الرئيسة \
تقارير \ نيويورك تايمز : المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية طويلة والكثير يعتمد على ما يريده ترامب
نيويورك تايمز : المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية طويلة والكثير يعتمد على ما يريده ترامب
17.06.2025
القدس العربي
نيويورك تايمز : المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية طويلة والكثير يعتمد على ما يريده ترامب
لندن- “القدس العربي”:
الاثنين 16/6/2025
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا قالت فيه إنه بدون مخرج واضح للمواجهة الحالية بين إسرائيل وإيران، فقد تستمر الحرب لأسابيع وليس أياما، ولكن الأمر يعتمد في النهاية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي التقرير الذي أعده باتريك كينغزلي قال فيه إنه لا يوجد لدى كل من إسرائيل وإيران حافز كبير للتوقف، ولا طريق واضح لتحقيق نصر حاسم. فعندما واجهت إسرائيل وإيران بعضهما البعض العام الماضي، خاضتا معارك قصيرة ومحدودة، كانت تنتهي عادة في غضون ساعات، حيث بحث الجانبان عن مخرج يسمح بتخفيف التوترات.
ومنذ أن بدأت إسرائيل جولة جديدة من القتال يوم الجمعة، أكد البلدان أنهما سيستمران طالما كان ذلك ضروريا، مما وسع نطاق هجماتهما وأدى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا في كلا البلدين. هذه المرة، يبدو أن الصراع سيستمر لمدة أسبوع على الأقل، مع تجاهل كل من إسرائيل وإيران أي سبل لإنهاء الحرب.
ويبدو أن إسرائيل متحمسة للاستمرار حتى تدمير برنامج التخصيب النووي الإيراني، إما بالقوة أو باستئناف المفاوضات. ومع ذلك، لم تبد إيران أي إشارة على وقف التخصيب طواعية، وهي عملية حاسمة لبناء قنبلة نووية، ولا تملك إسرائيل أي قدرة معروفة على تدمير موقع تخصيب محوري مدفون عميقا تحت الأرض.
ونقلت الصحيفة عن دانيال شابيرو الذي أشرف على شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون حتى كانون الثاني/ يناير: “نحن على بعد أسابيع لا أيام من هذه النهاية”.
وأضاف شابيرو، وهو الآن زميل في المجلس الأطلنطي: “ستستمر إسرائيل في سياستها حتى تتخلى إيران، بطريقة أو بأخرى، عن قدرتها على التخصيب” و”من الواضح الآن أنه إذا تركت إسرائيل هذا الأمر دون معالجة، فستفشل حملتها”. ففي حين ضربت إسرائيل بسهولة موقع التخصيب الرئيسي الإيراني في منشأة نطنز، وسط إيران، إلا أنها تفتقر إلى القنابل الأمريكية الصنع “الخارقة للتحصينات” اللازمة لتدمير موقع جوفي أصغر محفور في عمق جبل بالقرب من فوردو، شمال إيران.
ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تلحق ضرباتهم على أهداف أخرى، بما في ذلك كبار القادة العسكريين الإيرانيين وعلماء الذرة وصناعة الطاقة، ما يكفي من الألم لتشجيع إيران على إنهاء عملياتها في فوردو طواعية.
وفي الوقت الحالي، تبدو إيران بعيدة كل البعد عن هذا الاستسلام، حتى مع إظهار إسرائيل هيمنة متزايدة في المجال الجوي الإيراني، وفقا لسنام وكيل، التي تشرف على التحليلات المتعلقة بالشرق الأوسط في تشاتام هاوس في لندن. وعلى الرغم من أن إسرائيل تأمل في دفع إيران نحو الانهيار، إلا أن الحكومة الإيرانية لا تزال تسيطر سيطرة كاملة على البلاد، ولا تزال تمتلك مخزونات كبيرة من الصواريخ الباليستية، حتى مع تقييد إسرائيل لقدرتها على إطلاق بعضها.
وقالت وكيل: “لا أرى أي استسلام قادم من طهران في الوقت الحالي، لا توجد رايات بيضاء تلوح بها”، وأضافت: “من الصعب جدا رؤية إيران تتراجع عن حقوقها في التخصيب بينما لا يزال برنامج إيران يبدو عاملا وإيران سليمة كدولة” و”هدفهم هو البقاء وإلحاق الضرر وإظهار قدرتهم على الصمود”.
وأضافت الصحيفة أن الكثير يعتمد على كيفية رد فعل الرئيس ترامب. فعلى عكس إسرائيل، تمتلك الولايات المتحدة الذخائر والطائرات اللازمة لتدمير فوردو. ويقول محللون مثل شابيرو إن ترامب قد يفكر في مثل هذا النهج إذا اختارت إيران تسريع جهودها لبناء قنبلة نووية بدلا من التوصل إلى حل وسط.
وأضاف شابيرو: “سيخلق ذلك نقطة قرار حاسمة لترامب، حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل”. وقد يكون من الأسهل الآن على ترامب التدخل دون عواقب أمنية وخيمة، نظرا لأن هجمات إسرائيل قد أدت بالفعل إلى تدهور القدرات الدفاعية لإيران.
ويقول آخرون إن ترامب على الأرجح سيتجنب المواجهة المباشرة مع إيران ما لم يحول الجيش الإيراني هجماته من إسرائيل إلى المصالح والأفراد الأمريكيين في الشرق الأوسط، وهو ما سيضيق هامش المناورة أمامه.
ومنذ يوم الجمعة، تجنبت إيران تقديم مثل هذه الذريعة للتدخل الأمريكي، كما تجنبت شن هجمات على حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، بمن فيهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتشير تصريحات ترامب منذ يوم الجمعة، إلى أنه يفضل حاليا استخدام المكاسب العسكرية الإسرائيلية كوسيلة ضغط لاستئناف المحادثات مع طهران. وقد أشرف ترامب ولشهور على المحادثات مع إيران على أمل دفعها للتخلي عن برامج التخصيب، دون تدخل عسكري إسرائيلي.
وتعثرت تلك المحادثات بعد رفض إيران التراجع. وفي تعليقات أدلى بها خلال عطلة نهاية الأسبوع، أشار ترامب إلى أن إيران، التي تأثرت بهجمات إسرائيل، قد تقدم أخيرا تنازلات لم تكن قد فكرت فيها من قبل. نتيجةً لذلك، يرى بعض المحللين أن ترامب قد يضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، إذا رأى أن إيران أصبحت أكثر مرونة.
ونقلت الصحيفة عن يوئيل غوزانسكي، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: “سينتهي هذا عندما يقرر ترامب وقفه، وهو ما سيحدث على الأرجح عندما يعتقد أن إيران مستعدة للتنازل”.
ويقول الخبراء إن لهذا التحول في الموقف سابقة تاريخية، وإن بدا مستبعدا في الوقت الحالي. وقد قدمت القيادة الإيرانية تسوية مماثلة غير متوقعة في نهاية الحرب الإيرانية- العراقية في ثمانينيات القرن الماضي، وفقا لمائير جافيدانفر، أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة رايخمان في إسرائيل.
وقال جافيدانفر إنه بعد رفض العديد من العروض لإنهاء الحرب، وافق آية الله الخميني في النهاية على صفقة بعد أن أصبحت تكاليف الحرب باهظة للغاية. وأضاف: “لقد أحدث الخميني تغييرا جذريا، وهذا ما تأمله إسرائيل مجددا”. إلا أن التاريخ يشير أيضا إلى أن هذا قد يستغرق وقتا. فقد استغرق التوصل إلى الصفقة التي أنهت الحرب الإيرانية العراقية ثماني سنوات.