الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  مرابع الصبا : ذكريات في جسر الشغور

مرابع الصبا : ذكريات في جسر الشغور

14.07.2020
شعر : يحيى حاج يحيى




( ذكريات عمرها يتجاوز خمسين عاماً أو يزيدمنها : بازار الفرجة يوم ٌ تجتمع فيه القرى والأرياف والمدن القريبة والطنك هو سيارة نقل صغيرة تتسع لثمانية ، وتحمل أضعاف حمولتها) 
أيـن الـصبا ومرابعٌ iiوروابي..
ونـسـائمُ الأشـواق iiلـلأحباب
أيـن  الـدوالي شـامخاتٍ للعلا
وظـلالُها  فـي الدار ظِلُّ سحابِ
أيـن  الحمائمُ فوق سطح iiبيوتِنا
يـهدِلْن فـي الـتسبيح iiللوهّاب
أيـن  الـشتاءُ مزمجِراً iiبرعوده
أُسْـداً  تزمجر وحدها في iiالغاب
بـثلوجه  غطّى الحِمى ، iiوثيابُه
يـاحُسنها  الـبيضاء من iiأثواب
أيـن  الـربيعُ وقد دعانا iiللهوى
فـهفا الـقصيدُ مُـدلّه iiالإعجاب
جـسرُ  الـشغورِ جنائنٌ iiومفاتنٌ
تـسبي الـعقول بحُسنها iiالخلّابِ
أيـن  الـمآذنُ أيقظتْ iiبندائها..
فـجْر  الـجمال بلونه iiالعُنّابي..
أيـن المجالسُ قد زهتْ iiبشبابها
أيـن الـمساجدُ زُيّنتْ بقباب ii..
أين المواعظُ مُزهراتٍ بالهدى ii..
ودمـوع زُهّـادٍ لـدى iiالمحراب
بـل أيـن إبراهيمُ iiزينتُهاالذي..
لم يخش يوماً عصبة الإرهاب**
أيـن  الـلقاءُ بيوم عيدٍ iiإخوةً..
يـتـزاورونولات حـين iiعِـتاب
حـتى الـقبورُ ازّ ينتْ iiبصباحه
بـدعاء  مـبتهل ، وذِكـر iiمآب
بـالورد  والريحان غطّى iiوحشةً
ومـدامع أنّـتْ مـع iiالـتسكاب
أيـن  الـذين توافدوا iiلمشاهدٍ..
في  السوق ، في بازاره iiالجذّاب
هـذا أتـى بـخضاره iiمتفائلاً..
وجـوارُه بـعجائب الألـعا iiب..
فـالكلُّ  في البازار يبغي iiحظّه..
مـمّا  حـواه السوقُ من iiأطياب
والسيفُ والسروالُ زينةُ دبكةٍ ii..
والـطبلُ  والـمزمارُ في iiإطراب
بل أين ( طنكٌ ) في المساء iiيُقِلُّنا
فـي زحـمة الأشـياء iiوالرُّكاب
يـمضي وقـد ألِف الجميعُ أنينه
لايـشتكي ، مـستسلماً iiلصعاب
في  جوفه عشرٌ ، وعشرٌ iiفوقه..
وبـقيةُ  الـركاب عـند iiالـباب
مـستبشرين ولا يُعكّر iiصفوهم..
شـيءٌوهم  فـي فـرحةٍ iiبإياب
صُورٌ  تلوح بخاطري ، iiوكأنها..
حـلمٌ ومـاأحلاه فـي iiالأصحاب
________________
** إبراهيم : أستاذنا الأديب الشهيد إبراهيم عاصي=طيّب الله ثراه=