الرئيسة \  ديوان المستضعفين  \  من أخبار حقوق الإنسان في سورية 27-04-2024

من أخبار حقوق الإنسان في سورية 27-04-2024

27.04.2024
Admin




ديوان المستضعفين
من أخبار حقوق الإنسان في سورية
27-04-2024

منظمة هيومن رايتس ووتش تصدر تقريرا يرصد تصاعد القمع ضد اللاجئين السوريين في لبنان
اللجنة السورية لحقوق الإنسان 26-نيسان-2024
أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” يوم أمس الخميس 25 نيسان / إبريل 2024 تقريراً تحت عنوان “لبنان: تصاعد القمع ضد السوريين – الترحيل غير القانوني والاحتجاز وسوء المعاملة” قالت فيه إن السلطات اللبنانية احتجزت لاجئين سوريين تعسفيا وعذبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا في الأشهر الأخيرة، من بينهم ناشطون معارضون ومنشقون عن جيش النظام السوري.
وأنها وثّقت بين كانون الثاني وآذار 2024 إقدام الجيش اللبناني والمديرية العامة للأمن العام على الإعادة القسرية بحق منشق عن الجيش السوري وناشط معارض. كما احتجزت مخابرات الجيش اللبناني لفترة وجيزة وعذّبت رجلا سوريا، زُعم مشاركته في مظاهرة تضامنية مع النساء في غزة.
وقالت المنظمة في تقريرها إن “اللاجئين السوريين يكافحون للبقاء في لبنان على الرغم من أوامر الترحيل والبيئة العدائية المتزايدة التي تفاقمت بسبب اتخاذ المسؤولين للاجئين كبش فداء”
و أن المسؤولين اللبنانيين فرضوا منذ سنوات ممارسات تمييزية ضد السوريين في البلاد كوسيلة لإجبارهم على العودة إلى سوريا، التي ما تزال غير آمنة،وأن الاعتقال التعسفي أو التعذيب أو الترحيل للسوريين الذين يواجهون خطر الاضطهاد إذا عادوا، يمثل آفة إضافية على سجل اللاجئين في لبنان.
وطالبت المنظمة من الحكومات التي تقدم التمويل للجيش اللبناني والأمن العام الضغط عليهما لإنهاء عمليات الترحيل غير القانونية وباقي الانتهاكات لحقوق السوريين. وأنه ينبغي للحكومات المانحة أيضا وضع آلية علنية لتقييم تأثير تمويلها على حقوق الإنسان، والضغط على لبنان للسماح بآلية إبلاغ مستقلة لضمان عدم مساهمة التمويل في انتهاكات حقوقية أو إدامتها.
================================
تزايد جرائم القتل خارج القانون المرتكبة من قبل ميليشيا قسد في المناطق الخاضعة لسيطرتها
اللجنة السورية لحقوق الإنسان 23-نيسان-2024
قتل يوم أمس الاثنين 22 نيسان / إبريل 2024 الشاب محمد شيحان – 20 عاماً – في مدينة منبج في ريف محافظة حلب الشرقي، إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل عناصر تابعة لقوات سورية الديمقراطية ” قسد ” وذلك أثناء اشتباكها مع تجّار مخدرات.
وكان الشاب حسن محمد الحسين – 27 عاماً – من أبناء قرية أم البراميل في ريف مدينة عين عيسى في ريف محافظة الرقة الشمالي قد قُتل في 20 نيسان / إبريل 2024، إثر إصابته برصاص قناص تابع لقوات سورية الديمقراطية أثناء عمله في سقاية أرضه قرب جسر صكيرو شرق مدينة عين عيسى.
وقتل في 17 نيسان / إبريل 2024 مقدام السليمان من أبناء قرية الحريجية في ريف محافظة دير الزور الشمالي، وأصيب زيدان المخلف بجراح، إثر إطلاق عناصر تابعة لقوات سورية الديمقراطية الرصاص عليهما بعد تجاوزهما نقطة تفتيش تابعة لها في قرية رويشد شمال محافظة دير الزور.
