اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ لكلّ حالة ، في الشام : أمثالُ عرقوب ، وبطل المتنبّي ، وحَذام !
لكلّ حالة ، في الشام : أمثالُ عرقوب ، وبطل المتنبّي ، وحَذام !
15.09.2018
عبدالله عيسى السلامة
الكذّابون ، أصحابُ الوعود الخُلّبية ، أمثالُ عرقوب ، في الشام ، كُثر: ديمستورا ، ممثّل الأمم المتّحدة ، أوّلهم ، وليس آخرَهم ، بل يضاف إليه ، عدد من ساسة أمريكا وأوروبّا ، وكثيرٌ من ساسة العرب والعجم ، وكثير من المحسوبين ، على الثورة السورية : الساسة والعسكر !
وعرقوب : هو رجل ، كان يعيش ، في المدينة المنوّرة ، قبل الإسلام ، ولديه نخل كثير.. وزاره أخوه ، فوعده بثمَرنخلة ! وحين أثمرت ، استنجزه أخوه ، الوعدَ ، فطلب منه الصبر، حتى ينضج ثمرها ! وحين نضج الثمر، عدا عليها ، فجنى ثمرها ، وأخلف وعده ، مع أخيه؛ فصار مضرب أمثال ، في الوعود الكاذبة !
قال كعب بن زهير : صارت مَواعيد عُرقوبٍ ، لها، مثَلاً = وما مَواعيدُها ، إلاّ الأباطيلُ !
وبطل المتنبّي ، هو النموذج ، وهو الذي قال فيه ، وفي أمثاله :
الرّأيُ قَبلَ شَـجاعةِ الشّجْعانِ هوَ أوّلٌ ، وهي المَحلّ الثانـيْ
فإذا هما اجتمعا ، لنفسٍ حُـرّةٍ بَلغتْ ، من العلياء ، كلّ مكـانِ
ولرُبّما طعنَ الفتـى، أقرانَـه بالرأي ، قبلَ تَطاعُن الأقـرانِ
لولا العقولُ، لكان أدنَى ضَيغَمٍ أدنَى، إلى شَرَفٍ ، من الإنسان
وأمثالُ هذا البطل ، النموذج ، موجودون ، في العالم ، عامّة ، وفي الشام ، خاصّة ، ولكنهم أقلّ ، من أمثال عرقوب ، بكثير !
أمّا أمثالُ حَذامِ ، ومثيلاتُها، فأقلّ من القليل ، في العالم ، عامّة، وفي الشام ، خاصة ؛ بل، هم النُدرة ، التي يحتاجها كلّ شعب، في العالم!
وقصّتها ، هي ، كالتالي :
إنّها امرأة ، لرجل ، يسمّى : لُجيمَ بن صَعب ، بن عليّ ، بن بكر، بن وائل .. وكانت صادقة، شديدة الذكاء ، ترى الرأي ، فلا تخطئ ، وتظنّ ، فيأتي الأمرُ، كما توقّعتْ .. فكان زوجُها يثق بصدقها ، وقوّة إدراكها !
ويُحكى : أن عاطسَ بن الجُلاح الحِميَريّ ، سارَ، إلى قومها ، في جموع ، فاقتتلوا ، ثمّ رجع الحميَريّ ، إلى معسكره ، وهرب قومها ، فساروا ليلتهم ، ويومهم ، إلى الغد ، ونزلوا الليلةَ الثانية ! فلمّا أصبح الحميريّ ، ورأى جلاءهم ، اتّبعهم ، فتنبّه القطا ، من وقع حوافر دوابّهم، فمرّت أسرابُه ، على قوم حَذام ، قِطعاً قِطعاً ، فخرجت حذام ، إلى قومها ، فقالت :
ألا ياقومَنا ، ارتحِلوا ، وسيروا = فلوْ تُركَ القَطا ، ليلاً ، لَناما !
فقال زوجها :
إذا قالتْ حَذامِ ، فصدِّقوها فإنّ القولَ ما قالتْ حَذامِ !
فارتحلوا، حتّى اعتصموا بالجبل ، فيئس ، منهم ، أصحابُ عاطس الحميريّ ، فرجعوا !
وهكذا نجا قومُها ، بسبب ذكائها وفطنتها !
لقد عَرف قومُها ، قوّة العدوّ، وعدم قدرتهم ، على مجابهته .. ولديهم مندوحة ، من حربه، ومن الاستسلام له ، وقد نبّهتهم ، هي ، إلى خطر زحفه ، من رؤية حركة الطيور!
أمّا أمثالها ، في الشام ، فقد عَرفوا قوّة عدوّهم ، المحتلّ بلادهم ، باسم الحكم الوطني .. وعرفوا بطشه وفساده وظلمه ، عبر سنين طويلة ، وعرفوا عدم قدرتهم ، على محاربته، بجيش كجيش الوطن ، الذي يسخّره ، لحرب شعبه ..كما عرفوا ، أن تَرك البلاد ، له ، يعيث فيها فساداً ، هو أشدّ، من الفساد المتوقّع ، من مجابهته ؛ فاختاروا الأسلوب الأمثل ، بين أسلوبَيْ الفرار والاستسلام ؛ وهوحرب العصابات ، التي تزلزل العدوّ، دون أن تمكّنه ، من قهر الثوّار! وقد كان ، من هؤلاء ، رجال ، في بداية الثمانينات ، من القرن المنصرم .. ومنهم ، اليومَ، رجال آخرون ، يكبّدون العدوّ، كلّ حين ، خسائر جديدة ، في كبار مجرميه ، وآليّاته ، ومعسكراته !
فلله دَرّ حََذام ، وأمثالِها ، من الرجال ، حيث وُجدوا .. ومثيلاتِِها، من النساء ، حيث وُجدن!
ولله درّ القائل : الألمعيّ ، الذي يَظنّ ، بك ، الظنّ ؛ كأنْ قد رأى ، وقد سَمِعا !