استمرار مجازر نظام بشار الأسد بحق المدنيين رغم إعلان وقف إطلاق النار في إدلب، ولفت إلى أن 19 مدنياً قُتلوا جراء هجوم لقوات النظام على سوق في إدلب مؤخرا، وأضاف "لقد حان الوقت لإيقاف وحشية النظام".
وقال خبراء ومحللون سوريون لـ "القدس العربي": هناك نقاط التقاء تركية – أمريكية في الملف السوري، وعلى رأسها عدم السماح للجيش الروسي بتحقيق الحسم العسكري، وأن تقدمه البري برفقة قوات دمشق وميليشيات إيران، أصعب من المعقد جدداً تكراره في المساحة المتبقية من محافظة إدلب، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية تركز حربها اليوم ضد إيران، بالتزامن مع ضغوط اقتصادية قاسية على دمشق لفك ارتباطها بطهران، وأن واشنطن وفق الخبراء، لن تسمح بتنفس النظام السوري عبر المخرجات العسكرية، وإنما ستستخدمها لتحقيق الضغوط الاقتصادية، الأهداف الموضوعة لها.
الباحث في مركز "جسور" للدراسات "عبد الوهاب عاصي" يقول لـ "القدس العربي": منذ انعقاد المباحثات الأمنية الروسية – التركية بحضور النظام السوري في موسكو على هامش القمة الليبية، كان هناك ما يوحي بأن أنقرة ليس لديها رغبة بتقديم المزيد من التنازلات بشكل مجاني إلى روسيا.
خاصة مع وجود حالة من الإصرار الروسي على استخدام الخيار العسكري لتحقيق المكاسب الخاصة بها، على حساب الخيار الدبلوماسي الذي تطالب به تركيا، ويدعمه الغرب عموماً.
يبدو أنّ تركيا – من وجهة نظر عاصي – استطاعت مؤخراً التوصل مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلى صيغة تفاهم جديدة أو محدثة، يقضي بضرورة تعزيز لصمود المعارضة السورية في شمال غربي سوريا، على غرار الدعم الدفاعي المشترك الذي قدمه الطرفان إليها في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 2019، على أمل أن يساهم الدعم الجديد في تقويض جهود روسيا عسكرياً في إدلب، ويمنع النظام السوري من تحقيق مكاسب إضافية تساهم في إيجاد حلول مؤقتة للأزمة الاقتصادية البنيوية التي يمر بها. كما يمكن تفسير لجوء واشنطن لدعم جهود تركيا في إدلب، من خلال اعتمادها سياسة الضغط القصوى على النظام السوري لإخضاعه بالابتعاد عن إيران وإجبار روسيا على ممارسة ضغط أكبر على هذه الأخيرة.