الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  من دفتر الذكريات : اجتمِعوا ! ولو على الماء

من دفتر الذكريات : اجتمِعوا ! ولو على الماء

14.02.2017
يحيى حاج يحيى




كان للعمل الدعوي أثره الكبير فيما يُطلق عليه ( الصحوة ) في السبعينيات  ، وكان إخواننا الدعاة في جسر الشغور كما في غيرها من المدن السورية يوظفون المناسبات التي تتعلق بمسيرة الإسلام ، أو بالعلاقات الاجتماعية لطرح مفاهيم الدين بصورة جديدة ، مدعومة بحقائق العلم وتجارب التاريخ ، مما كان له فضل - بعد توفيق الله - في عودة الكثيرين إلى جذورهم الإيمانية !وحين لا يكون هناك مناسبة كنا نتنادى إلى سهرة يجتمع فيها الطعام مع طيب الكلام  والإنشاد والاستماع إلى قادم من سفر أو ضيف يصطحبه أحد الحاضرين  ! ولم تكن يفوتني منها شيء على الأغلب ، أو ربما أوجدت لها ما يشجع عليها ، لما لها من عائد في زيادة الألفة ، واشتداد الأواصر ، وتمتين العلاقات !
وكان أحد الإخوة يتصور أن مثل هذه اللقاءات لا تخدم هدفاً ، ولا تحقق نفعاً !؟ فذهب إلى أستاذنا إبراهيم عاصي - رحمه الله - وخصني بالشكوى أنني أجمع الناس ، وليس من نفع يُرتجى من مثل هكذا لقاءات  !؟ فأجابه رحمه الله  : لٓأٓن يجتمع الناس على الماء خيرٌ من ألّا يجتمعوا ! 
ولقيني بعد فترة ، ولم يعقب بشيء سوى أنه ابتسم ، وقال ممازحاً : ألا تحسب حسابنا في سهراتك ؟ 
فعددت كلمته هذه إذناً بالمتابعة ، وكان في ذلك خير للعمل والدعوة ، لمسنا أثره بعد ذلك !!