اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مَن عجزَ، عن أن يَصنع نفسَه ، كما يريد ، فهو، عن صنع غيره ، أعجَز
مَن عجزَ، عن أن يَصنع نفسَه ، كما يريد ، فهو، عن صنع غيره ، أعجَز
17.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
لا أحدَ يستطيع صنعَ العالم ، كما يريد ؛ فهذا أمر خاصّ بالله ، وحدَه !
ولا أحدَ يستطيع صنع البشر، كما يريد ؛ فهذا من أمر الله ، وحدَه !
ولا أحد يستطيع صنع شعبه ، كما يريد ؛ فهذا أمرٌ أعجزَ، الحكّام ، بأنواعهم : المستبدّين والديموقراطيين .. وأعجز المؤمنين والملحدين .. وأعجز المصلحين ، جميعاً ؛ بل أعجز المؤسّسات : التربوية ، والثقافية ، والعلمية .. في سائر الدول، المتحضّرة منها ، والمتخلفة، وعلى مرّ العصور ، وأعجزالفلاسفة الكبار، من يونانيين ، ومسلمين ، وغيرهم .. من أصحاب نظريات (المدن الفاضلة) ، مثل : أفلاطون ، والفارابي .. وغيرهما !
ولا أحدَ يستطيع ، أن يصنع ، أبناء مدينته ، أو قبيلته ، أو حيّه ، أو طلاّب مدرسته .. كما يريد !
بل ، لا أحد يستطيع ، أن يصنع أسرته : من زوج ، وأبناء .. كما يريد !
بل لا أحد يستطيع ، أن يصنع نفسه ، كما يريد !
والمقصود بالصناعة – بالطبع - هو الصناعة المعنوية ، على مستوى : المدارك ، والأخلاق ، والطباع ، والمؤهّلات العقلية والنفسية ، للفرد !
أمّا الصناعة المادّية ، للجسد ، وما يتعلق به ، من صفات ، من حيث : البنية ، واللون ، وتكوين الدماغ ، وصفاته ، ونحو ذلك ، ممّا يتّصل بالجسد .. أمّا هذه الصناعة ، فلا علاقة لها ، بالحديث ! وهي ، تدخل فيها ، عناصر عدّة ، من أهمّها: المورّثات ، التي تنقل، للفرد، خصائص بدنية ، عن أبيه وأمّه ، ومَن ورّثهما الصفات ، من آباء وأجداد !
وحين ينصبّ الحديث، على المؤهّلات العقلية والنفسية، والطباع ، والأخلاق ، وعجْز البشر، عن صناعتها ، لدى الفرد .. فلابدّ ، من التفرقة ، ابتداءً ، بين إخضاع الفرد: أيْ ، جعله عبداً، أو شبيهاً بالآلة .. وبين صناعته ، من حيث : المدارك ، والمؤهّلات العقلية والنفسية!
فإخضاع الفرد ، بمعنى السيطرة التامّة ، على بدنه ، ممكن ، للكثير من الناس ، وظاهرة الاستعباد ، التي سادت ، قروناً ، في حياة البشر، تدلّ ، على هذه الإمكانية !
أمّا ماعدا ذلك ، من عناصر أساسية ، تَميز الإنسانَ ، من غيره ، من المخلوقات ، وتجعل منه إنساناً .. فتلك ليست من شأن البشر، ويعجز عنها ، حتّى الأنبياء !
ومعلومٌ ، أنّ نبيّ الله نوحاً ، لم يستطع جعل ابنه ، يركب في السفينة ، فغرق بالطوفان !
وامرأة نوح ، وامرأة لوط ، كانتا زوجين لنبيّين ، من أنبياء الله ، فخانتاهما !
وامرأة فرعون ، كانت مخالفة لمنهجه ، في الظلم والاستبداد ، وعجز، عن إخضاع أفكارها ومشاعرها ، لمنهجه ، في ظلم الناس ، واستعبادهم !
ورسول الله ، قال له ربّه ( فذكِّرْ إنّما أنت مذكِّرٌ لستَ عليهم بمسيطر) .. وقال له ( إنّك لا تهدي مَن أحببتَ ولكنّ الله يَهدي مَن يشاء) .
وتبقى عواملُ : التعليم ، والتربية ، والتثقيف ، والتوجيه .. هي التي يمكن ، أن تُسهم ، في تهذيب أخلاق البشر، وطباعهم ، وسلوكاتهم ! وهذه تحتاج ، إلى عناصر راقية ، فعّالة ، لدى مَن يمارس عمليات : التعليم ، والتهذيب ، والتربية ، والتثقيف ، والتوجيه ..!
وقد قال الله ، لنبيّه ( فَبِما رحمةٍ مِن الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلب لانفضّوا مِن حَولك..).
كم من الرجال ، أراد أن يكون ابنه ، عالماً كبيراً ، أو أديباً عظيماً ، فلم يستطع ؛ لأنّ ابنَه غير مؤهّل ، لما أراد أبوه .. أو، لأنّ له رغبة ، غير رغبة أبيه ، وتوجّهاً غير التوجّه ، الذي أراده أبوه !
بل ؛ كم من الرجال ، مَن رغب في أن يكون ، هو، في مستوى رفيع ، من العلم ، فعجز..أوأراد، أن يكون عظيماً ، في طباعه وأخلاقه ، فلم يستطع !
فإذا عجز المرء ، عن أن يصنع نفسه ، هو، كما يريد ، أو أن يكون ، كما يرغب ؛ فهل يحقّ له ، أن يطالب الناس ، بأن يكونوا ، كما يحبّ ، أو كما يرغب !؟
وإزاء عجز المرء ، عن صنع نفسه ، كما يريد ، أو يرغب .. أفلا ينبغي عليه ، أن يفيد ، ممّا ورد ، في كتاب الله ، وسنة نبيّه ، من الحكمة .. وممّا ورد ، في أقوال الشعراء ، من حكم بليغة ، فيريح نفسه ، وغيره !؟
فالله ، عزّ وجلّ ، يقول : لايكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها ..
ورسول الله ، يقول : اعمَلوا ؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لِما خُلق له .
والشاعر يقول : إذا لمْ تستطعْ شيئاً ، فدَعْهُ وجاوزْه ، إلى ما تستطيعُ
والشاعر الآخر، يقول :
يا أيّها الرجلُ المعلّمًُ غيرَه هَلاّ لنفسِكَ كانَ ذا التعليمُ
ابدأْ بنفسكَ ، فانهََها ، عن غَيّها فإذا انتهتْ عنه ، فأنتَ حكيمُ