الرئيسة \  مشاركات  \  من قال : إن إيران تحتلّ سورية ، و تـشيّع أهلها !؟

من قال : إن إيران تحتلّ سورية ، و تـشيّع أهلها !؟

18.02.2018
عبدالله عيسى السلامة




هذا العنوان ، إنّما هو لطمأنة الناس ، الذين يحرصون على عدم فتح جبهة مع إيران ، لأن السياسة ، والحكمة ، والعقل ، والدهاء ، والذكاء .. كلها تقتضي عدم فتح هذه الجبهة ! لذا لابدّ من نسبة الأخبار المتواترة ، والأحداث اليومية المشاهدة بشكل كثيف وعلني ، عن الغزوالإيراني ، بأشكاله المختلفة ، لسورية .. وعن التشييع المستمرّ لشعب سورية ، بشتّى أساليب الضغط والإغراء .. لابدّ من نسبة هذه الأخبار كلها ، إلى المبالغة والتهويل ، وقِصر النظر، والتزييف الإعلامي ..! لتظلّ الأمور كما يرام ، لاجبهة إيرانية مفتوحة ، ولا مايحزنون.. ولتظلّ (وحدة الصفّ الإسلامي!) قائمة على أحسن مايرام ! والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات !
بيدَ أننا نجد أنفسنا مضطرين ـ حرصاً على تعزيز وحدة الصف الإسلامي ، وسلامة العقل الإسلامي ـ إلى طرح بعض الأسئلة ، على كل عقل سليم ، أو يظنّ صاحبه أنه سليم ، عندنا نحن أبناء الحركة الإسلامية ، وعند غيرنا .. فنقول :
    1) على مستوى الاحتلال :
 *) مامعنى الاحتلال ، من حيث دلالة المصطلح ، الذي تعارف عليه الناس عامّة ، والعاملون في الحقل السياسي خاصّة !؟
 *) وهل يعني الاحتلال ، فيما يعني ، وجودَ فرق عسكرية أجنبية ، وأسلحة أجنبية ، في عاصمة الدولة الخاضعة للاحتلال ، كتلك الفرق الإيرانية الموجودة في دمشق ، وهي من القومية الفارسية حصراً ! مع أن إيران تضمّ قوميات شتّى ، عربية ، وكردية ، وغيرها .. إضافة إلى القومية الفارسية !؟ ( أمّا حشود الشيعة المرتزقة ، من شتى دول العالم ، فهي عناسر رديفة ، تساعد قوّات الاحتلال الفارسي ، في مهمّاتها ) ! 
 *) وهل يعني الاحتلال ، فيما يعني ، وجود عناصر استخبارات أجنبية ، في الدولة الخاضعة للاحتلال ، تعمل بتنسيق تامّ ، مع استخبارات تلك الدولة ، وتتحكّم بكثير من أنشطتها ، بأوامر عليا من رئاسة الدولة .. كما يجري في سورية ، بين الاستخبارات الإيرانية ، الفارسية تحديداً ، وبين الاستخبارات السورية !؟
 *) وهل يعني الاحتلال ، فيما يعني ، وجود قواعد عسكرية أجنبية ، في دولة ما ، تضمّ أسلحة من أنواع مختلفة ، وقواعد للتدريب .. كتلك القواعد الإيرانية الفارسية ، الموجودة في سورية !؟
  2) على مستوى التشييع :
 وهنا ، كذلك ، نجد أنفسنا مضطرّين ، إلى طرح بعض الأسئلة ، لتوضيح معاني المصطلحات ، التي يتحاورحولها العقلاء ، فنقول :
 *) هل من التشييع ـ أو التبشير الشيعي .. بمعنى أدقّ ـ دخول ألوف المبشّرين الإيرانيين ، الفرس تحديداً ، إلى سورية ، وتمركزهم فيها ، وانتشارهم ، في مدنها وقراها ، بدعم من أجهزة الدولة ، التي تحمي تحرّكهم ، وتعاقب كلّ من يعارضه ، ولو بكلمة واحدة ، من أبناء البلاد !؟
 *) هل من التشييع ـ أوالتبشير الشيعي ـ الاستيلاء على مناطق معيّنة ، في عدد من المحافظات السورية ، عن طريق شرائها من أهلها ، بالإغراء الشديد ، أو بالإكراه والتهديد ، بالاستعانة المباشرة بأجهزة المخابرات .. ثمّ بناء مزارات ضخمة عليها، بزعم أنها مزارات لآل البيت ، أو بناء أضرحة لقبور قديمة ، لايعرَف أصحابها ، بحجّة أنها لآل البيت ، وبناء مزارات كبيرة حولها ، وحسينيات ، وأسواق ، وجعلها بؤراً استيطانية فارسية ، تباع فيها الكتب التي تسبّ الصحابة وأمهات المؤمنين ، وتعلي من شأن شخصيات تاريخية إجرامية ، وفرق شاذّة معروفة بكفرها وضلالها، عاثت فساداً في بلاد المسلمين ، خلال قرون مضت ، كالقرامطة والحشاشين .. وبناء أوكار للرذيلة ، باسم المتعة ، يساق إلها الشباب سَوقاً بالإغراء والحيلة ، حتى يقعوا في شراكها الشيطانية ، ويسقطوا خلـقياً ، ويصبحوا أدوات رخيصة هشّة ، بأيدي المبشّرين الفرس ، كما تفعل عصابات الصهاينة في فلسطين ، مع الشباب الذي تسوقه ، إلى مهاوي الانحراف ، ثم تجنّده في عمليات التجسّس ، ضدّ أبناء وطنه وشعبه !؟