وتوفي في 16 نيسان / إبريل 2024 الشاب محمد جاسم العواد الهايس، من أبناء مدينة غرانيج في ريف محافظة دير الزور الشرقي، متأثراً بجراحه التي أصيب بها في 14/4/2024، إثر إطلاق عناصر تابعة لقوات سورية الديمقراطية الرصاص عليه أثناء مداهمتها مدينته.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان ومن خلال رصدها وتوثيقها للانتهاكات المرتكبة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد يبدو لها أن جرائم القتل خارج القانون التي ترتكبها ميليشيا قسد باتت جرائم ممنهجة وواسعة النطاق إذ لا يكاد يمر يوم دون مقتل مدني باستهداف مباشر أو وفاة معتقل تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال الصحي في سجون الميليشيا ومعتقلاتها. لذلك تطالب اللجنة ميليشيا قسد بوقف هذه الجرائم التي ترقى لأن تكون جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومعاقبة مرتكبيها وتعويض ذوي الضحايا، كما تطالب الدول التي تدعمها بإيقاف هذا الدعم الذي تستخدمه قسد بارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين السوريين.
================================
بيان : اللجنة السورية لحقوق الإنسان تعزي بوفاة رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس
اللجنة السورية لحقوق الإنسان 20-نيسان-2024
توفي رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس أمس الجمعة 19 نيسان / إبريل 2024 بعد معاناة مع المرض استمرت لأسابيع، داخل أحد مشافي ولاية غازي عنتاب التركية.
ولد اللواء محمد أحمد فارس في حلب عام 1951، تخرّج من الأكاديمية العسكرية ودرّس فيها، وصعد للفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة سويوز M3 للمحطة الفضائية مير في تاريخ 22 تموز/ يوليو 1987، وهو أول طيّار سوري والثاني على مستوى الوطن العربي يصعد إلى الفضاء. وأنجز عشرات الأبحاث في مجالات صناعية وجيولوجية وكيميائية وطبية وفي الرصد الفضائي والاستشعار عن بعد.
وانشق فارس عن نظام الأسد في بدايات الثورة السورية عام 2012، وأعلن انضمامه ودعمه لمطالب السوريين الثائرين.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان تعزي الشعب السوري وأسرة الفقيد بوفاة الرمز والقامة الوطنية محمد فارس الذي خدم سورية بكل إخلاص وتفان، وأظهر إهمال نظام الأسد ومحاربته له الطبيعة الطائفية الحاقدة لهذا النظام المجرم، وكم كان يحلم أن يرى سورية الحرة والعدل والكرامة ، وقد كانت آخر كلماته التي خاطب بها المتظاهرين السوريين في الذكرى الثالثة عشرة للثورة قبل شهر من وفاته “أتمنى لكم التوفيق، أنتم الشباب أملنا في المستقبل، لا تيأسوا سننتصر بإذن الله تعالى“.
================================
مجزرة ميدان الساعة في حمص 18 نيسان 2011 في ذكراها الثالثة عشرة
اللجنة السورية لحقوق الإنسان 18-نيسان-2024
المقدمة:
كانت مدينة حمص من أوائل المدن التي انضمت للحراك السلمي المطالب بالإصلاح ثم التغيير لما أصابها كأخواتها من الاستبداد والفساد بالإضافة إلى الظلم المضاعف والتهميش الذي كان عنوان تعامل حكم آل الأسد معها، وفاقم الأمر السيطرة الطائفية على مفاصل المدينة واعتقال مئات كثيرة من شبانها واختفائهم في السجون.
تراكم طويل للقهر الاجتماعي عاشه السوريين على مدى أربعين عاما تحول لثورة غضب عارمة امتدت على كامل الأرض السورية.
تجاوبت حمص سريعاً مع الحراك السلمي في درعا، وبدأت التظاهرات السلمية تنتشر في الأحياء لأن السلطات أحكمت الطوق على مركز المدينة، وكلما زادت السلطات في البطش وإطلاق الرصاص الحي كلما ازداد إصرار أهالي حمص على التظاهر والمطالبة بالتغيير وإجراء إصلاحات ورفع حالة الطوارئ وإطلاق الحريات الأسيرة.
أتت مجزرة اعتصام الساعة لتشكل علامة فارقة في تاريخ الثورة السورية، ومفصلاً أساسياً في آلية تعاطي نظام الأسد مع الاحتجاجات المدنية السلمية، فرغم أن المجزرة سُبقت بعدد من المجازر الأخرى، إلا أنها تمّت بشكل منظم ومدروس، لأن الاعتصام كان قد بدأ قبل إطلاق النار على المعتصمين بسبع ساعات على الأقل، وليظهر أن المجزرة كانت بنيّة مبيّتة، ولم تكن انفعالاً آنياً من أحد المسؤولين الأمنيين.
