الرئيسة \  مشاركات  \  مطالَبةُ كلّ فرد، بكلّ عمل.. داخلَ حزبهِ،أو قبيلته: ماهدفه؟ وما نتيجته؟

مطالَبةُ كلّ فرد، بكلّ عمل.. داخلَ حزبهِ،أو قبيلته: ماهدفه؟ وما نتيجته؟

04.10.2018
عبدالله عيسى السلامة




المبادئ العامّة معروفة ، لأكثر المسلمين ، المهتمّين بالعمل العامّ : (اعمَلوا ؛ فكلٌّ ميسّرٌ لما خُلق له) و( لا يُكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها) و( لكلٍّ وجْهةٌ هوَ مُولّيها فاستَبِقوا الخَيرات ..)..!
تصدّي المريض ، أو العاجز، أو الهرم .. للقتال ، غيرُ نافع ، إن لم يكن مؤذياً ؛ فقد يكون عالة ، على المقاتلين ، أوحملاً ثقيلاً ، عليهم ، بدلاً من أن يكون عوناً ، لهم !
وتصدي الجاهل ، للكتابة ، في : السياسة ، أو علم الاجتماع السياسي ، أو علم الإدارة .. وهو لايفقه شيئاً، من هذه العلوم .. يَضرّ غيره ؛ وإن ظنّ أنه عبقريّ عصره !
وتكليفُ الفقير، ببذل المال ، الذي يفوق قدرته .. عبث وتعسّف !
ولو كُلّف أبو هريرة ، بقيادة جيش المسلمين ، بدلاً ، من خالد بن الوليد ، وكُلّف خالد، برواية الحديث النبويّ ، بدلاً، من أبي هريرة.. لكان في هذا ، وذاك ، ضرر شديد ، على المسلمين !
وقد نَصح الإمام البنّا ، مََن يمارس مهنة الكتابة ، بعدم ممارسة العمل العامّ ، الإداري ، وغيره ؛ لأن الكتابة تحتاج ، إلى استقرار: نفسي ، وذهني ، وبدني .. وقراءةً مستمرّة ، في مكان ، يوفّر له الهدوء ، الذي يساعده ، على الكتابة ، بذهن صافٍ ! بينما العمل الإداري ، يحتاج ، إلى حركة دائبة ، وتصدٍّ ، لمشكلات عدّة ، تقتضي حلولاً ! وربّما اقتضى الأمر، أسفاراً : متقطّعة ، أو متواصلة ؛ ممّا يجعل الكتابة المجدية ، أمراً شبه مستحيل !
وقد أكّد عدد من الكتّاب ، في القديم والحديث ، في المجالات : العلمية والأدبية ، وغيرها .. على هذه الحقيقة ! فقال بعض العلماء : لو كُلّفتُ ، بتقشير بَصَلة ، لَما استطعتُ حلّ مسألة! وقال عالم آخر، لزوجته ، حين أخبرَته ، بنفاد الطحين ، في البيت : قبّحك الله ، أطَرتِ ، من رأسي ، أربعين مسألة !
وقد روي ، عن أحد الجواسيس ، وكان مندسّاً ، في إحدى المؤسّسات الهامّة ، في صفوف أعدائه ، أنه كان يحرص ، على وضع الرجل ، في غير مكانه المناسب ؛ كأن يكلّف طبيباً، بإدارة منشأة هندسية ، ومهندساً ، بإدارة منشأة طبّية ؛ فيُفسد كلّ منهما ، العمل الذي كُلّف به، بسبب جهله فيه ! وحين سئل ، عن عمله الجاسوسي ، اعترف ، بهذه المهمّة ، معتزّاً ، بما أنجز، فيها ، من تخريب ، في صفوف أعدائه !
وهل ثمّة تخريب ، أشدّ من هذا ، في صفوف الأعداء ، لمَن كان معادياً .. وفي صفوف الأصدقاء ، لمَن كان مخلصاً ، ويطالب كلّ فرد ، بكلّ عمل ، دون النظر، إلى كونه مجيداً  له ، أو جاهلاً فيه !