اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ مانِعْ أبويْ .. مانِعْ .. الله يرضى عليك !
مانِعْ أبويْ .. مانِعْ .. الله يرضى عليك !
17.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
أبو حمدو المنتوف ، من حيّ الهُـلـّك في حلب ، اسم على مسمّى .. منتوف حقاً !
لديه عشرة أولاد ، ستّة ذكور، وأربع بنات . تتفاوت أعمارهم ، بين الثامنة ، والثالثة والعشرين ..!
ليس بينهم أحد في المدرسة ، والذين حاول تدريسهم ، تسرّبوا من المدارس في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية ، بسبب الفقر..!
بعضهم يعمل أجيراً ، في محلّ لتصليح عجلات السيارات ، وبعضهم يعمل أجيراً، في محلّ حدادة ، وبعضهم يعمل أجيراً ، في محلّ نجارة .. والبنات في البيت ، لايعملن شيئاً !
وقد تخصّص بعض أولاده ، بنبش حاويات القمامة ، بحثاً عن زجاجة فارغة ، يبيعها مَن يجدها ، أو قطعة خبز يابسة ، يأكلها مَن يعثر عليها ، أو ينظّفها ويدّخرها ، لطعام الأسرة ..!
وقد اعتاد أبو حمدو المنتوف ،على سماع المذياع ، والتصفيق للبطولات، التي تعرَض فيه، وترداد بعض الكلمات التي يسمعها .. نشوة وطرباً !
في عهد حافظ أسد ، حين كانت وسائل الإعلام تردّد كلمات ، مثل : الصمود والتصدّي .. كان أبو حمدو يردّد الكلمات نفسها ، بطريقته ، وحسب فهمه لها .. فكان يخاطب حافظ أسد من بيته ، بجانب المذياع ، قائلاً بلهجته الحلبية العريقة : (اصمودْ أبوي اصمودْ .. أيْ : اصمد !) أو يقول له : ( صَدّي أبوي صَدّي !) لأنه لايعرف كيف يقول : تَصدّ ! وذلك على سبيل التشجيع ! كمن يشجّع فريق كرة قدم ، في مباراة ، يسمع مجرياتها ، على لسان المذيع الرياضي ، دون أن يراها !
وحين ورث بشار، الكرسي عن أبيه ، ودرجت لفظة (الممانَعة) في وسائل الإعلام ، صار أبو حمدو يردّد الكلمات الجديدة ، المناسبة للعهد الجديد ، فيقول على سجيّته وبساطته ، مخاطباً بشار الأسد : إيه .. عَفارِم .. بْراو عليك ، ياسبع ، يا أسد يا ابن الأسد .. يابطل الممانعة .. مانِعْ .. أبوي .. مانِعْ .. الله يرضى عليك !
وحين أُعلِِن في وسائل الإعلام ، أن طائرات الصهاينة ، اخترقت الأجواء السورية ، وألقت مجموعة من محتوياتها ، في مناطق من شرق سورية ، لم يصدّق أبو حمدو ، وظل يكذّب الذين يردّدون هذا الخبر، من أهل حيّه ، ويجادلهم ، بأن رئيسهم : أسد ابن أسد .. ولا يمكن أن يترك عصفوراً صهيونياً ، يمرّ فوق سورية ، دون أن يصطاده ! ثم يردّد ، بعد ذلك ، بعض كلماته المأثورة لديه : تعيش يابشار.. يابطل العرب .. يا أسد يا ابن الأسد .. مانعْ أبوي .. مانع ! وفي كثير من الأحيان ، يردّد بعض كلماته هذه ، أمام أبنائه الذين لايفهمون منها شيئاً ، وهم على مائدة الطعام ، يأكلون بعض قطع الخبز اليابس ، التي يجلبها أبناؤه نابشو القمامة .. أو بعض الخبز الطري (البايت) في حال وجوده ، مع كؤوس من الشاي أحياناً ، إذا كان الحال مريحاً !
وأحياناً يسأله بعض أبنائه ، عن معنى كلامه ( مانِعْ ..أبويْ..مانِعْ ) فيضحك ساخراً ، ويقول: وماذا تفهمون أنتم من السياسة .. ياجَهلة !؟