الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  لماذا تهينون السيوف!؟

لماذا تهينون السيوف!؟

13.02.2017
يحيى حاج يحيى




يهتز كعب بن زهير في قبره كلما سمع أن عربياً أهدى أحد العلوج سيفاً ، مهما كانت رتبة هذا العلج !؟
لأن كعباً لم يجد أفضل من السيف ، حين قال في قصيدته المعروفة ( البردة ) والتي مطلعها : بانت سعاد !
يمدح النبي صلى الله عليه وسلم  :
إنّ الرسول  لسيفٌ يُستضاءُ به= مهندٌ من سيوف الله مسلول ُ !!
وحمل هذا الشرف خالد بن الوليد حين سماه النبي  صلوات الله عليه وسلامه : سيف الله المسلول !
ومثله في الشرف سيف الدين قطز الذي أذل التتار ، ومرغ أنوفهم في معركة عين جالوت !
ومثل مافعل الملك عبد العزيز آل سعود ، حين كان لعلم بلاده سيف تعلوه كلمة التوحيد !
وكما فعل حسن البنا حين اتخذ شعاراً للإخوان سيفين بينها كتاب الله !!
وأما في زمن الانكسارات والهزائم فلم يجد المنتسبون لهذه الأمة المبتلاة بهم  إلا السيف يهدى لأنهم لم يعودوا أهلاً لحمله  !؟ كما فعل العملاء والأجراء وأذناب الدخلاء في العراق ، فقدمه أحد المسوخ إلى بريمر علج أمريكا الذي دنس تراب الرافدين !؟
 وكما فعل مصطفى طلاس حين قدم سيفاً لفنانة إيطالية كان يحلم أن تزوره ، واعترف بلسانه مفتخراً ، أنها استكثرت الهدية حين علمت أن السيف يساوي مئة ألف دولار !
وكما يفعل كل منهزم ، تهون عليه رموز أمته !؟
وأجدني مترحماً على نزار قباني وقد كشف حقيقة كثير من السيوف ، فقال مخاطباً خالد بن الوليد :
يابن الوليد ألا سيف تؤجره=فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا !؟
وأجدني أمزج دمعة حزن مع دمعة سيف ، وأعود إلى قصيدة لي عنوانها : دمعة سيف ٢٠٠٣ م ، وهي إحدى قصائد ديواني ( نفثات شآمية) أردد بعض أبياتها ، في حرقة وأسى:
تـمرّد الـسيفُ لـمّا أمـسك iiالسيفا      وصاح  : ياقومُ ! قد ضيّعتم الشرفا !؟
قـد  كـنتُ يـاقوم ُ عـنواناً iiلعزتكم      فـصرتُ  مِـن ذلّكم ياويحكم خزفا ii
أبـعد كـفّ لـسيف الله يـمسك iiبي      هـذا الـعُتُلُّ ! فـواحزنا وواأسـفا!؟
إنـي  أشـم بـهذي الـكف iiمـلأمة      كـم  جـار صاحبها ياقومُ واقترفا ii
أغـضيتُ فـي خـفر العذراء iiيلطمها      عِـلجٌ ، ويـدفعها لـلذل مُـعتسفا !؟
أشـكو إلـى الله هُـوناً لـستُ iiأقبله      وكـيف يرضاه من بالحق قد شرُفا ii
إنـي  حـننتُ إلـى غـمد ألـوذ iiبه      فأشرفُ العيش لي لو عشتُ معتكفا !؟