الرئيسة \  مشاركات  \  مسؤولية صاحب السلطة ، ومسؤولية مَن يمنحه سلطته

مسؤولية صاحب السلطة ، ومسؤولية مَن يمنحه سلطته

27.06.2018
عبدالله عيسى السلامة




أحاديث شريفة :
((مَن استعمل رجلاً على عصابة ، وفيهم مَن هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين !
من استعمل عاملًا من المسلمين ، وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه ، وأعلم بكتاب الله وسنة نبيّه ، فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين.
 - وعن يزيد بن أبي سفيان عن أبي بكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «
مَن وَليَ مِن أمر المسلمين شيئًا ، فأمّر عليهم أحداً، محاباة ، فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صَرفًاً ولا عدلاً ، حتى يدخله جهنّم»    رواه الحاكم وقال: صحيح .
وفي الحديث : إذا وُسّد الأمر، إلى غير أهله ، فانتظر الساعة !)) .
فمَن يوسّد الأمرَ، إلى غير أهله ؟ ومَن يولّي صاحب الأمر، أو المسؤولية .. أمرَه ، أو مسؤوليته؟
بعض المسؤولين : يوليهم الناس بالانتخاب الحرّ ، وهؤلاء هم الحكّام !
والمسؤولون دون الحكّام : يولّيهم الحكّام ، وهم من مستوى الوزير.. أو من مستوى رئيس وزراء ، إذا كان الحاكمُ رئيسَ جمهورية ، أو في مستوى منصبه !
والمسؤول دون الوزير: يوليه الوزير، بقرار منه ، وموافقة الحاكم .. أو دون موافقة الحاكم ، إذا كانت التولية ، من صلاحيات الوزير!
وهكذا تتسلسل الصلاحيات والمسؤوليات ، حتى تصل ، إلى أدنى درجة في السلطة ، على مستوى مختار الحيّ ، أو مختار القرية !
وكلّ صاحب سلطة ، يحمل مسؤولية سلطته ، ومسؤولية سلطة مَن دونه ، ممّن يوليه ويرأسه !
وكلّ خلل ، في تولية أيّ مسؤول ، صغيراً كان ، أم كبيراً ، إنما يتحمّل مسؤوليته ، أوّلاً، مَن يولّيه ، ومَن يرأسه ، ويشرف على أعماله ، وله ، عليه ، سلطة المساءلة والمحاسبة !
فصاحبُ السلطة المسؤول ، في أيّة درجة كان ، هو راعٍ ، وهو مسؤول عن رعيته ، محاسب عليها، في الدنيا، قبل الآخرة ! والله يحاسب الجميع ، كلاًّ على قدر ما له ، من سلطة وصلاحية، يحاسبه على أعماله ، وأعمال مرؤوسيه ، الذين لم يحاسبهم ، هو: إهمالاً ، أو تقصيراً ، أو محاباة ، أو رغباً ، أو رهَباً !
والخلل ، في تولية المسؤول ، تنصبّ نتائجه السيئة ، على قسم كبير من البشر.. وصاحب السلطة العليا ، مسؤول عن الخلل ، الذي تصيب نتائجُه ، الأمّة ، كلّها !
ومَن لم يقف ، للحساب ، في الدنيا ، وقف له ، في الآخرة !