اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ نماذج سياسية وإنسانية ، في تعامل بعض الحكّام مع الجار والحليف
نماذج سياسية وإنسانية ، في تعامل بعض الحكّام مع الجار والحليف
14.09.2017
عبدالله عيسى السلامة
( إذا كان لابدّ من ضرب الأمثلة ، أحياناً ، لتوضيح الصورة ، فإننا نكتفي هنا ، بموقفين بارزين في التاريخ الحديث ، ومستمرّين في ذاكرة التاريخ نفسه ، وفي ذاكرة الأجيال ، إلى أمد بعيد .. وهما :
/1/ موقف زعيم عربي ، حشِدت على حدود دولته حشود عسكرية ضخمة ، ليسلم مجموعة من الأشخاص ، لجأوا إليه .. إلى حكام دولتهم ، الذين فرّوا من ظلمهم واضطهادهم .. فأبى تسليمهم ، ووقف وقفة فيها من الأنفة والشموخ والعزّة ، مالا يمحوه الزمن ، وتحدّى الحاكمَ الجار، الذي يهدّده بالحرب .. تحدّاه بكل شهامة الرجال ، أن : /تفضّلوا وجرّبوا أنفسكم في اقتحام بلادي .. وستكتـشفون خطأ حساباتكم !/ فأعاد للجوار معناه العربي الإسلامي الأصيل ، الذي كاد يغطّيه غبار الذلّة والهوان ، المتراكم في سماء الأمّة وأرضها ، من سنين طوال !
/2/ موقف الحاكم نفسه ، الذي حشد عسكره مهدّداً ، ثم انسحب خائباً .. موقفه من حشد عسكري ، حشِد على حدوده من دولة جارة ، تهدّده بالحرب ، إذا لم يسلمها بعض مواطنيها الذين عنده من سنين ..! إذ خَنع خنوعاً عجيباً ، وأعطى الدولة الجارة المهدّدة ، كل ما أرادته .. متآمراً معها على تسليمها اللاجئين لديه ، بأسلوب خبيث ، في دولة قريبة، بعد إبعادهم من دولته .. بل متخلياً للدولة الجارة التي تهدّده ، عن إقليم واسع من أرض بلاده ، ظلت حكومات دولته تطالب به عشرات السنين ..!
ثم جاء ابنه من بعده ، خلفا له في السلطة ، وسار على نهج أبيه ، في الغدر بمن يلجأ إليه مستجيراً ، فأسلم مجموعة من اللاجئين العرب ، الذين التجأوا إليه ، هرباً من ظلم دولتهم غير العربية .. أسلمهم إلى حكّام دولتهم ، ليعلقوهم على أعواد المشانق ، بعد أن حبسهم هو في سجون دولته ردحاً من الزمن ، دون مراعاة لخلق أو ضمير، أو أيّ معنى من معاني المروءة أو الشهامة أو النبل ، أو حفظ حقوق الضعيف المستجير ..! وكرّر الأمر نفسه مرّات عدّة ، مع لاجئين آخرين من الدولة ذاتها ، فأسلمهم بالطريقة ذاتها ، ليذبحوا بالطريقة ذاتها ! ( ونذكّر بأن هذه حقائق تاريخية ، لايمكن نسيانها ! ولو نسيها فرد ، أو مجموعة من البشر ، ظلت راسخة في ذاكرة الأمّة ، وفي صفحات التاريخ ، على مرّ العصور ..!) .
وهكذا تظهر الفروق ، بين رجل ورجل .. وبين حاكم وحاكم .. وبين إنسان وإنسان! وقد تجنّبنا ذكر الأسماء ، لأسباب عدّة ! من أهمّها أن المواقف المذكورة ، ماتزال حيّة في أذهان الناس ، لأنها قريبة العهد ، وأصحابها معروفون لكل مهتمّ بالشأن العام .. بل معروفون لشعوب المنطقة كلها ، محفوظة أسماؤهم ، بل محفورة ، في قلوب الناس وعقولهم ! وإذا كان الأنذال يَعدّون الغدر سياسة ، فإن الكرام يّعدّون الوفاء قمّة السياسة ! لأن السياسة التي تسقِط مروءات الرجال وأخلاقَهم ، في نظر أنفسهم ونظر الناس ، وتلصَق بتاريخهم على مرّ الزمن ، لاتسمّى سياسة ! بل ينظرون إليها ، كما نظر الشاعر أبو تمّام ، ذات يوم ، إلى العار ، حين قال :
ونَفسٌ تَعاف العارَ ، حتّى كأنّما هو الكفرُ، يومَ الرَوعِ، أو.. دونَه الكفرُ