اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ لكم دفاتركم ولي دفتري .. أقصوصة من الواقع
لكم دفاتركم ولي دفتري .. أقصوصة من الواقع
11.06.2020
يحيى حاج يحيى
أمسك بيدها الصغيرة التي راحت تضغط على غلاف دفترها، فنظرتْ إليه بعينين ترقرق فيهما تحد طفولي بريء !؟ كأنها تقول له: دعني وشأني ! لكم دفاتركم ، ولي دفتري أصنع به ما أريد .
- ماذا تصنعين ؟
صمتت الطفلة التي تجاوزت الخامسة، ولم تجب بكلمة . حدّق في غلاف الدفتر ، وبالقلم ذي الرأس المدبب الذي راح يخترق الغلاف، فلم يشأ أن يفلت يدها الصغيرة التي بدأت تتململ بين أصابعه .
أعاد عليها السؤال : ماذا تفعلين ؟
وبشيء من التحدي الظاهر أجابته بعصبية : أقتل هذا، وأقلع عينيه ... وأشارت إلى صورة الطاغية التي طُبعت على الغلاف ..
- ولِمَ تقتلينه ، وتقلعين عينه ؟!
- لأنه قتل ابنة خالتي عائشة !
- من قال لك هذا ؟
- أنا أعرف، وجدتي حدثتني بذلك ...
كانت عائشة في سنها تقريباً، وكانتا كفرخي حمام أبيض في ساحة دارهم الرحيبة القريبة من نهر العاصي، وقد ألفت كل منهما الأخرى!
ترك يدها التي تعرَّقت ، فأخذت دفترها، ووضعت القلم في داخله ثم مضت إلى محفظتها، وهي تنظر إليه نظرة عتاب غاضبة، وتقول : غداً سأكمل ... إنك خلّصته اليوم ! فمن يخلّصه غداً ؟
ابتسم مشفقاً على مشاعرها وهو يقول : لا أحد يخلّصه – يا عزيزتي الصغيرة – ثم إن الدفتر دفترك ، ولك أن تفعلي به ما تريدين!!