 موقع الاعتصام والمجزرة
جرى الاعتصام ومن ثم ارتكبت المجزرة في ساحة الساعة، وهي الساحة التي تتوسط مدينة حمص حول برج الساعة، وهو برج طويل يوجد في أهم ساحات المدينة، شيِّدَ البرج في عام 1958 بمساهمة من مغتربة سورية من مدينة حمص تدعى “كرجيه حداد” جعل النظام من الساحة قبل الثورة مسرحًا لمسيرات المبايعة والتأييد للأسدين الأب والابن، والهتاف لهما، وخلال الاعتصام أعلن أهالي حمص اسم الساحة الجديد” ساحة الحرية” وأصبح لاحقا أكثر شيوعاً من الاسم القديم “ساحة الساعة”.
أحداث ما قبل يوم الاعتصام: مجزرة 17 نيسان 2011
شهد يوم 17نيسان/إبريل 2011 مظاهرات حاشدة في مدينة حمص وريفها، ففي مدينة تلبيسة وبعد مقتل الشاب عمر عويجان في 16نيسان/إبريل2011 وبعد مراسم الدفن فتحت قوات النظام النار على المشيعين مما أدى لمقتل أربعة مدنيين من المشاركين في التشييع.
أما في مدينة حمص فقد قتلت قوات النظام سبعة متظاهرين في حي باب السباع والمريجة وهم:
• خالد أبو السعود
• رامي قندقجي
• ياسر كنجو
• محمد بلال السقا
• رضوان ديب
• فادي سمرا
• عبد الهادي حربا
لتبدأ الدعوات ليلاً للمشاركة في جنازة قتلى حي باب السباع والمريجة في اليوم التالي في الجامع النوري الكبير.
 
يوم الاعتصام
في 18 نيسان/ إبريل 2011 تدفقت جموع الناس للمشاركة في صلاة الجنازة ودفنها في مقبرة “الكثيب الأحمر”. توافدت أعداد غفيرة من المدينة والريف للمشاركة في الصلاة على الجنائز في الجامع النوري الكبير بعد صلاة الظهر، امتلأ المسجد وشارع الحسبة والمنطقة المحيطة بالمشيعين. كان الناس في أوج التأثر والغضب والحماس، حتى أن أحد العلماء خطب بالناس مؤبناً الشهداء ومهدئاً لجموع المتوافدين.
خلال عودتهم مروا من حي الحميدية ذي الأغلبية المسيحية، وقد بادر أهالي الحي إلى رش المتظاهرين بالأرز وقدموا لهم مياه الشرب، وانضم إليهم عدد كبير من شباب الحي، حتى وصلوا ساحة الساعة الجديدة وقد بدأت الناس تتجمع بالساحة حوالي الساعة الثانية بعد الظهر
فيديو يظهر مرور المشيعين في شارع الحميدية باتجاه مقبرة الكتيب
بعد وصول الناس إلى ساحة الساعة الجديدة -والتي باتت تعرف باسم ساحة الحرية فيما بعد – حاولت قوات الأمن أن تحيط بهم وتفض اعتصامهم بقوة السلاح لكن المشايخ الذين كانوا يرافقون المتظاهرين وعلى رأسهم الشيخ محمود الدالاتي حاولوا أن يدخلوا بمفاوضات مع قوات الأمن من أجل منع سفك المزيد من الدماء على يد قوات الأمن ، حيث امتنعت قوات الأمن من الاقتراب من المتظاهرين ولم يخل الأمر من محاولات استفزاز للمتظاهرين من قبل قوات الأمن المدججين بالسلاح والذين يحاصرون المعتصمين من كل الجهات ،بالإضافة إلى محاولة اعتقال كل من يحاول الدخول إلى ساحة الاعتصام ،وكان الوقت حينها حوالي الساعة الثالثة ظهراً حيث أدّى المعتصمون صلاة العصر في الساحة ،ومن ثم عاودوا التظاهر والهتاف ضد النظام .
