الرئيسة \  مشاركات  \  نحن على صواب ؛ لأنا أقوياء .. وأنتم على خطأ ؛ لأنكم ضعفاء !

نحن على صواب ؛ لأنا أقوياء .. وأنتم على خطأ ؛ لأنكم ضعفاء !

06.10.2018
عبدالله عيسى السلامة




لابدّ ، من فكّ الارتباط الذهني ، القائم ، لدى كثير من المسلمين ، بين قوّة الجيوش والحضارات ، وبين صحّة المعتقدات !
لو صحّ الزعم ؛ بأن ضخامة الدول ، وقوّة جيوشها ، وجمال حضاراتها ، هي مقاييس صحّة العقيدة ، وسلامتها.. لما أهلك الله ، الأممَ السابقة القويّة ، ذوات الحضارات العريقة ، البديعة، مثل : بابل ، وعاد ، وثمود ، وقوم تبّع ، والفراعنة ، ودول: اليونان ، والرومان ، والفُرس.. ونصَرَ عباده ، المؤمنين الصادقين ، ذوي العقيدة السليمة !
وقد ذَكر القرآن الكريم ، صراحةً ، بعضَ أشكال القوّة ، لبعض الأمم السابقة ، فقال ، جلّ شأنه :
 (ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُّك بعاد * إرَمَ ذات العماد * التي لمْ يُخلقْ مثلُها في البلاد * وثمودَ الذين جابُوا الصخرَ بالواد * وفرعونَ ذي الأوتاد * الذين طغَوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد* فصبَّ عليهم ربُّك سوط عذاب * إنّ ربَّك لبالمرصاد) .
كما ذكرالقرآنُ ، النعيمََ الدنيوي ، الذي وهبه الله ، لبعض الأمم :
(لقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17))
وذكر الله ، في كتابه الكريم ، نصره ، لعباده المؤمنين الضعاف ، على الكفرة الأقوياء المتجبّرين:
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
ومنّ ، سبحانه ،على نبيّه محمّد ، وأتباعه المؤمنين الضعفاء ، بأنه نصرهم، في معارك عدّة، فقال ، جلّ شأنه، مخاطباً نبيّه والمؤمنين ، عن معركة بدر:
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) .
وقال ، سبحانه ، عن معركة حُنَين :
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ).
فأيّ ربط ، لانتصار الأمم ، بالحضارة المادّية المحسوسة ، ومنجزاتها .. إنّما هو عبث فكريّ، عندما يمارسه المسلمون ! مع أنهم مطالّبون ، بإعداد القوّة ، بسائر أشكالها ، كيلا تتغلّب عليهم الأمم غير المؤمنة ، فتنال من دولة الإسلام ، ومن مواطنيها ! 
أمّا غير المسلمين ، فالأمر، عندهم ، سائغ ومقبول ، بل هو الأساس ، في انتصار الأمم ، بعضِها على بعض !
يقول نابليون بونابرت : الله ينصر الجيش الأقوى عَتاداً !