الرئيسة \  كتب  \  للازواج فقط !؟

للازواج فقط !؟

17.05.2018
إبراهيم عاصي


تأليف : إبراهيم عاصي
عرض : يحيى حاج يحيى
كتاب يجمع ألوانا من النقد الاجتماعي ، و قد ضم محاضرة و عشر مقالات
حملت المحاضرة عنوان الكتاب [للأزواج  فقط] و هو كما يقول المؤلف : موضوع ذو مساس بالأزواج و غير الأزواج ، ممن هم على أهبة الزواج القريب أو البعيد ، أو ربما على أهبة الطلاق أيضا !! و حجر الزاوية فيه هو [ظاهرة الخيانات الزوجية] ! إلا أن البحث يتشعب من بعد ذلك ليتناول أمورا فرعية متعددة و ذلك عندما يتعرض الحديث لأسباب الظاهرة و نتائجها و كيفية علاجها .
و قد اصطنع الكاتب أسلوب الحوار بين اثنين أحدهما يسأل ؟ و الآخر يجيب ، و أخذت المقالة [المحاضرة] حوالي خمسين صفحة من القطع المتوسط و قد رد المؤلف هذه الظاهرة المخجلة المؤسسية الهادمة للبيوت إلى عدم التكافؤ ، و كثرة العرض بكشف النحور و الصدور و التزويج الإلزامي ، خباثة المنشأ ، الحرمان المادي و المعنوي،و  أما النتائج فتتجلى في عواقب أخلاقية و صحية و اجتماعية و نفسية . و أما حل هذه المعضلة الوخيمة بجميع أشكالها و بجميع أسبابها  فيختم به المؤلف محاضرته : في حسن الانتقاء قبل الزواج ، و تناول الأمور بحكمة و أناة بعد الزواج و إزالة الأسباب . و أما ما يجمع الوقاية و العلاج فهو تقوى الله ، التي تبعد المرء عن مواطن السوء و طرق الشيطان و الترفع عن الأخلاق و الممارسات السيئة . و تعمل على تسديد الزوجين أو الجنسين في المحافظة على عفتهما و طهارتهما في السر و العلن !
و معرفة حقوق الزوجة و الرضا بما قسم الله ، فإن الذين يتقون الله يوفقون إلى نظائرهم من أهل العفاف و الطهر ، مختتما بحديث النبي صلى الله عليه و سلم [إن لله ملائكة يسوقون الأهل إلى الأهل] و بقوله تعالى [الخبيثات للخبيثين ، و الخبيثون للخبيثات ، و الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ]
و تتحدث المقالة الثانية [ التيار و المنجرفون ] عن أولئك الذين لا يثبتون على فكرة أو مبدأ ، فهم يتغيرون حسب التيار فيجرفهم و كأنهم هشيم المحتظر !
و أما [كنوز قارون] فهي مؤسية مضحكة ،تتوقف عند مجموعة من ذوي الدخل المحدود أو المنهوب يلتقون عند بائع ثياب مستوردة مستعملة [بالة]  فرحين بتلك الثياب ، ومما يحزن الكاتب أننا لا نستورد بالات الثياب فقط ، و لكن [بالات الفكر و المبادئ ] و يقف في مقالة [ الحقيقة على الطريقة اليابانية] ليرينا بمنظار الناقد ، الكاشف لبواطن الأمور أن كثيرا مما نراه و يحسبه الناس منحا و عطايا و مواقف كرم لم تكن في حقيقتها إلا دعاية و نفاقا و دغدغة لمشاعر الجماهير التي سحرتها أجهزة الإعلام فجعلت عيونها ترى ما ليس له حقيقة !
و في [السلبيات و الإيجابيات] يوضح الكاتب أن كثيرا مما يسمى نقدا ما هو إلا غيبة أو بهتان ! لبس لبوس التقويم ، و لا ينظر إلا بعين واحدة ، و أنه من الضروري الرؤية بالعين الأخرى  لتظهر الإيجابيات التي لا تعدم في الناس و أما في [كراسي هذا الزمان] فانصب النقد على فئة من الناس يستهويها القفز و المظاهر و البحث عن منصب دون الالتفات إلى عواقب الأمور ، وقد جعلوا من كراسيهم وسيلة لصيد الغنائم .
و في [أنا و الأربعون] يتوقف الكاتب عند نظرة متفحصة للذات ، و أنه جدير بالمرء وقد بلغ الأربعين أن يعدل مساره إذا كان منحرفا ، و يغذ السير إذا كان على جادة الصواب ! و في [التنفس خارج علب الإسمنت] نقد طريف لحياتنا المادية و قد تغيرت أنماط حياتنا في السكن و المواصلات و المآكل و الملابس  ففقدنا كثيرا من نقائنا و براءتنا !
و في [ المعقدون] يدير حوارا بينه و بين آخر لاستجلاء أنواع العقد الاجتماعية و النفسية و الفكرية و الحضارية و مظاهرها و تطبيقاتها ، و ضررها في حياة الفرد و المجتمع .
و أما في [ قراءة جديدة لمجلة قديمة] فيستعرض ما تحفل به بعض المجلات النسائية من دعوات للنساء أن يصرن كعرائس الشمع ، لا هم لهن إلا الزينة و التبرج،كما [في الشواطئ – و التسريحات – و الأزياء – و تفسير الأحلام – و المأكولات ] فأين موقع المرأة بعد هذا ، في الواقع و الحياة ؟!
و في [لباس الناس] يوضح الكاتب أن التقليعات [الموضات] هي التي تتحكم في الأذواق ، و تلقي بثقلها  بعيدا عن عادات الشعوب ، و حاجاتها النفسية و الجسدية ، إذ لم يعد اللباس سترا و ذوقا بعدما تلاعبت دور الأزياء في حاجات الناس و أذواقهم .
حفل الكتاب في صفحاته التي تجاوزت المئتين من القطع المتوسط بنقد صادق مؤسٍ أحيانا و مضحك أحيانا أخرى بتصويره العيوب و المثالب – كما هي في واقعها – لا على أنها ضربة لازب تسيطرعلى المجتمع و تكبل الناس .. فهي حالات مرضية ، ليس فيها ما هو عضال يصعب البرء منه ..
ففي العودة إلى الذات ، و معرفة علة الوجود في هذا الكون ، والقيام بالمهمة الملقاة على الأمة التي اختارها الله لحمل رسالته إلى البشرية خلاص ومنجاة  ، لأنها في موقع القيادة ، (( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ، و يكون الرسول عليكم شهيدا )).