وقُدرت أعداد المشاركين بدايةً بأكثر من أربعين ألف متظاهر من مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية، حيث شارك الرجال والنساء والصغار والكبار، والتجار والطلاب ورجال الدين ورجال القبائل وأعداد كبيرة من الريف
مع مرور الساعات ازدادت أعداد المشاركين التي قُدرت في ساعات الذروة بحوالي 100 ألف متظاهر وربما أكثر، تشكّلت لجنة إعلامية تشرف على الهتافات والشعارات المرفوعة ومكبرات الصوت، ولجنة لتنظيم الصفوف، كما قام المتظاهرون بتغطية كاميرات المراقبة المتوزعة على أبواب المصارف المطلة على الساحة بأكياس سوداء لتلافي استخدام التسجيلات من قبل المخابرات لاحقا، ومن هتافات المتظاهرين كان: (حرية.. حرية إسلام ومسيحية)، (يا حرية لوحي.. لوحي بدنا طل الملوحي) وهتاف آخر جميل لم يُسمع إلا في يوم الاعتصام (جينا عالغوطة.. جينا عالغوطة.. يالله يا نسوان وين الزلغوطة ) و (واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد) (ارحل.. ارحل) و (على الجنة رايحين شهداء بالملايين)، ورفع رجال الدين الإسلامي والمسيحي على الأكتاف جنباً إلى جنب، وخلال تأدية جموع المسلمين للصلاة قام المسيحيون بحماية مداخل الساحة، وشكلوا طوقاً حول المصلين لحمايتهم.
شارك الرجال والنساء والصغار والكبار، أكاديميون ومثقفون وعمال وتجار وطلاب ورجال دين وأبناء القبائل من المدينة والريف بالاعتصام، وأغلقت المحلات جميعها، واحتشد الناس على امتداد شارع “الدبلان” مروراً بشارع “السرايا” وصولاً إلى “الساعة القديمة”. وبلغت جموع المشاركين جامع خالد بن الوليد وجزءاً كبيراً من شارع الحميدية، ومزّق أحد الشباب صورة رئيس النظام بشار الأسد التي تعلو مبنى البريد.
تميز الاعتصام بالتعاون والانسجام بين الجميع على اختلاف مشاربهم، حافظوا على نظافة المكان، ووقف بعضهم في أطراف الشوارع المؤدية إلى الساحة يراقبون ألا يدخلها من يبتغي الفتنة أم يدخل سلاحاً أو أمراً آخر لا تحمد عقباه. وتبرع الناس بالماء والطعام لجموع المعتصمين. كان الاعتصام عرساً للجميع، فاصلاً بين ماضي المدينة ومستقبلها وقطعاً مع الخوف والاستبداد. ولذلك جاء رد النظام مدمراً عندما استحكم له الأمر بتدمير المدينة وتهجير نسبة كبيرة من سكانها.
وهكذا استمرت الأمور حتى قرابة الساعة الخامسة مساءً حيث بدأ خبر الاعتصام ينتشر في كافة أحياء حمص وبدأت الجموع تزحف حول ساحة الاعتصام من كل حدب وصوب ومع وقت صلاة المغرب كانت الساحة تعج بأكثر من مائة ألف متظاهر من الشباب والشيوخ والأطفال والنساء كما بدأت قوات الأمن بالتوافد إلى محيط الاعتصام بأعداد كبيرة لتعود المفاوضات بين رجال الدين والمسؤولين الأمنيين الذين يهددون بفتح النار على المعتصمين إذا لم يقوموا بفض الاعتصام وأخيراً نجحت المفاوضات مرة ثانية ولم يكن يعلم أهل حمص المعتصمين في الساحة بأنهم يؤجلون توقيت المجزرة فقط.
تنظيم ذاتي
بعد أن أدى المعتصمون صلاة المغرب في ساحة الاعتصام بدأت الأمور تتجه إلى التنظيم تلقائياً حيث أشرفت مجموعة من الشبان على إقامة حواجز مصنوعة من الأنقاض والأخشاب حول الساحة وتفتيش كل من يريد الدخول إلى الاعتصام لمنع دخول أية أسلحة أو أشياء مضرة ومخلة بالآداب إلى ساحة الاعتصام في حين أشرفت مجموعة أخرى على تنظيف ساحة الاعتصام بشكل منتظم وكلفت مجموعة ثالثة نفسها في توزيع الأطعمة ومياه الشرب على المعتصمين وتكفلت مجموعة رابعة بتجهيز الأنوار ومكبرات الصوت والإشراف عليها في حين أخذت مجموعة أخرى على عاتقها حماية مؤسسة البريد وسور القصر العدلي من أجل عدم إلحاق أي أذى بالأملاك العامة وذلك خوفاً على أن يعكر صفو سلمية الاحتجاجات أية شوائب كالاتهام بالتخريب أو التحريض وإلى ما شابه من ادعاءات النظام الأسدي حينها وفي هذا الوقت كانت حناجر عشرات الألاف من أهل حمص تصدح بأغاني الحرية المنشودة وتطالب برحيل النظام وتستمع للكلمات التي يلقيها الناشطون والمثقفون كما أقام المعتصمون خيمة في وسط ساحة الاعتصام أطلقوا عليها اسم ” خيمة الوحدة الوطنية” واستمرت الأمور في مشهد حضاري يزداد تألقاً ورقياً مع مرور دقائق الاعتصام دون أن يكون هناك تواجد لأية وسيلة إعلامية وإنما اقتصر الأمر على اتصالات هاتفية مع القنوات الإعلامية ونقل وقائع الاعتصام عبر الهاتف.
