الرئيسة \  مشاركات  \  مقارنة بين الأمس واليوم "حروب الغرب ضد السوفييت وحروبهم ضد الروس" مثالاً

مقارنة بين الأمس واليوم "حروب الغرب ضد السوفييت وحروبهم ضد الروس" مثالاً

07.10.2023
المهندس هشام نجار



مقارنة بين الأمس واليوم "حروب الغرب ضد السوفييت وحروبهم ضد الروس" مثالاً
المهندس هشام نجار
أعزائي القراء…
هذا العنوان جدير بالتوقف عنده ، فعندما كان الغرب مشغولاً باسقاط الإتحاد السوفيتي في تورطه بافغانستان، كانت حاجة الغرب للعرب والامة الإسلامية بلا حدود وذلك لدعم التحالف الغربي في إسقاط السوفييت، لم يكن يهمهم يومها التصنيف إسلامي أو متطرف ، فكانوا يصادقون الجميع على مختلف إتجاهاتهم، وكانت حجتهم: لنقف معاً ضد السوفييت الملحد الكافر عدو الأديان، وبهذا الأسلوب الذي يدغدغ مشاعر المسلمين إنضم اليهم مجموعات إسلامية عديدة لدعمهم في إسقاط السوفييت في افغانستان ،حتى أن الإعلام الغربي كان يطلق على أسامة بن لادن "بالسيد أسامة بن لادن". ولما سقط السوفييت تفرغ الغرب لشركائهم المسلمين وبدأوا بشيطنتهم حتى أصبح الارهاب صفة يطلقونها عليهم بل صارت اليوم محصورة بالمسلمين، بينما تملك إيران عشرات العصابات العابرة للحدود والقاتلة للشعوب ولا يطلق على أي منها صفة ارهابي ، وأكثر من ذلك صنعوا لنا في مختبراتهم ومختبرات الأسد وإيران مجموعات ارهابية حقيقية كداعش وغيرها وذلك لكي تكون دعامة لهم في إقناع العالم بالارهاب الإسلامي ، واستفاد من هذا التصنيف كل حاكم ديكتاتوري لقتل شعبه المطالب بحريته بحجة محاربة الارهاب، فصمت العالم عليهم وفي حالات كثيرة كان مشجعاً لهم. وكان اكثر المستفيدين من تصنيع الارهاب القاتل الاسد والسيسي ومجرمي إيران ودول عربية اخرى،
اليوم انشغل الغرب في حرب روسيا على اوكرانيا، وهذا الغرب بحاجة اليوم لأي دعم يستطيع فيه تحقيق الانتصار على الروس كما حققه في افغانستان بدعم من مجموعات اسلامية مغرر بها . فهل سيعيد التاريخ نفسه وتعاد مرحلة افغانستان بتسهيل انخراط مجموعات إسلامية تحارب معهم في اوكرانيا ،ربما ؟
ولكن ماذا بعد الانتصار في اوكرانيا ؟
هل سيعيد الغرب من جديد تركيزه على شيطنة المسلمين والتفرغ لهم تماماً كما حصل بعد هزيمة السوفييت في افغانستان.؟
إذا اعتمدنا على التاريخ فاننا نجزم القول أن الهجمة على العالم العربي والإسلامي ستكون مضاعفة واكثر شدة مما هي عليه اليوم .
وما العمل ؟
العمل أن حرب روسيا في أوروبا لاتهم العالم العربي والاسلامي ، هي حرب صراع نفوذ بين الشرق والغرب للسيطرة على العالم ، فهل فهم العرب والمسلمون دروس التاريخ ؟