الرئيسة \  مشاركات  \  لكلّ حاكم أطقُمه : السياسية والإعلامية والاستشارية! فهل هي سواء ، كلّها ؟

لكلّ حاكم أطقُمه : السياسية والإعلامية والاستشارية! فهل هي سواء ، كلّها ؟

24.07.2019
عبدالله عيسى السلامة




هل تتساوى أطقُم الحكّام ، في المسؤولية .. أم تتفاوت مسؤولياتها، بقدر تفاوت أحجامها، وخنوعها لحكّامها ، وتأثيرها في مواقعها؟
هذه الأسئلة مطروحة ، على الساسة ، والعاملين في السياسة ، الذين يُجيدون التفرقة ، بين الرجال ، عامّة ، وبين الرجال العاملين ، في الحقل العامّ ، خاصّة !
منذ وُجدت الشعوب ، احتاجت ، إلى مَن يَحكمها ! ومنذ وُجد الحكّام ، احتاجوا ، إلى من يساعدهم ، في إدارة شؤون الشعوب ، ويكون صلة وصل ، بينهم وبين هذه الشعوب!
 وقد ورد ذكر هؤلاء الرجال ، المحيطين بالحكّام ، في أماكن عدّة ، في القرآن الكريم ، وقد سمّاهم القرآن : المَلأ ! ووَردَ ذِكرُهم ، في الحديث النَبوي ، باسم : البِطانة ، التي قد تكون بطانة خير، أو بطانة سوء !
وأيّ استعراض ، لهذه البطانة ، يُظهر أنّ ثمّة فروقاً كثيرة ، بينها!
من حيث المكانة : ثمّة عناصر من الملأ ، مقرّبون من الحاكم ، وآخرون مقرّبون منه ، جدّاً!
ومن حيث الوظيفة :
 ثمّة عناصر، تؤدّي مهمّات النصح والاقتراح والتسديد .. وهؤلاء يُسمّون : مستشارين !
وثمّة عناصر، تؤدّي مهمّات سياسية ، بشكل خاصّ ، في الشؤون الداخلية ، أو الخارجية!
وثمّة عناصر، تؤدّي مهمّات إعلامية مختلفة ، دفاعاً عن : الحاكم ، وسياساته ، ومواقفه ، وقراراته.. وهجوماً على : خصومه ، وأعدائه ، ورافضي حكمه ، في داخل البلاد ، وخارجها!
وثمّة عناصر، تؤدّي مهمّات أدبية وثقافية ، كالأدباء والشعراء ، الذين يمدحون الحاكم ، ويثنون على مواقفه وسياساته !
وثمّة عناصر، تؤدّي مهمّات شرعية دينية ، مثل إصدار الفتاوى ، التي يحتاجها الحاكم ، لتسويق سياساته ومواقفه ، لدى أتباع دينه ، وأتباع الديانات المختلفة ، الذين هم مواطنون ، في دولته .. وبعضُهم يسمّي هؤلاء : علماء السلاطين !
ونظرات الناس ، إلى هذه العناصر (المَلأ ، أو البطانة) تختلف ،  بحسب اختلاف الناس ، أنفسهم ، من حيث الوعي والثقافة ، والنضج السياسي ، وعمق التفكير.. ونحو ذلك !
فبعض الناس ، تنعكس نظرتهم ، إلى الحاكم ، على ملئه ؛ فإذا كان الحاكم ظالماً ، كانت نظرة الناس ، إلى ملئه ، تتّسم بالخوف منهم ، أو احتقارهم ، أو العداء لهم ! وإذا كان الحاكم عادلاً، نظر الناس ، إلى ملئه ، نظرة حبّ واحترام وتقدير؛ لأن الحكّام ، عادة ، يختارون مَن هم قريبون منهم ، في الأخلاق ، ممّن يوافق أهواءهم ، ويحرص على إنجاح سياساتهم !
وبعض المتمرّسين ، من أصحاب الخبرة في الرجال ، يضعون فروقاً كثيرة ، بين عناصر الملأ؛ فيفرّقون ، على سبيل المثال :
بين السيّء والحسن .. وبين الصالح والطالح .. وبين السيّء ، والأسوأ ، والأشدّ سوءاً .. وبين مَن يتقرّب من الحاكم ، رغباً .. ومَن يطيعه ، أو يسايره ، رهباً.. وبين من يعمل مع الحاكم ، استناداً إلى قاعدة : أخفّ الضررين ، وأهون الشرّين .. وبين مَن يتقرّب ، إلى الله ، بطاعة الحاكم ، ويراه خير الناس ، وأفضلهم لقيادة الدولة والشعب ، مع مظالم كثيرة ، يراها لديه !
وقد أظهرت ثورات الربيع العربي ، بعض هذه النماذج ، على حقيقتها !