الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  فللحقِّ أَشْهادٌ وتَحْسَبُهُم قَتْلى

فللحقِّ أَشْهادٌ وتَحْسَبُهُم قَتْلى

10.06.2019
د.محمد إياد العَكَّاري


بدموع عينيَّ فرحاً باستشهاده وحُزْناً على مفارَقَةِ قيثارةِ الثَّورةِ السوريَّة الشهيد عبد الباسط السَّاروت كتبت هذه القصيدة.
(فللحقِّ أشهادٌ وتحسبهم قتلى) ولاعَزاء بأمثاله
 
تَـرَجَّـلْـتَ  لاوَعْـراً تَرَكْتَ iiولاسَهْلا
مَـضَـيْـتَ  لـسَاحَاتِ الفِداءِ iiكَرَامَةً
وَقَـفْـتَ  مَـعَ الأَبْـطالِ وِقْفَةَ iiفَارِسٍ
ثَـبَـتَّ  بأرْضِ الشَّامِ، خُضْتَ iiملاحِماً
وحِـمْـصُ  بِسَيْفِ ابْنِ الوليدِ iiتَبارَكَتْ
وكُـنْـتَ مع الأحْرارِ، نبضَ iiحَمَاسِهم
وَكُنْتَ صَدَى الثُّوارِ، والقِطْبَ، iiوالرَّحى
وَكُـنْـتَ نَـقيبَ القَوْمِ، سَاروتَ iiعِزَّةً
وَكُـنْـتَ نـشـيدَ الحَيِّ، مِزْمارَ iiجَنَّةٍ
وَكُـنْـتَ  مَـعَ الأَبْرارِ نوراً، iiونُصْرَةً
وخُضْتَ بِذي الأَهْوالِ، والأرْضُ كاللَّظى
وَكُـنْـتَ  عـلى الغازينَ بُركانَ iiثَوْرةٍ
وأَخْـلَـصْـتَ فالأعْماقُ سَكْبُ iiسَبيكَةٍ
أبَـا جَـعْـفَـرٍ والـقَلْبُ يَذرُفُ iiدَمْعَهُ
ورابَـطْـتَ فـي كُـلِّ الـثُّغُورِ iiكتيبةً
فَـمَـا وَهَنَتْ مِنْكَ الضُّلوعُ بَلِ iiازْدَهَتْ
ومـاجَـنَـحَـتْ  فِعْلَاً، ولابَرِمَتْ iiقَوْلاً
تَـجَـرَّعْـتَ  مِنْ مُرِّ الحياةِ iiعَجَائِبَاً!!
وأَخْـلَـصْـتَ  بِالنَّبْضِ الزَّكِيِّ iiمُسَدِّدَاً
وَزُفِّـي إلـى الـجَـنَّـاتِ أُمَّاهُ فارِساً
صَـدَقْـتَ فَـلَـقَّـاكَ الإِلـهُ iiمـكانَةً
فَـهَـذي فَـرَاديـسُ الـجِنانِ iiتَزَيَّنَتْ
وَمَـقْـدِمِ  إخْـوانٍ قَـضَـوْا، iiوَأَبيهِمُ
وهَـذي رِيـاضُ الخُلْدِ فاضَتْ iiعُيُونُها
وَكُـنْـتَ  مَـعَ الأحداثِ نِبْراسَ iiثَوْرَةٍ
ويـاروعَـةَ  الأقْـدارِ بـعـدَ رَحيلِكُم
ويـاثَـوْرَةَ  الأَحْـرارِ طِيبي وزَغْرِدي


























 
وخُـضْـتَ فـلا سَرْجاً جَفَوْتَ iiولاخَيْلا
فَـكُـنْـتَ لـها روحاً، وكُنْتَ لَهَا iiظِلَّا
لِـتَـهْـدرَ كالبُرْكانِ إنْ صًاحَتِ iiالجُلَّى
فـأجْـنِحَةُ العَلْيَاءِ، والنَّسْرُ في الأَعلى
وصَـحْـبِ  رسولِ اللهِ فيها ولاأ iiَغْلى
وكُـنْـتَ بـها المِغوارَ، لاتَعْرِفُ iiالكَلَّا
وكُـنْـتَ  لَـهَـا قَلْبَاَ، وَكُنْتَ iiَلَهَاعَقْلا
وَكُـنْـتَ لَـهَـا حِسَّاً، وَكُنْتَ لهَا أَهْلا
وَكُـنْـتَ لَـهَا نَبْضَاً، وكُنْتَ لَهَا iiطَوْلا
وَناراً  على الباغينَ، والأسْلَ، iiوالنَّصْلا
ومـن  حَـوْلِكَ النِّيران قصفاً جَلَا iiغِلَّا
ورَعْـداً بِـصَوْتِ الحَقِّ، بَرْقاً iiولاأَجْلى
فـأنْتَ الشَّهيدُ الحيُّ، والفارِسُ iiالأَوْلى
وأنـتَ  بـها المِقْدامَ، والقامةَ iiالمُثْلى
فَـكُـنْـتَ لها أَصْلَاً، وكُنْتَ بِهَا iiفَصْلا
ومـانَـفَـضَتْ حِسَّاً، ولا نَقَضَتْ غَزْلا
ومـاعَـجِـبَتْ فَخْرَاً، وَقَدْ بَرِأَتْ iiحَوْلا
وَخُـذلانَ أَقْـوامٍ حَـسِـبْـتُهُمُ iiنُبْلا!!
وَعاهَدْتَ أنْ تَمْضي شَهيدَاً فعِشْ iiفَضْلا
وَبُـلْـبُلَها  الشَّادي، وَمُنْشِدَهَا iiالأحْلى
فَـلـلـحقِّ أشْهَادٌ، وتَحْسَبُهُمْ iiقَتْلى!!!
بِـمَـقْـدِمِ  ساروتٍ...فَيَا مَرْحَبَاً iiأَهْلا
عـلى  رِسْلِكُمْ حُبَّاً، ومن فضلِكُمْ iiمَهْلا
مِـنَ  الشَّوْقِ، والوِلْدانُ تَرْقُبُهُمْ iiوَصْلا
كَـريـمَـاً إذا تحيا، عظيماً ولن iiتبلى
فـثـورتُـنـا  هـاجَتْ بأرْواحِنا iiبَذْلا
فَـذا  مَـرْكَـبُ الـعلياء قَدَْ زّفَّهُ عَدْلا