الرئيسة \  واحة اللقاء  \  محادثات جنيف والطريق المسدود

محادثات جنيف والطريق المسدود

20.05.2017
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الخميس 18/5/2017
يبدو واضحا للعيان أن الجولة السادسة من مباحثات السلام غير المباشرة مع النظام الأسدي لن تؤدي الى نتائج حاسمة من شأنها تسوية الأزمة القائمة بين المعارضة والنظام، وما يتضح أن النظام يريد إطالة أمد المباحثات الى وقت غير معلوم ليتسنى له ممارسة سفك المزيد من دماء الشعب السوري المنكوب بزعامته الطائشة، ويتضح ذلك من رفضه المستمر لكل مستلزمات السلام بينه وبين فصائل المعارضة.
والقول بتمديد المباحثات الحالية دون توقف الى أن يتم الوصول الى تسوية هو قول غير مقبول، فمن شأن التمديد رغم الرعاية الأممية للمباحثات أن يمارس النظام المزيد من المراوغات والتملص من مقتضيات ومستلزمات تسوية الأزمة العالقة، وهو حاليا يمارس تلك الطرق لقطع الطريق أمام المحاولات الأممية للتوصل الى تسوية عقلانية للأزمة، وهي محاولات مكشوفة تبدو واضحة لكل مراقب سياسي.
إن ممارسة النظام لعملية الترحيل الاجباري للمواطنين السوريين من مدنهم هو تعسف واضح يتعارض تماما مع ارادة أبناء الشعب السوري في البقاء على أرضهم، وتتنافى هذه الممارسة العدوانية مع كل الأعراف والقوانين الدولية التي لا تبيح تهجير المواطنين من مدنهم قصرا، فالاخلاء بهذه الطريقة يعد عدوانا واضحا على حرية السوريين وإرادتهم في البقاء على أرضهم والاحتفاظ بممتلكاتهم.
ولا شك أن اطالة أمد المباحثات دون الخروج بنتائج حاسمة تقتضي بالضرورة تدخلا دوليا لوقف الممارسات العدوانية التي يمارسها النظام السوري ووقف استهانته واستهتاره بكل القرارات الأممية ذات الصلة، ولا شك أن الدول الكبرى صاحبة القرارات الدولية الحاسمة تمتلك أدوات الضغط المناسبة لحمل النظام على احترام القرارات الأممية وحمله على الرضوخ لارادة الشعب السوري وحريته.
ونجاح المباحثات الأخيرة وغيرها من المباحثات ترتبط أساسا ببحث الانتقال السياسي للسلطة وتبني الدستور الجديد والدخول في ممارسة الانتخابات النزيهة، وهذه الأمور مجتمعة يمارس النظام حيالها المزيد من المراوغات والتسويفات وطرق التملص بشتى الذرائع المرفوضة والمنافية لارادة السوريين وحريتهم في اختيار نظام حكمهم، وحريتهم في التطلع الى مستقبلهم الأفضل.
تلك الأمور لا يزال النظام السوري يتلاعب في الالتزام بها ويضع العراقيل والعقبات التي تحول دون تنفيذها كما هو عادته في رفض كل المبادرات السلمية التي من شأنها الوصول الى حلحلة الأزمة القائمة بطريقة صائبة تعيد للأراضي السورية أمنها واستقرارها وتحافظ على سيادتها، وهذا يعني أن المباحثات الحالية وغيرها ستصل حتما الى طريق مسدود لا يوجد في آخره بصيص نور لتسوية الأزمة السورية.
ويتضح أن سائر المباحثات بين المعارضة والنظام غير مجدية طالما أصر النظام على ممارسة العنف وممارسة المزيد من سفك الدماء وممارسة استمراريته في الحرب ضد أبناء الشعب السوري الرافض للحرب والراغب في احلال السلام والاستقرار على أرض أضحت مفتوحة أمام التدخلات الأجنبية السافرة وأمام تدخل التنظيمات الارهابية لتزداد معاناة الشعب السوري وتزداد أزمته تعقيدا.