فيديو يظهر أداء المتظاهرين السلميين لصلاة العشاء في ساحة الاعتصام
تهديد ووعود كاذبة
قبيل منتصف الليل بدأت مجموعة من الناس تغادر ساحة الاعتصام من أجل الاستراحة، ولا سيما أن ساحة الاعتصام لم تكن مجهزة للنوم أو الاستراحة فالأمر ما زال في يومه الأول، وقد كان الناس يعدون أنفسهم بالعودة صباحاً لمتابعة الاعتصام في حين فضل اآلاف البقاء معتصمين في الساحة والنوم على الأرض والأرصفة، وهتفوا مجدداً بأنهم لن يغادروا الساحة حتى رحيل النظام.
بعد ذلك بدأت وتيرة التهديدات تزداد شيئاً فشيئاً حتى وصل الأمر بأن يتصل ” ماهر الأسد ” أخو بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة بالشيخ محمود الدالاتي ويعلمه بضرورة فض الاعتصام فوراً وإلا ستكون العواقب كارثية، وعندها قام الشيخ الدالاتي بإخبار جموع المتظاهرين بالأمر عبر مكبرات الصوت لئلا يتخذ قراراً يخالف رأي الجماهير فتعالت الأصوات المطالبة بالبقاء في الساحة ولكن مع إخراج النساء من الساحة، وتم الأمر حيث تم إخراج النساء من ساحة الاعتصام
 فض الاعتصام
عند الساعة الثانية إلا عشر دقائق صباحا اقتحم المئات من عناصر عناصر النظام والشبيحة الساحة، بدأ المعتصمون يشاهدون بريقاً في الفضاء كالألعاب النارية تنطلق في البعيد من الجهة الشرقية، ثم ما لبثوا أن سمعوا أصوات إطلاق الرصاص تقترب منهم، وتفاجئوا بتراكض الناس من صوب الساعة القديمة باتجاه ساحة الساعة الجديدة. في هذه الأثناء اشتد إطلاق الرصاص وبدأ الناس يتراكضون في كل الاتجاهات، يوقظ بعضهم بعضاً ويساعد بعضهم بعضاً ويقفز بعضهم فوق بعض، تركوا بعض أمتعتهم التي اصطحبوها وبعضهم ركض حافياً… كان الرصاص كثيفاً وكانت الجموع تتراكض منحنية الظهور خشية أن يصيبها الرصاص، وكانوا يختبؤون في الزوايا والشوارع الجانبية كيلا تصيبهم طلقات الرصاص المنهمر كوابل المطر، شوهد من يصاب ومن يسقط في إصابات مباشرة.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” نقلت عن جندي منشق كان قد شارك في فض الاعتصام، شهادته التي قال فيها: “جلس المتظاهرون في الساحة. قيل لنا أن نفرقهم باستخدام العنف إذا لزم الأمر. كنا هناك مع فرع أمن القوات الجوية والجيش والشبيحة، وصلنا أمر من العقيد (عبد الحميد إبراهيم) من أمن القوات الجوية بإطلاق النار على المتظاهرين”.
