الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما هو موقف الجماعات الجهادية بعد التصعيد التركي في إدلب؟

ما هو موقف الجماعات الجهادية بعد التصعيد التركي في إدلب؟

13.02.2020
القدس العربي


القدس العربي
الاربعاء 12/2/2020
أنطاكيا – "القدس العربي": يرى القيادي الجهادي المقرب من "هيئة تحرير الشام" الملقب بـ"أبو خالد الحمصي" أن الجيش الوطني حليف تركيا لم يشارك بفاعلية ضد النظام، وهو جيش يمتلك سلاحاً تركياً، وعدم مشاركته ينم عن عدم رغبة تركيا في مواجهة النظام فعلياً.
ويقول لـ "القدس العربي": إن "تحرير الشام لن تنضم لمعركة تقودها تركيا، لأن الأخيرة لها مصالح وحسابات مختلفة عن أهداف الثورة السورية، وإن كانت تحرير الشام أكثر من يستفيد عسكرياً في حال قامت تركيا بعملية ضد النظام، إذ تربك النظام كما ستساعدها في التصدي أو الهجوم عليه، لكن تركيا لن تخوض أية مواجهة معه، هي تلوح بذلك من باب الضغط على روسيا لإيقاف العملية العسكرية ومنع وصول النظام إلى الحدود التركية، الأمر الذي يؤرق تركيا، كما يرهق بشرياً واقتصادياً، بسبب موجة النزوح الهائلة في اتجاه الحدود التركية". كما اعتبر أن هناك خطورة على وجود الجماعات الجهادية في إدلب لأن تركيا يمكن أن تحيدها أو تضغط عليها لإقناع المجتمع الدولي بصحة مواجهة النظام، وتظهر بأنها أزاحت (المتطرفين).
وفي هذا السياق، يعتبر الصحافي إيهاب سالم أن تعامل "تحرير الشام" مع كثافة التواجد التركي أمر واقعي مفروض عليها شاءت أم أبت، لأن تركيا هي اللاعب الدولي الأقوى الذي يقف إلى جانب المعارضة، وهي بوابة تعويم "هيئة تحرير الشام" إلى الوسط الدولي ونقلها من الجماعات المصنفة على قائمة الإرهاب إلى جماعة مناهضة للنظام، ولها حق الدفاع عن المدنيين.
ويضيف لـ "القدس العربي": "تحرير الشام ليست قادرة على إيقاف تقدم النظام، لعدم امتلاكها السلاح النوعي، كما أن مناطق سيطرة تحرير الشام حدودها الجغرافية كلها مع تركيا، ولذلك لا يمكن أن تحاصر هيئة تحرير الشام نفسها بنفسها من خلال معاندة تركيا، حيث ستقوم الأخيرة بتعويم تحرير الشام وتفكيك الجماعات الجهادية حتى لا يبقى أية ذريعة لروسيا أو للمجتمع الدولي للتدخل في الشمال السوري، ولكن لا يمكن إحلال الجيش الوطني محل هذه الجماعات، وإنما دمجها مع الجيش الوطني".
ويذهب سالم إلى أن موقف باقي الجماعات الجهادية الأخرى كحراس الدين وأنصار التوحيد من التصعيد التركي ضد النظام، مشابه لموقف تحرير الشام، فيمكن أن تقاتل النظام إلى جانب الأتراك لأنها تسميه جهاد دفع، وهذا النوع من الجهاد يشرعن للمجاهد أن يقاتل مع أي شخص كان من أجل صد العدوان، ويستندون في هذا إلى أقوال ابن تيمية.
ويضيف، "تحرير الشام قاتلت تحت التمهيد التركي، وإن كان ذلك بشكل مبسط وليس على نطاق واسع، وإن حدثت عملية عسكرية تركية واسعة سيكون لهيئة تحرير الشام النصيب الأكبر من المشاركة، ففي كل الأحوال تركيا تحارب النظام وتحرير الشام تحاربه أيضاً.
