الرئيسة \  مشاركات  \  موقف الإخوان من وفاة الأسد وثورة الشعب- الحلقة (5) دور ثورات الربيع العربي في دعم الثورة السورية

موقف الإخوان من وفاة الأسد وثورة الشعب- الحلقة (5) دور ثورات الربيع العربي في دعم الثورة السورية

23.07.2018
محمد فاروق الإمام




يطرح المراقب في "الربيع العربي" التساؤلات عن الدور الذي قامت وما تزال تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أننا سمعنا هنا وهناك تسميات عن "ثورة فيس بوك" و"ثورة تويتر".
فالثورة هي قضية شعب ونضال شعب وشبكة الانترنت من خلال الإعلام الاجتماعي ومن خلال قدراتها التقنية المتعددة الوسائط التي تقدمها جعلتها أداة لإيصال القضية وللتحفيز كمكبر للصوت.
ففي عودة إلى أبرز أحداث "الربيع العربي" وبداية من تونس، يمكن تلخيص الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في الانتفاضة الشعبية التونسية بالقول إن جزءاً من تاريخ "ثورة الشباب" في تونس كتب على الحائط الافتراضي لموقع "فيس بوك".
فقد كان نظام زين العابدين بن علي يحكم قبضته على الاتصالات الالكترونية ويضيق على الصحافيين والإعلاميين ومنع المراسلين المحليين والأجانب من السفر إلى سيدي بوزيد لتغطية الأحداث. وكان الإعلام الرسمي يصف الأحداث بأعمال إرهاب وتخريب وقد حاولت السلطات حجب المعلومات وتحويرها .
فمع القمع والتضييق الإعلامي الذي كان يعيشه التونسيون كان البديل شبكة الانترنت وبالتحديد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الذي تمكن من خلاله التونسيون الالتفاف على الرقابة وعلى التعتيم الإعلامي وسمحت للكثيرين بنقل كم هائل من المعلومات من صور وفيديو إلى العالم وإلى التونسيين عبر موقع "فيس بوك" وعبر الانترنت، مما ساعد في إقناع التونسيين بأن الوقت قد حان للانتفاضة و التحرك للخروج إلى الشارع و الانضمام إلى الشباب في ثورتهم.
كما في تونس كذلك في مصر فقد نشطت مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً خدمة "تويتر" للدعوة للتظاهر ولتنسيق الاحتجاج. فالإنترنت غيّر مفاهيم الناس من خلال حملات التوعية التي يقوم بها النشطاء المصريون للتعريف بحقوق الإنسان وبحقوق" المواطن" السياسية. وفي مصر لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في تنظيم النشطاء وفي نقل نبض الشارع ونقل وقائع الأحداث بشكل آنيّ من قلب التظاهرات، ولتبادل المعلومات عن أماكن التجمعات بالإضافة للنصائح المختلفة لمواجهة حالات الاعتقال أو كيفية تفادي القنابل المسيلة للدموع وغيرها من الأمور لحماية المتظاهرين.
وأهمية هذا الوسيط كانت أيضاً من خلال التفاعل بين المواطنين المصريين في الداخل والخارج وأيضاً في كيفية نقل وقائع الإحداث بدل الإعلام العالمي والوطني المكبل حتى تنحي حسني مبارك. وما زال الإعلام الاجتماعي ناشطاً في مصر اليوم في مواجهة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
في ليبيا عند اندلاع ثورة 17 فبراير/ شباط، أسس المدون الصحفي محمد نبوس "قناة ليبيا الحرة" التي تعد أول محطة تلفزيونية إخبارية خاصة ومستقلة أنشئت في الأراضي التي يسيطر عليها "المجلس الوطني الانتقالي" تبث عبر الانترنت. حيث تناقلت وسائل الإعلام العالمية الصور الأولى التي نقلها نبوس عن الدمار والمعارك في مدينة بنغازي. قتل محمد نبوس في 19 مارس/ آذار 2011 برصاص قناصة عندما حاول التقاط صور عن الدمار الذي لحق بمدينة بنغازي جراء قصف كتائب القذافي لها في معركة بنغازي الثانية.
في سورية مع تصاعد نبض الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في سورية، تصاعدت أيضاً حدة المواجهات في الفضاء الالكتروني حيث تحولت الشبكة العنكبوتية إلى ساحة حرب حقيقية، فبرزت مجموعة على موقع "فيس بوك" أطلقت على نفسها اسم "الجيش السوري الإلكتروني" وفيما بعد كان لها موقعها الالكتروني الخاص.
فقد دشنت هذه المجموعة أسلوباً جديداً في التعاطي مع الاحتجاجات ومع المعارضة عن طريق قرصنة الصفحات الشخصية لبعض المعارضين أو المناهضين للنظام السوري وأيضاً اختراق مواقع وسائل الإعلام العربية والغربية.
ومع منع النظام السوري عمل مراسلي وسائل الإعلام العالمي على الأراضي السورية، لجأت وسائل الإعلام تلك إلى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" و"فيس بوك" و"تويتر" التي تنشر عليها أفلام فيديو من المظاهرات أو المعارك مصورة بالهاتف الخلوي.
ولو بقي الجدل مفتوحاً حول حجم التأثير الفعلي للإعلام الاجتماعي، غير أنه لم يعد بوسع أحد تجاهل هذه الشبكات. وتبقى جملة كتبها مدون مصري على موقع "تويتر" بداية ثورة 25 يناير في رسالة موجهة إلى قناتي "الجزيرة" و"العربية" وربما إلى كل وسائل الإعلام يقول فيها:" لم نعد بحاجة إليكم بعد اليوم ...لدينا تويتر".
 
