اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ من صنوف الكُرات : صنفٌ للّعب به ، وصنفٌ للّعب بغيره ، من خلاله !
من صنوف الكُرات : صنفٌ للّعب به ، وصنفٌ للّعب بغيره ، من خلاله !
17.03.2019
عبدالله عيسى السلامة
كرات الرياضة ، بأنواعها : كرة القدم ، والسلّة ، واليد ، والطاولة ، وغيرها.. صُنعت ، للّعب بها !
وكرات لَعب الأطفال ، الزجاجية ، التي تسمّى الدُحَل : صُنعت ، للّعب بها !
وكرات الثلج ، كذلك : تُصنع ، للّعب بها !
أمّا الكرة ، التي لا تصنع للّعب بها ، في الأصل ، بل يصنعها صاحبها ، لطعامه ، هي كرة (الجُعَل) ! وتصنع من فضلات الدوابّ ، يَصنعها ، ويكبّرها ، ويصقلها .. لتسهل دحرجّتها ، فيدحرجها ، إلى وكره ، بقدميه الخلفيتين ، ليدّخرها لطعامه ، فيأكلها ، عند الحاجة !
كرة الجُعل هذه ، التي تصنع من فضلات الدوابّ ، يَصنع خبثاء البشر، مثلها ، من حَصائد الألسنة البشرية ،
للعبث ، بأصحاب هذه الألسنة ، التي غالباً ماتكون ، منفلتة ، من أزمّتها العقلية ، وتغرف من الكلام ، ماتراه نافعاً لها: مادّياً ، أومعنوياً ؛ ولا سيّما، الكلام الذي تظنّه ، يرفع من شأنها ، في مواجهة ، من تراهم أعداء لها، أوخصوماً ، أو منافسين ! فتُكثر، من تمجيد الذات ، و شتم الآخرين ، والحطّ من شأنهم ، والتقليل من أهمّيتهم! وكثيرا مايصل التهوين والتحقير، إلى أسَرهم وأقاربهم ، ومَن يلوذ بهم .. واتّهامهم بتهم شتى ، وتحدّيهم ، في كل مجال ، من مجالات المنافسة و..!
وألسنة كلّ فريق ، من الخصوم ، أوالمتنافسين ، تكيل لخصومها ومنافسيها ، بقوّة وحرارة ، ماتظنه يسقطهم، ويرفع من شأن أصحابها .. وهكذا !
ويقوم أصحاب الأهداف المختلفة ، العابثون بالفريقين، بتجميع حصائد الألسنة، لدى كلّ فريق، ليصنعوا منها، كرات ، يدحرجونها، بين هذا الطرف وذاك ! وكلما ازداد الصراع حرارة، كبرت الكرة ، التي تنمّيها ألسنة الخصوم.. وهكذا..!
ودحرجةُ الكرة ، من فريق إلى آخر، ليزيد عليها الفرقاء ، خُبثاً ، أو حرارة .. فنّ خاصّ ، يحتاج إلى مهارة ، وخبرة ، في تأجيج الصراعات والمخاوف والأحقاد ! ومن المهارة ، أن ينقسم المؤجّجون ، إلى فريقين : كلّ منهما ، يتولّى التأجيج ، لدى أحد الطرفين المتخاصمَين ! ويتعاون الطرفان العابثان ، المؤجّجان..فيما بينهما، في ابتكار أفضل الوسائل ، لجعل كل فريق ، أشدّ حقداً وحَنقا ، على خصمه ، لاستثمار هذه المشاعرالمقيتة ، لمصلحة المؤجّج !
وقد تصل الأمور، في بعض الأحيان ، إلى التحريض على القتال ، والوعود : بالمساعدات المادّية والمعنوية، ضدّ الطرف العدوّ، أو الخصم ، أو المنافس ..!
وكثيراً ماكانت مخافر الشرطة ، في بعض الأرياف ، تنقسم ، إلى قسمين : كلّ قسم ، يدعم فريقاً ، من الخصوم المتنافسين ، ليحصل منه ، على المال والهدايا .. ونحوذلك !
كما أن الحكومات المستبدّة ، قد برعت ، في التفنّن ، بهذه اللعبة ؛ فهي تمارسها ،على شعوبها ، لتمزّقهم ، وتجتذب بعضهم ، إلى صفّها ، كيلا يتّحدوا ضدّها ! وهي لعبة قديمة معروفة ، مارستها قوى الاستعمار، كثيراً، لتمزيق أمّتنا ، إلى فئات متناحرة ، وطوائف متباغضة ، وأعراق متحاربة .. على مبدأ : (فرّقْ تَسُدْ) !
واللعبة ، ذاتها ، مارستها الأحلاف الدولية ، في سنين مضت ؛ إذ كان كلّ من الحلفين (الناتو) و (وارسو)، يتظاهر، بدعم طرف ، ضدّ جيرانه ، من حكّام الدول الصغيرة ، المنافسة لدولته ، ويمدّ كلّ حلف كبير، حلفاءه الصغار، بالسلاح ، الذي يقوّيه ، في مواجهة خصومه ، الذين قد يكونون ، من ملّته الدينية ، أوفئته العرقية ، أو نحوذلك !
واللعبة ، اليوم ، تمارسها بعض الأطراف ، بطرائق مشابهة ، إلى حدّ ما ؛ إذ انقسم بعض العرب ، إلى فريقين: أحدهما مُوال لإيران ، داعمةِ المقاومة والممانعة ، والتصدّي .. والفريق الأخر، مع أمريكا ، التي تتظاهر، بعداوة إيران ، وتَعد العرب ، الخائفين من التمدّد الإيراني ، بالدعم والمناصرة ، والدفاع عنهم ، في مواجهة عدوّهم الشرس ! ودخلت ، اليوم ، إسرائيل ، على خطّ الصراع ، لتكون : ظهيراً ، وسنداً ، وحليفاً ، للعرب، الخائفين من إيران !
وهكذا ، تلعب الشياطين ، بالتافهين والمغفّلين ، من حكّام أمّتنا : المجرمين ، منهم ، والبائسين..على السواء!