الرئيسة \  مشاركات  \  محطات على طريق صفقة القدس

محطات على طريق صفقة القدس

20.12.2017
د. محمد أحمد الزعبي




لابد من الإشارة بداية الى الأمرين التاليين : الأول هو أن قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى ال قدس لم يكن قراراً عفوياً أو ذاتياً كما يحلو للبعض أن يصفه ، وإنما هو قرار مدروس له ماقبله وما بعده ٠ وإذا كان موضوع مابعده متروكاً لغامض علم الله ، فإن ماقبله محاط بعلم البشر ، ولا سيما منهم أصحاب العلاقة ٠ وفي رؤية الكاتب هنا ، فإن الأمر الثاني يتعلق بصورة أساسية بالمحطات القريبة التالية ، والتي تعتبر بمثابة الدرجات التي صعد عليها ترامب ومعه نتنياهو وصولاً إلى مايمكن أن نطلق عليه ( صفقة القدس) :
1. رسالة الشريف حسين الى الفلسطينيين ١٩١٦ والتي طالبهم فيها بفتح بيوتهم وعقولهم للضيوف الجدد الذين سيصلون الى فلسطين تباعاً وهم يملكون ناصية العلم والخبرة ولاسيما في مجال الزراعة.
1. Belfour Declaration رسالة بلفور وزير خارجية بريطانيا الى (اللورد روتشيلد رئيس المنظمة الصهيونية العالمية)التي تعهدت بريطانيا خلالها بإنشاءوطن قومي لليهود في فلسطين وهو مانفذته عمليا عندما أنتدبتها الدول المنتصرة في العالمية الأولى على فلسطين ،
2. توقيع اتفاقية فيصل بن الحسين وحاييم وايزمان ( رئيس المنظمة الصهيونية في لندن ) في الثالث من شهر يناير عام ١٩١٩ تضمنت وعوداً من فيصل الى وايزمان بمنح اليهود تسهيلات لإنشاء وطن لهم في فلسطين ، والإقرار بما جاء وعد بلفور ١٩١٧ ٠
3. رسالة فيصل بن الحسين إلى فيلكس فرانكفورتر ( رئيس المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية )، في الثالث من مارس ١٩١٩ يثمن فيها دور اليهود ويقول (إنَّا معشر العر ب والمثقفين منا خاصة نشعر نحو الحركة الصهيونية بأعمق مشاعر العطف ٠)
1. ومن داخل فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني ، أكد ونستون تشرشل بتاريخ ٢٨مارس ١٩٢١ لقادة اليهود التزام بريطانيا بما جاء في وعد بلفور ٠
1. وفي ٢٢يونيو ١٩٢٢ أصدر تشرشل ( الكتاب الأبيض ) حول السياسة البريطانية أكد فيه أن وعد بلفور الذي حظي بدعم دول الحلفاء في مؤتمر سان ريمو و في معاهدة سيفر غير قابل للتغيير ٠
2. موافقة الأمم المتحدة عام ١٩٤٨ على تحويل المهاجرين اليهود من كل أنحاء العالم الى فلسطين والذين فتحت لهم بريطانيا أبواب فلسطين على مصراعيها وزودتهم بكل أسباب النصر على الجيوش العربية في حرب مايس ١٩٤٨ الى كيان سياسي من كيانات الأمم المتحدة باسم دولة اسرائيل
8 .قرار مؤتمر القمة العربية( في المغرب /كازبلانكا باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، بما يشير بوضوح الى تخلي الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية وتركهاللفلسطينيين وحدهم،
9.هزيمة حرب حزيران ١٩٦٧ ، وبلاغ حافظ الأسد رقم ٦٦ الذي أعلن فيه كذباً سقوط مدينة القنيطرة ، والتي احتلتها اسرائيل مع كامل هضبة الجولان بعد صدور البلاغ المذكور (وليس قبله )، وأعلنت عام ١٩٨١ضمها رسمياً الى ممتلكاتها الفلسطينية (!!) ،
10إخراج ياسر عرفات من لبنان بالتعاون بين حافظ الأسد وأمريكا وإسرائيل.) أي عملياً إبعاده عن فلسطين ) والذي رغم مسؤوليته اللاحقة عن اتفاق أوسلو ١٩٩٣ كان وظل ( بحسابات مثلث أمريكا ، إسرائيل ، حافظ الأسد ) يملك القدرة والدافع على رفع كلمة ( لا / الفيتو ) .عندما تتعرض مصلحة الشعب الفلسطيني العليا للخطر .
1. اغتيال اسرائيل القياديين الفلسطينيين البارزين الرافضين الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها . (أبو جهاد ، أبو أياد ، أبو عمار ........)
1. زيارة أنور السادات للقدس عام ١٩٧٧، وذلك في طريق اتفاقية / معاهدة  كامبديفد بين اسرائيل ومصر ١٩٧٨ / ١٩٧٩ ،
1. اتفاق أوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ) ياسر عرفات ١٩٩٣
2. اتفاقية / معاهدة وادي عربة بين اسرائيل والملكة الأردنية الهاشمية ١٩٩٤ ،
3. المبادرة العربية المقرة من مؤتمر القمة العربي في بيروت ٢٠٠٢ ، والتي يتم
ترحيلها من قمة الى أخرى منذئذ وحتى يومنا هذا ،
1. الغزو الإنجلوأمريكي للعراق عام ٢٠٠
2. زيارة ترامب للسعودية في شهر ماي ٢٠١٧ .
إذن لقد مرت القضية الفلسطينية منذ مطلع القرن الماضي ( الحرب العالمية الأولى ) ، وبالتالي مدينة القدس التي تضم بين جنباتها الثلاثي المقدس المتمثل ب: المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة وجامع ابراهيم الخليل ، والتي تعتبر مقدسات عند كل من المسلمين والمسيحيين واليهود ، أقول مرت بالمراحل الأساسية التي أتينا على ذكرها أعلاه، الأمر الذي يشير من جهة إلى أن مايحصده العرب اليوم هو بالضبط مازرعوه بالأمس ومن جهة أخرى فإنه إذا احتاجت صفقة ترامب ، وبغض النظر عن أبعادها و مآلاتها الغامضة الْيَوْمَ وغداً وبعد غد، الى قرن وبضعة عقود ليجرأ رئيس أمريكي على أخراجها من تحت الطاولة ووضعها فوقها ، فكم ياترى ستحتاجه (صفقة القرن) التي نسمع عنها ولا نراها لكي يخرجها رئيس أمريكي آخر من تحت الطاولة ويضعها فوقها ؟؟.
لا ياسيد ترامب ، القدس عربية عربية إسلامية كانت وستظل شاء من شاء وأبى من أبى ، مع احترامي لطائراتكم ، ولترسانتكم النووية ، ولإسرائيلكم .