دور دول الخليج العربي في دعم الثورة السورية
كما هو معروف عربياً فإن نظام الأسد هو بوابة النفوذ الإيراني، ويده التي تبطش بكل من يعارض التوسع والتمدد الإيراني في بلاد العرب، ولسورية تأثير على لبنان وفلسطين والعراق، تأثير سلبي ومزعزع لاستقرار تلك الدول منذ عقود من الزمن، وعلاوة على ذلك فالنظام في سورية يحكم تحت غطاء حزب البعث بالحديد والنار وينكل بالشعب عامة وبالأغلبية السنية بشكل خاص بصورة وحشية وسادية، مما دفع دول الخليج للوقوف في وجه الأسد في بداية الثورة السورية بالإضافة إلى الدافع الأخلاقي والإنساني والديني والعروبي من مذابح ومجازر الأسد التي تفوق في حدتها وحجمها مجازر هولاكو وهتلر وموسليني وستالين!
بدأت دول الخليج بدعم الثورة السورية بتدرج بطيء لخطورة الموقف وتأثيره على الموقف الدولي والموقف العربي والموقف الخليجي ولتقاطع المصالح الدولية في الشأن السوري، ولكن بعد تمكن الداخل السوري والشعب السوري من مواجهة آلة الأسد العسكرية المدمرة والفتاكة بشكل بطولي وتاريخي يسجل في تاريخ البشرية، ويسجل لها كأهم ثورة في تاريخ البشرية، ويسجل لها كثورة تقاطعت معها جوانب الدين والتاريخ والسياسة والجغرافيا والأعراق لتفرز لنا ثورة من نوع آخر، ثورة كرامة.. ثورة تاريخ.. ثورة حرية.. ثورة دين.. ثورة مفترق طريق للبشرية! بدون مبالغة ولكل تلك الأسباب توجب على دول الخليج شعبياً ورسمياً أن تقف مع الشعب السوري لمصلحتها ومصلحة الشعب السوري فدعمت المعارضة معنوياً وإعلامياً وسياسياً وإنسانياً، وأخذت دول الخليج موقفاً متقدماً وريادياً في الثورة السورية، وتحدت كل الصعاب والعقبات الدولية سياسياً لإنجاح الثورة السورية، ويحسب لها بدون منازع وسيذكره التاريخ لها وسيكتب بأحرف من ذهب في نجاح الثورة السورية لدول الخليج وأخص في عجالة دور شخصين لابد من ذكرهما، وهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر فكانا هما رأس الحربة الخليجية في جميع ما يذكر عن الموقف الخليجي في دعم الثورة السورية.
يتبع