بعد ذلك قام عناصر الأمن باقتحام الساحة ليعتقلوا المصابين ويرقصوا فوق جثث القتلى وليحتفلوا بالنصر الذي حققوه ضد المدنيين ويرددوا شعارات كلها حقد ولؤم وتشفي مثل ” يا بشار لاتهتم … نحنا رجالك نشرب دم” وأيضاً ” شبيحة للأبد … لأجل عيونك يا أسد” وغيرها من الشتائم الطائفية
فيديو يظهر إطلاق النار على المتظاهرين في ساحة الاعتصام و تفريقهم
جرّافات لرفع جثث الضحايا
بعد انتهاء قوات الجيش والأمن والشبيحة من تفريق الاعتصام ورفع الجثث، تجمّع الجنود والشبيحة في وسط الساحة، وقاموا بالهتاف لرئيس النظام، وهم بسلاحهم الكامل. جاءت جرافات لرفع الجثث حسب شهادة الجندي المنشق لهيومن رايتس ووتش حيث قال “رحنا نطلق النار لنحو نصف ساعة، كان هناك العشرات من القتلى والمصابين، بعد ذلك، وصلت جرافات وعربات إطفاء. رفعت الجرافات الجثامين ووضعوها على ظهر شاحنة، لا أعرف إلى أين أخذوها. ونقل المصابون إلى المشفى العسكري في حمص، وبدأت عربات الإطفاء بتنظيف الساحة”.
أعداد الضحايا
ما تزال أعدد ضحايا مجزرة الاعتصام مجهولة إلى اليوم لأن عناصر الأمن المشاركين باقتحام الساحة اعتقلوا عدداً كبيراً من المشاركين، وقاموا بسحب جثث القتلى، ولم يكن من الممكن لأي من المعتصمين العودة إلى الساحة والتعرف إلى جثث القتلى وإجراء التوثيق اللازم، ولذا لم يتمكن أهالي الضحايا من معرفة مصير أبنائهم، وما إذا كانوا في عداد المختطفين أو القتلى، وأن المجزرة كانت من أوائل المجازر التي شهدتها الثورة السورية، ومن ثم فإنّ آليات التوثيق ومهاراته التي تطوّرت لاحقاً، لم تكن متوافرة آنذاك.
لكن تم توثيق أربعة عشر اسما وهم:
• أحمد الأشتر من حي القصور
• أحمد يوسف العزو الشامي 27 سنة من حي كرم الزيتون،
• تامر تركماني 18 سنة
• جمال درويش من حي الخالدية
• حسان الجوري من حي البياضة
• حسان كروما 21 سنة من حي الخالدية
• خالد الرفاعي 18 سنة من حي الخالدية
• سمير مالك الأيوب من حي كرم الزيتون
• عبد الجبار أحمد الترك من حي باب هود
• عبد الله سالم كالو من حي جورة الشياح
• فهمي الجوري 18 سنة من حي البياضة
• محمد صالح سمرا 27 سنة
• مصعب عبد الباقي 27 سنة من حي الخالدية
• ياسر عبد الحكيم عزوز من حي باب السباع
المسؤولون عن المجزرة
قام بارتكاب هذه المجزرة قوات المخابرات الجوية بمؤازرة قوات المخابرات العسكرية و الشرطة وكان آمر اطلاق النار هو العقيد عبد الحميد إبراهيم من أمن المخابرات الجوية ،وكانت إدارة هذه العملية موكلة للعميد في المخابرات العسكرية حافظ مخلوف شقيق رامي مخلوف وابن خال بشار الأسد ،بالإضافة لكل من سعد داوود صايل ،وهو نائب رئيس فرع المخابرات الجوية في المنطقة الوسطى عام 2011 والمشرف على ما يسمى بمنظومة الدفاع الوطني بحمص ،واللواء علي يونس ، رئيس اللجنة الأمنية في محافظة حمص في تلك الفترة ،والمقدم حيدر حيدر وهو رئيس قسم شرطة باب السباع المسؤول عن ارتكاب المجزرة قبل يوم من مجزرة الساعة في حي باب السباع والمريجة.
خاتمة:
لقد شكلت مجزرة الاعتصام علامة فارقة في تاريخ الثورة السورية ومفصلا أساسيا في آلية تعاطي نظام الأسد مع الاحتجاجات المدنية السلمية.
وتعتبر مجزرة اعتصام الساعة في حمص وفق التوصيف الحقوقي جريمة ضد الإنسانية نفذتها أجهزة نظام بشار الأسد، حيث استهدفت جموعاً كبيرة من المعتصمين السلميين بالرصاص الحي بقصد القتل.