من ناحية أخرى، بيّن أن "تحرير الشام بمشاركتها في العمل العسكري ستبعد نفسها عن العزلة التي ممكن أن تعيشها في حال اقتصر العمل على الجيش التركي والجيش الوطني، علما أن تركيا حتى هذه اللحظة لا تبدي الجدية بالتعامل مع النظام، ولم يرتقِ الرد التركي إلى مستوى الطموحات التي كان لابد أن تصدر من دولة قوية كتركيا، خاصة بعد مقتل العديد من جنودها بنيران النظام السوري، ويمكن أن نرى عدم الجدية في الموقف التركي، من خلال السماح للنظام بالتمدد على مساحات واسعة، بينما الأرتال التركية تتدفق الشمال السوري".
ويرى الإعلامي محمود سفيان، أنه من أهم أهداف استانة وسوتشي القضاء على المجموعات "الإرهابية"، حسب تصنيف الدول الموقعة، وكانت مهمة تركيا بموجب الاتفاق القضاء على تلك الجماعات، لكن تركيا لم تفعل ذلك، وربما تبدأ الأخيرة بعملية ناعمة ضد هذه الجماعات.
ويقول لـ "القدس العربي": "أظن أن أمر التهديدات التركية أصبح أمراً واقعاً، فتطور الأحداث بشكل سريع وضع تركيا في موقف حرج لا يمكنها أن تخرج منه إلا بعمل عسكري ولو محدود ضد النظام".
في السياق ذاته، يؤكد الناشط الإعلامي قيس الأحمد أن تحرير الشام اليوم ليست النصرة سابقًا، ففكر الجماعة اليوم مناقض تماما للفكر الذي كانت عليه في السابق، فهي وإن أخفت ذلك كانت أكثر الفصائل التزاما بالتفاهمات الدولية، وهي راضخة تماماً لما تريده تركيا في ادلب وما حولها.
ويقول في حديث لـ "القدس العربي": "بالنسبة لتفكيك الجماعات الجهادية في الحقيقة، فإن معظم الجماعات في ادلب وما حولها باتت ضعيفة وليست قادرة على مخالفة ما تريده تركيا، والفصائل التابعة لها، وكان ذلك جلياً عندما منعت هيئة تحرير الشام فصائل عدة عن أعمال عسكرية كانت تود القيام بها ولم يستطيعوا فعل شيء، فأنصار التوحيد وحراس الدين وفصائل غرفة عمليات "وحرض المؤمنين"، كانت الأثبت في معارك صد النظام، كما كانت نقاطها آخر نقاط تسقط بيده"، مبينا أنه بالنسبة لموقفها يمكننا القول أن تكون في مكان يسيطر عليه الأتراك في الفترة الحالية، أفضل بكثير من تقدم النظام والروس وسيطرتهم على ادلب وانتهائها بشكل كامل.
كما اعتبر أن تهديدات تركيا تبقى تصريحات فارغة كما سابقاتها حتى يتم تدعيمها بعملية عسكرية ضخمة يتم على أساسها تحرير مناطق وإيقاف تقدم النظام الذي مازال حتى اليوم يقتل جنود اتراك ويقصف نقاطهم.
وأكد الباحث والناشط الحقوقي عبد الستار أبو مؤمن، أن تركيا ليس من مصلحتها وجود تنظيمات مصنفة إرهابية على حدودها وفي محيط انتشارها من أجل موقفها السياسي أمام الخارج.
وقال في حديث لـ"القدس العربي": ستقاتل تحرير الشام إلى جانب الاتراك بدون إعلان، للحفاظ على أدبياتها الجهادية، ولكي ترضي الجماعات الجهادية الرافضة لوجود تركيا، فالأخيرة لن تدخل في مواجهة مفتوحة ضد النظام، وهي تقدم مزيداً من التنازلات لروسيا.