الرئيسة \  مشاركات  \  مؤامرة الارهاب

مؤامرة الارهاب

21.07.2018
المهندس هشام نجار


اعزائي القراء .
عندما قامت الشعوب العربية في خمسينات القرن الماضي ومطلع الستينات بمساندة الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي ، كنا يومها نرى صفوفاً من العرب تعبر الصحراء الليبية متجهة لدعم الثورة الجزائرية. فكنت ترى الطبيب والأستاذ والممرض والمقاتل جميعهم في جبال الاوراس جنباً الى جنب مع الجزائريين صفاً واحداً.
وعندما قام رشيد عالي الكيلاني بثورته ضد الإنجليز في العراق كان في صفوف ثورته السوريين والفلسطينيين وعرب اخرين.
وعندما قام الاعتداء الثلاثي على مصر كان يقف مع الجيش المصري اخوة لهم من سوريا أبلوا بلاءاً حسناً في مقارعة العدوان الثلاثي .
وعندما قامت حرب فلسطين دخل متطوعون عرب فلسطين لمقاتلة اليهود .
اخواني ضربت هذه الأمثلة لأصل لنتيجة هي :
ان الدعم المادي والمعنوي والبشري ايام تحررنا في القرن الماضي كان سائداً في كل حروبنا ضد الاستعمار بل كان مشروعاً.. بل كان مقدساً.
فعندما شعر الغرب وعلى راس هذا الغرب الصهيونية العالمية ان الانتصار على العالم العربي يكمن بفصله عن بعض  حتى يسهل قضمه وهضمه  وذلك باحداث شرخ  بدق اسفين بينهم بحيث يصبح دعم بعضهم بعضاً  جريمة دولية يحاسبون عليها ، فاخترعوا لنا الارهاب وصنعوا فصيلا مخابراتيا عالمياً هو داعش فعملوا على تنظيمه وبنوا له سمعة سيئة بالقتل والاجرام وامنوا له المصادر البشرية والمالية عن طريق عملائهم في البلاد العربية كالمالكي والاسد وملالي طهران  . ثم أدخلوهم الى ارضنا كأسراب الجراد . وحاولوا عن طريق هذا الاختراع غسل ادمغة الشعوب العربية  بافهامها  من ان دعم اي شعب عربي مظلوم يطالب بحريته واسترداد كرامته كالشعب السوري او العراقي او الفلسطيني  سيصنف ارهابياً ويدخل في زمرة داعش، وسيتعرض لاشد العقوبات الدولية (المشروعه)، فكلما حضر وطنيون  من بلد عربي لدعم أشقائهم في سوريا مثلاً تم وصمهم  فورا بالارهابيين ، فوقعوا بين خيارين : اما ان يصبحوا منبوذين في هذه الدولة لا احد يتعاون معهم خوفا من سيف الارهاب ، واما ان يعودوا الى وطنهم ويحاكموا تحت ذريعة الارهاب .
بهذا الاختراع  الخطير تم تدمير التعاون بين الشعوب العربية وبدأ الاعداء بالاستفراد بكل دولة على حدا  فسهل عليهم تنفيذ مؤامراتهم في الدول العربية.
داعش اخواني مازالت ترعى في بلادنا بفضلهم ،  وحتى الان لايعرف بالضبط اعداد منتسبي هذه العصابة ، ولكن  المبالغة  بإعدادها ونوعية سلاحها وقوة شكيمتها هي وسيلتهم لتبرير استمرار مؤامرات الدول الغربية على الدول العربية بالتعاون مع حلفائهم من الفرس والصهاينة وحكام منبوذين  كالأسد ومارقين من عملاء ايران  في العراق ،والويل كل الويل لاي حاكم (ان وجد) بدعم ثورات الشعوب والا كان مصيره دعم الارهاب . فصمت الجميع على المؤامرة بما فيهم الشعوب خوفا من سيف الارهاب ، بل اكثر من ذلك اعان بعض حكام العرب اصحاب المؤامرة على تنفيذ مخططهم ضد الشعوب العربية  .
اعزائي القراء.
المؤامرة لم تنته وباصات الاسد وحزب الشيطان كما رأينا تنقل هذه العصابة من مكان الى اخر لاحداث معارك هزلية في أماكن تواجدها حتى يقنعوا العالم ان الارهاب مازال مستشرياً في مناطقنا تبريراً لاستمرار المؤامرة ..
لقد شرذموا الثورة السورية بهذه الطريقة ومنعوا عنها كل دعم شعبي عربي ، ومازالت المؤامرة مستمرة في سوريا والعراق وفِي قادم الايام  ستكون هناك موامرة كبرى في الخليج العربي لتذويبه ونهبه بالكامل كل ذلك تحت ذريعة الارهاب.
ان لم تعيد الشعوب العربية بمثقفيها وطليعة ضباطها الوطنيين  بناء استراتيجية تنظيمية وعلمية معاكسة فغداً سيكون لقبائل البو في ليبيا دولة وللأكراد في شمال سوريا والعراق دولة وللامازيغ في شمال افريقيا دولة . والحبل على الجرار .كل ذلك بفضل اختراع داعش  والارهاب .
فمتى يصحوا العرب؟.
ــــــــ
*المنسق العام للهيئة السورية للإعمار