ولذلك نطالب في اللجنة السورية لحقوق الإنسان بمحاسبة المتورطين بارتكاب هذه المجزرة المروعة وغيرها من المجازر، وفي مقدمتهم بشار الأسد الآمر الأول لارتكابها، كما نطالب بإيجاد حل عادل للمأساة السورية المستمرة منذ ثلاثة عشر عاما، ووضع حد لجميع الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوري.
================================
بيان : مقتل اللاجئ السوري علي وليد عبد الباقي على يد مجموعة عنصرية في لبنان
اللجنة السورية لحقوق الإنسان 16-نيسان-2024
توفي اللاجئ السوري “علي وليد عبد الباقي” في لبنان يوم أمس الاثنين 15 نيسان / إبريل 2024 بعد تعرضه للاعتداء والضرب منذ عشرة أيام على يد مجموعة من العنصريين اللبنانيين.
وينحدر الضحية من بلدة محمبل جنوب إدلب، وهو لاجئ في لبنان منذ عام 2012، ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال.
وحسب شقيق الضحية فقد رفضت المشافي اللبنانية استقبال شقيقه، كما أن والده ذهب لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتأمين العلاج له إلا أنها لم تتجاوب. وبقي عبد الباقي يصارع في منزله لعدة أيام قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجروحه وإصاباته.
اللجنة السورية لحقوق الإنسان تدين هذه الجريمة المروعة و التي كانت نتاج طبيعي لحالة التهييج و التضليل و التحريض والعنصرية التي تمارس من قبل قطاعات واسعة من الطبقة السياسية اللبنانية، و تطالب اللجنة بسرعة التحقيق في هذه الجريمة و إحالة المتورطين فيها للقضاء لينالوا جزاءهم، وتذكر اللجنة السورية لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية بأنها أحد العوامل الرئيسة في موجات اللجوء ونكبة السوريين، وذلك عندما أقدمت الميليشيات الطائفية والحزبية اللبنانية الموالية لنظام بشار الأسد والمشاركة في الحكومة اللبنانية والممثلة بالبرلمان اللبناني باقتحام عدد من المناطق السورية وارتكبت فيها أبشع المجازر وتسببت في تهجير أهلها ولم تكن لهم وجهة إلا الغرب باتجاه لبنان، و تطالبها بوقف حملات التحريض تجاه اللاجئين السوريين، ووقف اجراءاتها القمعية وجرائمها ضدهم.
وتدين اللجنة موقف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعدم استجابتها لمطالب والد الضحية وتقصيرها بالقيام بواجبها بتقديم المساعدة للاجئين السوريين في لبنان، وتطالب المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة لحماية أرواح السوريين في لبنان وعلى الحدود اللبنانية السورية وحماية حقوق اللاجئين السوريين في لبنان حتى تتاح لهم الفرصة المواتية للعودة الكريمة لبلدهم.
فيديو يظهر شقيق الضحية و هو يتحدث عن الجريمة المرتكبة بحق شقيقه
================================
تقرير “دليل الدولة: سوريا والتحليل المشترك والمذكرة التوجيهية”
الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان المصدر الثاني للمعلومات عن سوريا في تقرير وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء
English
لاهاي – الشبكة السورية لحقوق الإنسان 25-04-2024 :
أصدرت وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء EUAA في نيسان/ 2024، تقرير “دليل الدولة: سوريا والتحليل المشترك والمذكرة التوجيهية”.
يهدف التقرير بشكل رئيس إلى أن يكون أداة لصانعي السياسات وصناع القرار في سياق نظام اللجوء الأوروبي المشترك (CEAS).
ويهدف إلى المساعدة في فحص طلبات الحماية الدولية من قبل المتقدمين من سوريا، وتعزيز التقارب في ممارسات اتخاذ القرار في دول الاتحاد الأوروبي. ويغطي بشكل أساسي المدة بين 1/ آب/ 2022، و30/ تشرين الثاني/ 2023.
اعتمد التقرير على مصادر حقوقية عدة من أبرزها، وهي بالترتيب بحسب مرات الاقتباس الواردة في التقرير:
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) : 40
الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) : 20
إضافةً إلى مصادر رئيسة أخرى مثل: مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة (COI)، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة (ACLED)، ومنظمة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة (UNICEF)، مركز توثيق الانتهاكات، وقد قمنا بمراجعة التقرير الذي جاء في 234 صفحة، ونستعرض بشكل موجز أبرز ما ورد فيه.
للاطلاع على البيان كاملاً
================================