الرئيسة \  واحة اللقاء  \  لنتوقف جميعاً عن دعم النظام المجرم

لنتوقف جميعاً عن دعم النظام المجرم

16.02.2019
أسعد مصطفى


ترك برس
الخميس 14/2/2019
تتحدث كثير من صحف الثورة وقنوات الإعلام المختلفة عن المعاناة المعيشية القاسية في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وبعد أن تمكن حلفاؤه وأدواتهم الطائفية من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية.
وليتهم علموا أن أكبر موارد النظام المجرم كانت من تحويلات السوريين وجمعيات الإغاثة الكثيرة وما يسمى بالداعمين إلى سكان المناطق المحررة وإلى الثوار الذين يدافعون عنها طوال سنوات الثورة، وكلها بالدولار واليورو كانت تحول إلى الليرة السورية لشراء الاحتياجات المختلفة، ويذهب القطع الأجنبي إلى خزينة النظام المجرم.
وقد وضع النظام خططاً متعددة وأوجد قنوات مفتوحة لهذا الغرض مما وفر له مليارات الدولارات.
لقد حذر كثيرون من ذلك ولم يكن عند قيادة المعارضة ومؤسسات الثورة أي خطة ولا سيطرة لها على أحد، ولم يكن عند جمعيات الإغاثة والأفراد بديل لذلك، وهذه واحدة من المأسي التي وقعت على الثورة.
لقد بادر البعض منذ فترة وخصوصاً بعد الأجواء الإيجابية التي وفرتها عملية درع الفرات، بتحويل قيمة المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحررة في الداخل السوري بالليرة التركية وظهرت الفوائد الحقيقية للسوريين ولتركيا.
والآن وبعد أن أصبحت المناطق المحررة برعاية تركية حصراً، يجب أن يقوم الجميع بصرف الدولار واليورو في تركيا، ويتم التحويل إلى داخل سوريا بالليرة التركية حصراً وبالتنسيق مع السلطات  ومراكز التحويل في تركيا، ويجب عدم شراء الليرة السورية تحت أي ظرف.
وفي ظل هذه الأوضاع التي يتهاوى فيها اقتصاد النظام بشكل فعلي فإن تحويل القطع الأجنبي مهما صغر مبلغه إلى الداخل السوري هو دعم مباشر لنظام الأسد وجيشه ومخابراته وهذا بحد ذاته جريمة الجرائم.
لقد تاجر النظام بالنفط مع داعش ومليشيا قسد علنا، ًوفتح معابر مع المناطق المحررة وكان البعض يبرر أن في ذلك فائدة للمناطق المحررة وللمواطنين المحاصرين في مناطق النظام، وكان ذلك بحد ذاته تزويراً أو جهلاً بالواقع، حيث أن كل التجار والوسطاء في مناطق النظام مرتبطون بمخابرات النظام مئة بالمئة، كان هذا قبل الثورة وبعدها أيضاً.  كما أن كثيرًا من التجار في المناطق المحررة أصبح لهم علاقات مع أجهزة النظام وتحول البعض منهم إلى وسطاء مصالحات مع النظام أيضاً.
ومن يظن أن أسياد النظام من الروس والإيرانيين جاؤوا لإنفاق أموال الصدقات في سوريا فهو واهم، فهم جاؤوا لبناء القواعد العسكرية والاستحواذ على الأراضي وتبديل هوية المجتمع السوري على الطريقة الفارسية، ونهب ثروات البلاد بعقود طويلة الأجل مقابل حمايتهم للنظام.
من واجب مؤسسات الثورة السياسية والعسكرية والإغاثية ومن واجب الأفراد أن يقوم كل بواجبه دون انتظار. والأمور متاحة لذلك وليعلم الجميع أن الحرب وقودها دماء الشهداء والمال إن لم يكن المال أولاً.