اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ من ليس سياسيا خبيراً، فحسبُه أن يعرف طرائق الحساب السياسي !
من ليس سياسيا خبيراً، فحسبُه أن يعرف طرائق الحساب السياسي !
23.09.2020
عبدالله عيسى السلامة
ليس ضرورياً ، أن يكون المرء ضليعاً ، في السياسة ، لكن من المهمّ ، معرفة طرائق الأخرين ، من أصدقاء وأعداء ، في الحساب السياسي ، كيلا يقع فريسة الجهل ، فيخسر أصدقاء له ، يظنّهم أعداء ، أو يثق بأعداء ، يحسبهم أصدقاء !
رُوي عن عمر بن الخطاب ، قوله : لستُ خَبّاً ، ولا الخَبّ يَخدعني !
ووصفَ أحد الشعراء ، المخادع المتلوّن ، بقوله :
يُعطيك مِن طرَف اللسان حَلاوةً ويَروغ عنك ، كما يَروغ الثعلبُ !
وإذا كان مضمون هذا البيت ، ينطبق على الموصوف ، في سائر الأمور، الاجتماعية والسياسية .. فإنه - في الحالة السياسية – أخطر، وأشدّ ضرراً ، لا على الشخص المخدوع ، وحده ، بل على المجتمع ، بأسره ، وعلى الدولة كلّها !
بروتوس ، ربيبُ الإمبراطور يوليوس قيصر، اشترك مع المتآمرين على الإمبراطور، وشارك معهم، في قتله ! وحين نظر القيصر، إلى قتَلته ، قبل أن يموت، ورأى بروتوس بينهم ، قال كلمة ذهبت مثلاً ، وهي : حتى أنت يابروتوس !؟ ذلك أن القيصر، لم يكن يتوقّع ، ولم يخطر في باله ، أن يتآمر بروتوس ضدّه ، ويغدر به ، مع أعدائه القتلة !
في العصر الحديث : أكثر الانقلابات العسكرية ، قامت على الخداع ؛ خداع الشركاء العسكريين ، بعضهم بعضاً !
ففي سورية : أكل الرفاق البعثيون ، شركاءهم في انقلاب الثامن من آذار، عام 1963 .. ثمّ أكل الرفاق البعثيون ، بعضُهم بعضاً ، في انقلابات متوالية ، حتى استقرّت السلطة ، في يد حافظ أسد ، الذي قضى على رفاقه ، في الحزب والجيش، وهيمن على السلطة ، وحده ، وانفرد بها ، مدّة ثلاثين عاماً ، ثمّ ورّثها ابنه !
وفي العراق : كذلك ، أكل الرفاق البعثيون ، بعضُهم بعضاً ، مرّات متعدّدة ،عبر الانقلابات العسكرية !
وسائر الانقلابات العسكرية ، التي حصلت ، في إفريقيا وآسيا ، وأمريكا اللاتينية .. قامت على المبدأ ، ذاته ، مبدأ الخداع ، المبني على التظاهر، بالولاء التامّ ، للجهة المخدوعة .. ثمّ الإطاحة بهذه الجهة ، في أوّل فرصة متاحة ، والتنكيل بها !
وعلى هذا تقاس الانقلابات ، كلّها ، في العالم المتخلّف ، الذي تسمح ظروفه السياسية والاجتماعية ، بمثل هذه الانقلابات !