الرئيسة \  مشاركات  \  من هم وافدو البَراجم ، في ربيع الأمّة الدامي؟

من هم وافدو البَراجم ، في ربيع الأمّة الدامي؟

08.12.2019
عبدالله عيسى السلامة




قصة مثل قديم : " إنّ الشقيّ وافدُ البَراجم " ..
والبراجم : حيّ من بني تميم .
وأوَّلٌ مَنْ قاله ، ملك الحيرة ،عمرو بن هند ، وكان مِن خبره : أنْ سُوَيد بن ربيعة التميمي ، قتل سعداً أخا الملك ، وهرب . فحلف عمرو، لَيُحرقنَّ بأخيه سعد ، مئة مِنْ تميم، فقتَل تسعة وتسعين مِنْ بني دارِمٍ، وأحرقهم، وكان نازلاً في ديار بني تميم.
فمرّ رجل مِنْ البراجم، وراح رائحة حريقهم، فحسبه قُتار الشواء، فمالَ اليه.
فلمّا رآه عمرو، قال له: مِمَّنْ أنت؟
قال: مِنَ البراجم.
فقال: فما جاء بك إلينا؟
قال: انتشر الدخان ، وكنت قد طويت منذ أيام، فظننته طعاماً.
فقال عمرو: إنَّ الشقيَّ وافدُ البَراجم.
فذهبت مثلاً.
وأمر به فأُلقي في النار، فَبَرَّتْ به يمينه.. ولُقِّبَ بالمحرّق!
***
هذا وافد البراجم القديم .. فمَن وافدو البراجم الأشقياء الجدد ، في هذا الربيع الدامي ، للأمّة؟
نماذج سورية :
من وافدو البراجم ، في سورية ، بعد انهيار سلطة آل أسد ، وهيمنة الغرباء ، على البلاد؟
رجال المصالحات: الذين تولّوا كِبْرَ المصالحات الخادعة ، مع مخابرات آل أسد ، بضمانات روسية ، وأمَروا المقاتلين التابعين لهم ، بتسليم مالديهم ، من سلاح وعتاد ، لرجال الأسد .. وخدعوا الآخرين ، بلعبة المصالحات ، مع أزلام الأسد! وبعد أن تمكّن زبانية أسد، من رقابهم، باشروا العبث بهم ، بين قتل واعتقال ، وتوظيف في عمليات التجسّس ، ضدّ أهلهم ، وضدّ رفاقهم بالسلاح ، حتى أدرك هؤلاء ، المستسلمون لذئاب الأسد ، أنهم وقعوا في فِخاخ قذرة، ظنّوا فيها نجاة من الهلاك ، فإذا هم ، في أسوأ هلاك ، يمكن أن يتصوّره حرّ شريف ! وكما خُدع وافد البراجم القديم ، بالدخان ، فوفد إلى مصرعه .. خُدع الوافدون الجدد ، بالوعود الأسدية والروسية ، فوفدوا إلى مصارعهم !
العائدون إلى حضن الوطن ، من رجال القبائل : خُدع هؤلاء ، كما خُدع رجال المصالحات المقاتلون ، وعادوا إلى الذلّ والهوان ، في الحضن الأسدي المقيت !
نماذج ليبية ، حفتر وأتباعه ، من المحفتَرين والمتَحفترين : هؤلاء الحفاترة والمتحفترون ، خدَعهم مَن حفترهم ، من أتباع حفتر، ومن مموّليهم وداعميهم الغربيين ، ومن المحسوبين على أمّة  العرب ، فبادر هؤلاء المتحفترون ، إلى قتل أهليهم ، من أبناء ليبيا ، من أطفال ونساء ، وهم يظنون دخان المعارك، قتاراً للحم نضيج! فقُتل منهم مَن قُتل، والباقون بانتظار المصير!
ولا يقتصر وافدو البراجم الجدد،على سورية وليبيا ؛ فهم منتشرون ، في سائر أنحاء العالم العربي ، الذي يشهد ثورات ، ضدّ القتلة المجرمين !