اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ ملحمة سجون بشار والديموقراطيات الخرساء
ملحمة سجون بشار والديموقراطيات الخرساء
18.08.2018
د. محمد أحمد الزعبي
بينما كنت منهمكاً بقراءة كتاب يحمل عنواناً مترجماً هو ( عالم في حيص بيص) للكاتب والسياسي الأمريكي ريتشارد هاس ، الذي كان منهمكاً بدوره عبر صفحات كتابه ال 302 بالدفاع المستميت عن " سيادة " الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وخاصة الدفاع عن سيادة " دولة الكويت " العضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي كان من المفروض – حسب رأينا - أن تكون تسميتها السيادية (على غرار تسمية المملكة العربية السعودية ) " دولة آل الصباح العربية " ، وذلك ضد محاولة صدام حسين ( وقبله عبد الكريم قاسم ) ضمها الى العراق عام 1990 . أقول ، بينما كنت منهمكاً بقراءة هذا الكتاب ، رن جرس هاتفي ليخبرني المتصل بان أخاً لأحد أصدقائي المقيم في باريز ( عبيدة الدباغ ) ، والمعتقل ( الأخ ) مع ابنه الذي كان في حدود الرابعة عشرة من عمره عندما تم اعتقالهما في شهر ديتسمبر 2013 ، بسبب اشتراكهما في المظاهرات السلمية في دمشق ، قد توفيا تحت التعذيب في سجون عائلة الأسد ، وقد تم يوم أمس فقط معرفة وفاتهما ، وذلك عندما ذهبت زوجة المعتقل (الفرنسية ) ، إلى السفارة السورية بباريز لطلب ( إخراج قيد نفوس ) لزوجها ولولدها ، حيث تم تسليمها وثيقة وفاتهما في السجن ، دون ذكر الأسباب ، وذلك استبعاداً لكونهما قد توفياً تحت التعذيب في سجون بشار الأسد . هذا مع العلم أن هذه الزوجة والأم الفرنسية كان النظام قد سجنها مع ابنتها ، عندما كانت في دمشق وذلك بسبب طلبها من السفارة الفرنسية التوسط للافراج عن زوجها وابنها ، ولم يخل سبيلهما ( الأم والبنت ) إلا بعد أن تعهدت السفارة الفرنسية بتسفيرهما إلى فرنسا فور خروجهما من السجن . هذا وقد استولى أحد ضباط بشار الكبار على البيت الذي أصبح الآن فارغاً بعد سجن وطرد أصحابه منه .
اتصلت بصديقي في باريز وعزيته بوفاة أخيه وابن أخيه ، ورغبت إليه أن يبلغ تعازي لزوجته ( زوجة أخيه المتوفى ) ، وكانت " لاحول ولا قوة إلاّ بالله " جملة العزاء الوحيدة والمعبرة في مثل هذه الحالات .
من جديد رن جرس هاتفي ، لأفاجأ بنفس الصديق الأول، ولكن ليسألني متألماً : كيف يستطيع بشار الأسد قتل هذه الآلاف المؤلفة في السجون والمعتقلات دون أن يخشى أية ردة فعل على فعلته من أي أحد ، سواء أكان ذلك في الدنيا أم في الآخرة ؟؟ ، سواء داخل سوريا أو خارجها ؟؟ ، سواء من الشرق او من الغرب ؟؟
لقد أثار هذا الموضوع وهذا التساؤل حفيظتي ، وأخرجني عن طوري ، فأخذت أشتم بانفعال - وأنا مازلت على الهاتف – كجواب على تساؤل هذا الصديق ، ليس بشار الأسد وشبيحته وكل من يمت إليه بصلة وحسب ، وإنما أيضاً هذا العالم الأبكم والأصم والأخرس ،والذي كأنه قد ردد مع نفسه قسم أبوقراط ( لاأسمع، لاأرى، لا أتكلم ) وهنا تدخل الصديق السائل ليجيب بنفسه على تساؤله ، وليقول :
إن سبب تمادي النظام وحلفاؤه الروس والفرس وحزب الله بهذه المذبحة غير الأخلاقية ، وغير المعقولة ،( مذبحة السجون ) بعد كل ماسبقها من المجازر والمذابح ، هو ( برأيه ) من جهة ، ارتكان النظام بشبيحته وحلفائه إلى صمت المجتمع الدولي فيما يشبه الموافقة على مثل هذه المجازر وبمن فيهم صمت أمريكا ترامب ،وصمت العديد مما يعرف ب "الديموقراطيات " الغربية والشرقية ، وأيضاً صمت كافة الدول العربية والإسلامية المخجل والمشين ، وذلك على قاعدة ( فرعون من فرعنك ؟ . مالقيت حداً يردني ! ). ومن جهة أخري لكي يلقن بشار الثورة السورية بشبابها وشيبها ، رجالها ونسا ئها ، صغارها وكبارها ، درساً قاسياً وحاسماً يمنعهم من التفكير مستقبلاً بأي حراك أو تحرك كان ، ضد حكم عائلة الأسد ، حتى في حال استمرار طابعه الطائفي والأقلياتي ، لقد ذكرني هذا بما سمعته ذات يوم من مدير مخابرات القوى الجوية السيد جميل حسن في مقابلة له مع الصحافي البريطاني روبرت فسك ( لو أن الرئيس بشار سمح لي ( لجميل حسن )عند بداية الثورة بقتل مليون شخص لانتهت الثورة ( أو حسب تعبيره وتفكيره العصابات المسلحة ) في مهدها.
إن مثل هذا القول يشير بصورة لا لبس فيها إلى أن نظام عائلة الأسد ، ذي البعد الطائفي ، مستعد لقتل ملايين السوريين سواء داخل السجون أو خارجها ، في سبيل بقائه في سدة الحكم (!!) .
إن ما ينبغي أن يسمعه بشار الأسد ( الوريث ) وحلفاؤه من العرب والعجم ،ومن الروس والبجم ، من أحد أبناء
الثورة السورية : أيها السادة المحترمون (!!) " إن الله يمهل ولا يهمل " وإن إرادة الشعب من إرادة الله ، وإن الشعب السوري بملايين شهدائه ، وبمئات ألوف المختفين قسرياً من أبنائه ، وبملايين المهجرين والمشردين في الآفاق منه ، وبآلاف القابعين في بطون أسماك القرش في البحر الأبيض المتوسط ، وأخيرا وليس أخراً بهذه الألوف المؤلفة التي تموت بين يدي شبيحتكم الطائفيين تحت التعذيب في السجون ، كل يوم و كل ساعة بل وكل دقيقة ، سيظل ( الشعب السوري ) يحوم فوق رؤوسكم وفوق عروشكم ، كطائر العنقاء ، إلى أن يأخذ كل ذي حق حقه ، إن لم يكن اليوم فغداً ، وإن غداً لناظره قريب ، فإلى اللقاء ايها القتلة المجرمون ، ليس في الأستانا ولا في جنيف ، ولكن في دمشق .