 وهل يُعدّ تشييع أبناء سورية ، لحساب دولة فارس ، تحديداً .. خدمةً لآل البيت ، الذين يُقتـَل المتشيّعون لهم ، وتسبتاح بيوتهم وأحياؤهم ، في مناطق واسعة في العراق ، بأيدي الميليشيات الشيعية ، المرتبطة بدولة إيران..وذلك لأن هؤلاء المتشيّعين العراقيين ، هم من العرب الأصلاء ، ويرفضون هيمنة الفرس على بلادهم ، كما يرفضون استعباد شعبهم ، من قِبل أيّة دولة أخرى !؟ 
3) على مستوى التضليل الفكري والسياسي : هل تـُعدّ مساعي المبشرين الفرس ، في تدمير عقيدة المسلمين ، في سورية ـ من أبناء السنّة تحديداً ـ وتحطيم أخلاقهم ، بالفساد الجنسي ، والهيمنة على عقولهم وقلوبهم ، بالإغراءات المالية ، والبعثات الدراسية ، والموائد الشهيّة .. هل تعدّ هذه المساعي ، أقـلّ خطراً ، من خداع عقول بعض العقلاء ، المحسوبين على الحركة الإسلامية ، في أقطار شتّى ، والمهووسين بشعارات جوفاء ، تدور حول أوهام قاتلة ، يلهثون وراءها ، يسمّونها أسماء برّاقة ، بعيدة عمّا يجب فعله ، على الأرض ، مثل : الوحدة الإسلامية ، ولحمة الصف الإسلامي، وتماسك الأمة الإسلامية .. ليؤدّي هذا كله ، في النتيجة العملية ، إلى تعطيل طاقات الأمّة، في مجابهة السرطان الخبيث ، الذي بدأ ينتشر في أوصالها ، في شتّى أنحاء العالم، وليصبّ هذا كله،  في مصلحة الإمبراطورية القومية ، الفارسية ، الجديدة ، اللاهثة إلى اجتياح العالم الإسلامي ، كله ، عن طريق التبشير بمذهب آل البيت ! فتكون هذه الزمَر البريئة ، المخلصة ، المحسوبة على الحركات الإسلامية ، قيوداً خانقة ، تقيّد عقول المسلمين ، وقلوبهم ، وأيديهم ، وأقلامهم .. عن مجابهة السرطان الخبيث المدمّر، تحت حجّة عدم فتح جبهة، ضدّ دولة إسلامية، تواجه الحلف الأمريكي الصهيوني! دون أن يكلف هؤلاء (الأبرياء !) أنفسهم ، بالنظر فيما يجري حولهم ، من صفقات رهيبة ، بين الروم والفرس ، لاقتسام أشلاء العالم العربي ، الممزّق الجريح ، والذي لم يعد لديه شيء يمكن أن يخاف عليه ، سوى عقيدته ، التي يسعى الفرس والروم ، معاً ، إلى تدميرها ؛ كلّ منهما بوسائله الخاصّة ، ولمصلحته الخاصّة ! بَيدَ أن وسائل الفرس أخبث وأنكى ، لأنهم يدّعون الانتماء إلى الأمّة ، ويخدعون المسلمين ، باسم آل بيت النبوّة الأطهار!
فياللبراءة القاتلة .. إذا كان شلّ إرادة المسلمين ، عن مجابهة المخطّط الفارسي ، يعدّ براءة ، تمنع الأبرياء من مجرّد سماع التصريحات ، التي يطلقها قادة الفرس ، حول مشروعاتهم وطموحاتهم ، في العالم الإسلامي .. قادةُ الفكر والسياسة ، وقادة الأمن ، وقادة التبشير ! وقد ملأت الكتابات الصادرة عنهم ، والخطب والتصريحات ، والوثائق السرية .. ملأت صفحات الإنترنت ، لمن أراد أن يَطلع ويَعلم ، ممّن كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد !
ويا للجهل المدمّر ، إذا كان هذا كله جهلاً .. مجرّد جهل !
وياللخبث الرهيب ، إذا كان هذا كله خبثاً ، يلبس ثوب البراءة والأخلاص ، والحرص على وحدة الصفّ الإسلامي ، فيظهِر أصحابَه فارسيين ، أكثر من الفرس أنفسهم، الذين لايحرصون على كتم نيّاتهم ، وأهدافهم ، وطموحاتهم .. كما يحرص أبرياء أمتنا..!
وحسبنا الله ونعم الوكيل !