الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  من شهداء انتفاضة الثمانين : الشهيد صالح أحمد الحسناوي

من شهداء انتفاضة الثمانين : الشهيد صالح أحمد الحسناوي

09.01.2020
يحيى حاج يحيى



خـذوه مـضـرجاً لا حسّ iiفيه
خـذوه  ! لـطالما أردى iiرجالاً
خـذوه فـإنـه مـا مات iiحتى
فـهـذا  الفارسُ المغوار iiيأبى
ثوى في السفح لا خوراً وضعفاً
سـقى  الوطن المكبّل من iiدماهُ
أصـالحُ ! ياشقيق الروح عذراً
بـكـيتُك  إذ نعوْك بذوْب iiقلبي
مضى  الأحبابُ واستُبْقيتُ iiفرداً
فـلا واللهِ مـا أحـببتُ iiعيشي








 
خـذوه فـقد هوى بعد iiالنضال
ومـا  كـلُّ الرجال من iiالرجال
أذاق  جـمـوعـكم ذلّ iiالخبال
لـمـعـصـمـه يُقيّدُ iiبالحبال
وكـان  مـقـيـلُه قُلل iiالجبال
فـأزهـرتِ الملاحمُ في الشمالِ
إذا عـجـز اللسانُ عن iiالمقال
فـفـقْـدُك  كان فوق iiالإحتمال
فـلـيـت أحبتي علموا iiبحالي
ولا خـطـر الـتـنعُّمُ لي iiببال
***
وبعد مضي أكثر من سنتين على استشهاده ، رأيته في المنام بعد صلاة الفجر ، وأنا في المدينة المنورة ، وكانت الرؤيا كالتالي : كنت واقفاً في أول الجسر الذي يربط ضفتي العاصي في مدينتنا جسر الشغور مع أحد الأخوة ، فطلع علينا من جهة اليمين من تلة خضراء ، وفي جبينه آثار جرح ، صار الأخ يحدثه عن غباء الحزبيين ومقالبه فيهم ، وهو يضحك ، ثم طلبنا منه أن يذهب معنا فوق الجسر وكان محفراً فاعتذر ، وقال مشيراً إلى الجهة الغربية من النهر : لا ، أنا سأعبر من هناك ، وطريقي غير طريقكم !؟ فتذكرت وأنا في الرؤيا أنه استشهد ، فاستحلفته بالله : أين أنت ؟ فأجابني : نحن في مكان بارد .. بارد طيب ! فاستيقظت ، وواللهِ إنّ قلبي ليبكي ، ولم يغب عن خاطري طول اليوم ، وكأنه كان يقظة لا مجرد رؤيا !!